ما هي الغيرة المرضية؟
هي واحده من الاضطرابات النفسية التي يبقى الفرد المصاب فيها منهمك بأفكار وهمية ومشكوك فيها طوال الوقت والتي ترتبط في خيانة الطرف الآخر له إما شريك الحياة أو زميل العمل، أو صديق مُقرب من غير توفر أيّ دليل واضح، وقد يقوم المصاب بالتعبير عنها بسلوكيات عدوانية.
إذ أنّ توفر هذه الضلالات تخلق في ذهن المصاب تصور قاطع وقوي بأن الطرف الآخر غير مُخلص أبداً؛ لذا فإن هذه المشكلة تُعدّ واحدة من اضطرابات الوهم التي قد تحدث مع أمراض نفسية أخرى مثل الفصام واضطرابات الشخصية، التي تتطلب العلاج الملائم للتحكم فيها.
هذه المشكلة حالة تحتاج العلاج فعلًا نتيجة ارتباطها القوي بالكثير من السلوكيات العنيفة والمؤذية من الجانب النفسي أو الجسدي، إذ تتراوح نسبة جرائم قتل النساء 55%، فهذا المشكلة تأتي في المرتبة الثالثة بين مثيرات القتل الأكثر انتشاراً في العالم.
أعراض الغيرة المرضية:
من الشائع أن هذه المشكلة تتعلق بالنساء بشكل أقوى، إلا أنّها في الحقيقة أكثر شيوع عند الرجال، بالأخص عند الأكبر سناً، وتتشكل المظاهر وتتباين في حدّتها وأنواعها ما بين المرضى منها ما يلي:
1- الأسئلة الاستجوابيّة الكثيرة للطرف الآخر التي قد تكون وكأنها تحقيق.
2- الاتهام بالاهتمام الموجهة نحو أشخاص آخرين وعدم الاهتمام بالمصاب.
3- الإحساس بالغضب عند وجود أيّ وضع أو ظرف يتعارض مع اهتمام الطرف الآخر بالشخص المريض.
4- الإحساس بالحزن الشديد أو ببعد الطرف الآخر في حال التفكير فيه.
5- عدم تقبّل أي عضو جديد في حياة الطرف الآخر، وكره وجوده من غير توفر أيّ تبرير منطقيّ لذلك.
6- القلق المبالغ نحو من يتواصل مع الطرف الآخر من خلال الهاتف أو الرسائل.
7- التفتيش في أغراض الطرف الآخر بشكل دائم.
8- محاولة إبعاد الطرف الآخر عن كل من حوله.
9- تهديد الطرف الآخر بالإيذاء في حال إثبات أي شكوك فيه.
10- تهديد الشخص المريض بأذيّة ذاته، وهذا يحدث من خلال محاولات انتحار.
11- الخوف المُبالغ والوسوسة من أنّ الطرف الآخر سوف يُنهي العلاقة معه.
12- توجيه اللوم على الطرف الآخر بأنّه هو سبب المشاكل كلها التي تحدث بينهم، بالرغم من أنّ الكثير منها بسبب الشخص المريض.
أسباب الغيرة المرضية:
يتعلق وجود هذا المرض بالكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية، وقد يكون وجود هذا المرض مُؤشر على توفر الأمراض والاضطرابات النفسية في الكثير من الحالات، إذ يُعتبر عارض وليست مرض مستقل، لهذا يُلاحظ توفر أحد الاضطرابات الآتية عند المريض:
1- اضطرابات القلق.
2- الفصام.
3- بعض الأمراض والإصابات في الدماغ.
4- الإدمان، أو تناول المشروبات الكحوليّة بشكل مفرط.
5- اضطرابات الشخصيّة بشكل عام وبالتحديد اضطراب جنون الارتياب أو اضطراب الشخصيات الحدية، أو اضطراب الشخصية النرجسية، أو الشخصية المعادية للمجتمع.
علاج الغيرة المرضية:
من أهم الاستراتيجيات والأساليب العلاجيّة التي تساهم في الحد من المظاهر والتخلص منها، التي تشمل أساليب العلاج النفسي والدواء من خلال المختص النفسي ويتم اكتساب الأساليب وهي ما يلي:
1- التفريق بين مشاعر الغيرة المرغوبة والغيرة غير المرغوبة المحطمة للعلاقات والروابط.
2- تعيين الأفكار والمعوقات العقلية التي يتعلق وجودها بشعور الشخص بالغيرة الوهمية.
3- اكتساب أساليب التحكم في المشاعر.
4- استعمال تمارين الوعي التّام؛ للتغلب على مشاعر الغيرة عند الشعور فيها.
5- التدريب على طريقة التركيز على الشخص نفسه عوضاً من التركيز على أشخاص آخرين، ويكون هذا بمساعدته في الشعور بثقة أكثر في النفس، واستقلالية أكبر في العلاقات.
6- معرفة وجود أيّ خبرات أو علاقات قديمة تَعرّض فيها الشخص للخيانة أو الغدر، التي قد تُمثّل سبب شعوره بـانعدام الثقة المفرطة نحو الطرف الآخر، والتعامل مع هذه الخبرات مجرد ماضي فقط، وينبغي عدم تطبيقها على العلاقات الاجتماعية جميعها.
7- محاولة استعمال التخيّل، بما يُعلم المريض على تغيير الأفكار والتفسيرات الخاصة فيه تجاه سلوكيات الطرف الآخر، ويكون هذا من خلال إعادة بعض الأحداث المثيرة للغيرة في وقت يكون فيه المصاب مسترخي ومرتاح جداً، وتفسير هذا الحدث بأنه شيء طبيعي لا يحتاج إلى الشك.
8- توصيل فكرة أن الخيانة أو الأفعال التي تشير على عدم الوفاء من الطرف الآخر إذا وجدت، فهي تشير على خلل عند الطرف الآخر، وليس عند المريض.
9- استعمال العلاج المعرفي التحليلي عن طريق المعالج النفسي، للهيمنة على الوساوس المتعلقة في هذا المرض.
10- العلاج بمساعدة الأسرة والأصدقاء؛ لتجاوز مظاهر المرض والتحكم فيه قدر الممكن.