اقرأ في هذا المقال
- مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس
- دور المنفعة الأخلاقية في مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية
- ردود الفعل لمبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس
تعبر العدالة التوزيعية عن العديد من النتائج الإيجابية التي قد يحصل عليها الفرد أو مجموعة من الأفراد، وخاصة عند التواجد في مجتمعات متنوعة أو مختلفة، مما يشير لأهمية الاتجاه لمبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس، والذي يهتم بمستويات الطاقة النفسية التي يحصل عليها الفرد جراء تطبيق العدالة التوزيعية.
مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس
تحفز المبادئ القائمة على الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس فكرة أن ما هو ذو أهمية أخلاقية أساسية هو مستوى رفاهية الناس، حيث ينظر المدافعين عن المبادئ القائمة على الرفاهية إلى اهتمامات النظريات الأخرى مثل المساواة المادية، ومستوى السلع الأولية للأشخاص الأقل حظًا، أو الموارد أو المطالبات المتنوعة، أو الحرية باعتبارها اهتمامات مشتقة، إنها ذات قيمة فقط بقدر ما تؤثر على الرفاهية، وبالتالي يجب تسوية جميع الأسئلة التوزيعية بالكامل من خلال كيفية تأثير التوزيع على الرفاهية.
يعتبر اختيار الرفاهية كقيمة ذات صلة ليس سوى الخطوة الأولى نحو الإجابة على أسئلة العدالة التوزيعية ويجب على منظري الرفاهية أيضًا تحديد وظيفة الرفاهية فيها، حيث تختلف وظائف الرفاهية وفقًا لما سيتم اعتباره رفاهية ونظام ترجيحًا لتلك الرفاهية، عادة ما يذكر الاقتصاديين التنظيميين من علماء النفس الذين يدافعون عن بعض أشكال الرفاهية الشكل الوظيفي الواضح، بينما غالبًا ما يتجاهل علماء النفس الفلسفيين هذه الإجراءات الشكلية، ويركزون على تطوير نظرياتهم للإجابة على سؤالين السؤال عما له قيمة جوهرية أي ما يعتبر رفاهية، والسؤال عن الإجراءات أو السياسات التي من شأنها تعظيم القيمة الجوهرية.
علاوة على ذلك مال علماء النفس الفلاسفة إلى التركيز على مجموعة فرعية صغيرة جدًا من وظائف الرفاهية المتاحة في مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس، فعلى الرغم من وجود عدد من المدافعين عن وظائف الرفاهية البديلة مثل المساواة في الرفاهية، إلا أن معظم النشاط النفسي الفلسفي قد ركز على متغير يُعرف بالنفعية في علم النفس الأخلاقي، ويمكن استخدام هذه النظرية لتوضيح معظم الخصائص الرئيسية للمبادئ القائمة على الرفاهية.
دور المنفعة الأخلاقية في مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية
تاريخيًا استخدم النفعيين من علماء النفس الأخلاقي مصطلح المنفعة بدلاً من الرفاهية وقد تم تعريف المنفعة بشكل مختلف على أنه المتعة أو السعادة أو إرضاء التفضيل وما إلى ذلك، حيث أن الشيء الوحيد ذو القيمة الجوهرية، وجميع الأشياء الأخرى لها قيمة أدائية بقدر ما تساهم في تجربة المتعة أو تجنب الألم.
وسّع خليفته الفكري العالم جون ستيوارت ميل نظرية القيمة الجوهرية لتشمل السعادة أو الإنجاز، حيث يميل الفلاسفة من علماء النفس المعاصرين إلى القول بأن القيمة الجوهرية تتكون من التفضيل أو الرضا، أي في امتلاك الأفراد ما يريدون، لذلك على سبيل المثال مبدأ توزيع المنافع الاقتصادية لمنفعي التفضيل هو توزيعها من أجل تحقيق أقصى قدر من الرضا عن التفضيل.
وظيفة الرفاهية لمثل هذا المبدأ لها شكل نظري بسيط نسبيًا يتطلب التوزيع الذي يزيد من المجموع الحسابي لجميع التفضيلات المرضية أو التفضيلات غير المرضية السلبية، مرجحة لشدة تلك التفضيلات؛ وذلك لاستيعاب عدم اليقين فيما يتعلق بالنتائج حيث يتم تعديل الوظيفة بحيث يتم تعظيم المنفعة المتوقعة بدلاً من المنفعة التعاقبية.
النظرية الأساسية للنفعية هي واحدة من أبسط النظرية والفهم في مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس، لذلك تم توجيه الكثير من العمل على النظرية نحو الدفاع عنها ضد الانتقادات الأخلاقية، لا سيما من وجهة نظر الأخلاق المنطقية، حيث تمت مناقشة الانتقادات والردود على نطاق واسع في الأدبيات الأخلاقية النفسية حول النفعية كنظرية أخلاقية عامة.
الانتقاد الأول للنفعية الأخلاقية الذي اشتهر بتوضيحه العالم جون راولز هو أن النفعية تفشل في التعامل بجدية مع تمايز الأشخاص، وغالبًا ما يؤخذ تعظيم الرضا عن التفضيل على أنه من الحكمة في حالة الأفراد أو فقد يتحمل الناس أعباء أو معاناة أو تضحيات أكبر في فترات معينة من حياتهم حتى تكون حياتهم أفضل بشكل عام، حيث أن الشكوى ضد النفعية هي أنها تأخذ هذا المبدأ، الذي يوصف عادة بأنه حكيم للأفراد، ويستخدمه على كيان أو مجتمع، على عكس الأفراد بطرق مهمة.
في حين أنه قد يكون من المقبول أن يختار الشخص المعاناة في فترة ما من حياته سواء كان ذلك يومًا أو عددًا من السنوات بحيث تكون حياته بشكل عام أفضل، غالبًا ما يُقال ضد النفعية بأنه من غير الأخلاقي فعلها، ومنها يعاني بعض الناس بحيث يكون هناك مكسب صافٍ لأشخاص آخرين، ففي الحالة الفردية هناك كيان واحد يعاني من التضحية والمكاسب، كذلك يختار الأفراد الذين يعانون أو يقدمون التضحيات، القيام بذلك من أجل الحصول على بعض الفوائد التي يرون أنها تستحق تضحياتهم.
في حالة المجتمع ككل لا يوجد كيان تجريبي واحد بعض الناس يعانون أو يتم التضحية بهم حتى يكسب الآخرين، علاوة على ذلك في ظل النفعية، على عكس حالة الحكمة الفردية، لا يوجد شرط لموافقة الناس على المعاناة أو التضحية، ولا يوجد بالضرورة اعتقاد موحد في المجتمع بأن النتيجة تستحق التكلفة.
يتضمن انتقاد النفعية في مبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس ذو الصلة الطريقة التي تعامل بها التفضيلات الفردية حول رفاهية أو ممتلكات الآخرين، على سبيل المثال قد يفضل بعض الأشخاص أن يتمتع أعضاء مجموعة محددة بمزايا مادية أقل، ففي ظل النظريات النفعية فإن هذا التفضيل أو الاهتمام مهم مثل أي شيء آخر في تحديد التوزيع الأفضل، ومن ثم إذا كانت التفضيلات هذه منتشرة ولا تطغى عليها تفضيلات معاكسة فإن النفعية ستوصي بتوزيع غير مساواة على أساس التفضيلات إذا لم يكن هناك بعض تعظيم المنفعة الأخرى بديل في العرض.
ردود الفعل لمبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس
تتمثل ردود الفعل الخاصة بمبدأ الرفاهية في العدالة التوزيعية في علم النفس في ردود الفعل من قبل علماء النفس والباحثين الأخلاقيين الذين يهتمون بمبدأ المنفعة الأخلاقية، حيث استجاب النفعيين لجميع الانتقادات التي تم توجيهها لهم بعدة طرق، ومنها غالبًا ما ينكرون الادعاء التجريبي الذي يقوم عليه النقد، لذلك يؤكدون أن الظروف التجريبية هي أن تعظيم المنفعة نادرًا ما يتطلب من البعض التضحية أو المعاناة لصالح الآخرين، أو لإرضاء تحيزات الآخرين.
وبالمثل غالبًا ما يؤكد النفعيين على منظور المدى الطويل الذي تتطلبها نظريتهم، فقد يقرون بأن التعظيم قصير المدى قد يشير إلى التوزيع على أساس معين ولكن هذا لن يكون تعظيم الرفاهية على المدى الطويل وأنه يمكن تحقيق رفاهية أكبر من خلال إعادة تعليم الأغلبية بحيث تضعف أو تختفي التفضيلات العنصرية بمرور الوقت، مما يؤدي إلى عالم أكثر تناغمًا وسعادة.
أجاب منتقدو النفعية في علم النفس الأخلاقي بأن هذا الاعتماد على الظروف والمواقف التجريبية التي تتحول إلى طريقة معينة يقوض معقولية النفعية كنظرية أخلاقية، ويجادلون بأنه لا يتعين علينا الانتظار حتى نكتشف مدى قوة المشاعر العنصرية، وعدد الأشخاص في التفضيلات المتنوعة والمتأثرة سلبًا، وعدد العنصريين الموجودين، وما إلى ذلك لنعرف أن السياسات العنصرية خاطئة.
يُقال أن النفعية المعطاة تقول إننا بحاجة إلى معرفة هذه الأرقام من أجل معرفة متى، إذا كانت السياسات العنصرية خاطئة، فإن النفعية تفشل في استيعاب أحكامنا الأخلاقية بشكل مناسب، ويرد النفعيين أنه إذا كانت نظريتهم في مناسبات نادرة تتطلب من الناس التضحية أو المعاناة بهذه الطرق أو غيرها، فإن عدم الحدس من هذه النتيجة هو نتيجة أحكامنا الأخلاقية المتعارضة حول الصواب والخطأ، التي هي معصومة.