مراحل اتخاذ القرارات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في الحياة اليومية يعتبر اتخاذ القرارات المنطقية والمعقولة والنفعية التي يمكن أن تقود الشخص أو المجموعة أو المنظمة هي المهمة والتي تعتبر أساس النجاح، فعلى الرغم من أن الإنسان كائن عقلاني إلا أن أفكاره وتفكيره ملوَّنة بالعاطفة والمشاعر والتحيزات الشخصية والأحكام المسبقة والذاتية.

مفهوم اتخاذ القرارات في علم النفس

اتخاذ القرار في علم النفس يعني التوصل لقرار واحد واختياره من عدة بدائل، في حين أن الفرد يتخذ القرارات بالرجوع للعديد من الأسس والمعايير ليكون هذا القرار مدروس وذو فعالية كافية في المستقبل البعيد ويلبي الهدف الذي وضع من أجله، ففي عملية اتخاذ القرارات يتعرض الفرد للعديد من الخيارات وربما تكون هذه الخيارات قليلة مما يجعل من الفرد في حيرة وتردد وخاصة إذا كانت هذه الخيارات إيجابية ومتقاربة من بعضها البعض.

في بعض الأحيان يتعين على المرء أيضًا تقديم حل وسط في عملية اتخاذ القرار، أي قد لا يكون المرء راضياً للغاية عن قراره ولكن يتعين عليه اتخاذه؛ بسبب قيود أخرى، لكن في بعض الأحيان أصبحت الظروف والمواقف من هذا القبيل بحيث يصبح المرء متورطًا في القرارات الرئيسية التي تنتج صراعًا وتوترًا هائلين بسبب عدم اليقين أو عدم الوعي بالمزايا والسمات النسبية للبدائل الأخرى، إذا كانت البدائل المختلفة لا تختلف كثيرًا في الجودة أو المتانة، فإن الفرق بينهما يتم تضييقه وبالتالي هامشي للغاية وهذا يجعل القرار عملية سلسة.

علاوة على ذلك يجب أن يكون القرار من النوع الذي لن يخلق مشاكل لاحقة، ففي بعض الأحيان قد يكون للاختيار الخاطئ عواقب سلبية بعيدة المدى وغير سارة مثل قرار قبول أو تغيير وظيفة، أو دراسة الفنون أو العلوم، واختيار الموضوعات في الجامعة، وتقديم الطلاق، والموافقة على الخضوع لعملية جراحية، ومغادرة الفرد بلده والانضمام إلى وظيفة في الخارج، فغالبًا ما تكون مثل هذه القرارات معقدة، أي أنها عادة ما تكون مثل هذه القرارات مصحوبة بالقلق والتوتر والخوف والشك والندم.

أثناء اتخاذ القرار عادة ما يستعرض المرء الجوانب المختلفة للقرار ومزاياه وعيوبه، ومن المعتقد أن الإنسان كائن عقلاني وعليه أن يختار فقط بعد استكشاف جميع البدائل المتاحة من حيث فائدتها المتوقعة ونتائجها؛ نظرًا لأن اتخاذ القرار ينطوي على أحكام معقدة وصعبة، إذا لم يتم إصدارها بعناية بعد الفحص المناسب والمنطق المناسب فقد يكون القرار متسرعًا وخاطئًا.

شروط اتخاذ القرارات في علم النفس

يجب ألا يتأثر الشخص الذي يجلس على كرسي اتخاذ القرارات بالخوف والمحاباة، ويجب أن يكون القرار معللاً وشفافًا بعد تحليل دقيق وواضح لجميع المزايا والعيوب والقواعد واللوائح، في أي مجتمع وفي أي منظمة أو مجموعة، سواء كانت عائلة أو نادٍ أو منظمة تجارية أو مكتب حكومي أو غير حكومي أو مؤسسة من القطاعين العام والخاص أو مجموعة أو جمهور يعتبر اتخاذ القرار واجبًا مهمًا على أعلى سلطة.

يمكن للفرد اتخاذ القرارات بمفرده أو بالتشاور مع الأعضاء الآخرين في المجموعة خاصته، حيث يتعين على قادة أي فريق اجتماعي أو إداري اتخاذ المئات وآلاف من القرارات يوميًا، ويجب أن تكون القرارات موجهة للواقع على الإطلاق، حيث أن القرارات غير الواقعية وغير التنفيذية عديمة الفائدة ولا تخدم أي غرض، بل إنها تثير الارتباك والإحباط وعادة ما تكون الشخصيات المرنة والديناميكية من صانعي القرار الجيدين.

مراحل اتخاذ القرارات في علم النفس

كيف يتخذ الناس القرارات؟ ما هي إجراءات اتخاذ القرار؟ علماء النفس الاجتماعي مقتنعين بأن مفتاح فهم كيفية اتخاذ الناس للقرارات يكمن في وصف عملية صنع القرار نفسها وهذا ما يسمى بالمنهج الوصفي في علم النفس وليس بالنهج المعياري الذي يحلل كيف يجب على الإنسان العقلاني أن يتخذ القرار، حيث يمكننا توضيح مراحل اتخاذ القرارات في علم النفس من خلال ما يلي:

1- المداولة

تبدأ المرحلة الأولى من عملية اتخاذ القرار في علم النفس من النقطة التي تبدأ عندها المداولات، في هذه المرحلة يتم فحص جوانب مختلفة من المشكلة وإيجابيات وسلبيات البدائل الممكنة في المستقبل المناسب.

2- تفعيل الاختيار

أثناء الاختيار بين بائل مختلفة قد يتم حذف بعض البدائل التي ليس لها صلة كبيرة من قائمة البدائل الممكنة، بحيث يصبح من السهل اتخاذ قرار من بضعة بدائل.

3- الاختيار النهائي

بعد فحص جميع الجوانب يتم أخيرًا التوصل إلى قرار، والذي يعتبر صحيحًا ومفيدًا وعمليًا ومربحًا في الوضع الحالي.

4- مرحلة ما بعد القرار

تتضمن مرحلة ما بعد القرار العواقب النفسية لاتخاذ القرار، والعلاقة بين صنع القرار والمصادر الرئيسية للصراع وأنماط حل النزاع في كل مرحلة من مراحل تسلسل القرار.

أهم عمليات اتخاذ القرارات في علم النفس

تتمثل أهم عمليات اتخاذ القرارات في علم النفس من خلال ما يلي:

عملية ما قبل اتخاذ القرار

يبدأ تسلسل عملية اتخاذ القرار المسبق عندما يواجه الشخص حاجة ويطلب منه اتخاذ قرار عاجلاً أم آجلاً، فقد يحدث هذا نتيجة للمعلومات الجديدة التي تحتاج إلى تغيير أو تعديل في مسار العمل الحالي، على سبيل المثال الفرد الذي يرغب بوقت للراحة مما يجعله يلجأ للإجازة مما يجعل من مسؤوله أن يوجهه لبعض الأنشطة البديلة لهذه الإجازة للتعويض عما فاته من عمل أو معلومات قد تكون مفيدة.

يجب على الشخص المعني أن يختار أحدهما عن طريق اتخاذ قرار، مثل القرارات والبدائل التي سيتخذ الموظف من أجلها القرار فإما الاستقالة أو الاستمرار بالعمل، بهذه الطريقة يواجه المرء كل يوم عدة بدائل لحل مشكلة أو الوصول إلى الهدف الذي يجب اتخاذ قرار عادل من أجله.

يبدأ تسلسل عملية اتخاذ القرار أحيانًا بالاعتراف بضرورة الاختيار بين مجموعة متنوعة من البدائل المتاحة لتلبية حاجة معينة، ففي بعض المناسبات تكون القرارات فورية وقد يتسبب التأخير في حدوث خطر، وفي المناسبات الأخرى قد ينتظر القرار نصف يوم أو يوم واحد، حيث يثبت صانعو القرار الذين طال انتظارهم أنهم قادة وإداريين ذوي عجز معرفي.

في أي حالة يجب التأكد من أن القرار يجب أن يكون واقعيا وقابل للتنفيذ، فقبل اتخاذ قرارات جادة فيما يتعلق بالانتقال من مكانة اجتماعية إلى أخرى ومن عمل إلى آخر مثلاً، يجب فحص جميع مزايا وعيوب البدائل وما إذا كانت قابلة للتحقيق وغير قابلة للتحقيق، بحيث تكون القرارات غير الواقعية عديمة الفائدة ولا تخدم أي غرض عملي.

عمليات ما بعد اتخاذ القرار

يمكن ملاحظ العديد من التناقضات التي تحفز الفرد على تغيير أفكاره ومعتقداته المتعلقة بالعالم الذي ينمو فيه، بحيث تعتبر أحد مصادر عدم الاتساق هذه هو التنافر المعرفي بعد القرار، فإنها حالة توتر تحدث لأن البديل المختار له بعض السمات السلبية بينما البديل المرفوض له بعض السمات الإيجابية.

ويلاحظ أيضًا أنه في حالة الخيارات الصعبة والمعقدة يحدث التنافر المعرفي بعد اتخاذ القرار أكثر مما يحدث عندما يكون الاختيار بسيطًا وذات طبيعة روتينية، وقد ينشأ عدم الراحة أو التنافر بعد اتخاذ القرار عندما يتم انتقاد الفرد لقراره أو عندما يجد هو نفسه العيوب والخسائر غير المتوقعة بسبب هذا النوع من الاختيار.


شارك المقالة: