مشاكل الاختزال العلمي وأهميته في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أصبح الاختزال العلمي موضوعًا مهمًا في فلسفة العقل والنظريات العلمية في علم النفس في سياق الاهتمام العام بوحدة العلم بشكل عام، وكان مستوحى من حالات مزعومة محددة للتخفيضات الناجحة، حيث تنتج عن هذه القضايا مجموعة من المشاكل الخاصة بالاختزال العلمي في علم النفس.

مشاكل الاختزال العلمي في علم النفس

تنبع الحِجَة الأبرز ضد الاختزالية العلمية من ملاحظة أن التخفيضات المباشرة نادراً ما تحدث، ومن ثم لا يمكن اعتبار الاختزالية العلمية على أنها تعطي صورة متماسكة لما يجري بالفعل في العلم، طالما كان من المفترض أن تكون الاختزالية أكثر من مجرد موقف وجودي بحت.

ويقصد بها أن تقول شيئًا مهمًا عن التغيير العلمي أو المعايير، فإن قيمة وملاءمة مفهوم الاختزال العلمي يبدو أنهما يعتمدان جزئيًا على مدى ملاءمة المواقف الاختزالية للحقائق، التي يجادل نقادهم بأنهم لا يفعلونها.

حيث استجاب مؤيدو التخفيض من علماء النفس بطرق مختلفة واقترح البعض تفسيرات أكثر مرونة للاختزال؛ وذلك لضمان أن مصطلح الاختزال العلمي لا يزال يخدم غرضًا في وصف الممارسة العلمية الفعلية، ومن الأمثلة على ذلك اقتراح إعادة النظر في أهمية التخفيضات الجزئية فقط أو التفسيرات العلمية، التي يتم تفسيرها على نطاق واسع، والتي تعتبر اختزالية في النفس على الرغم من حقيقة أنها لا تمتثل للمعايير التقليدية.

اختار آخرين من علماء النفس موقفًا أكثر أهمية حيث اقترحوا مؤخرًا أن التنظير الفلسفي والنفسي حول الاختزال العلمي يجب أن يفسر بشكل أفضل على أنه إعادة بناء أي حالة يرى العلماء أنها تخفيضات، ويتمثل الموقف الأكثر تواضعًا في الفكرة القائلة بأنه على الرغم من أن التخفيضات المباشرة قد تكون نادرة، إلا أن الاختزالية قد تلعب دورًا كمثال تنظيمي.

يمكن استخدام مفهوم الاختزال العلمي من وجهة النظر هذه لوصف طرف واحد من طيف من العلاقات المحتملة بين المراحل المختلفة للتطورات العلمية، الذي يأتي مع قوة معيارية محددة إذا كان من الممكن إجراء تخفيض.

لقد تلاشى الأمل في أن التقدم الفعلي للعلم يمكن وصفه بنجاح من حيث الاختزال العلمي، حيث تُدرس مفاهيم الاختزال باستثناء تلك التي أعيد تكييفها مع الممارسة العلمية الفعلية، في الوقت الحاضر بشكل أساسي في الأجزاء الأكثر توجهاً من الناحية النظرية من وجودية العلم.

أهمية الاختزال العلمي في علم النفس

من الواضح أن فكرة الاختزال العلمي تلعب دورًا مهمًا في توصيف الفيزيائية غير الاختزالية من خلال ما هو مطلوب تحقيق دقيق لما تتكون منه الاختزالية لتحديد بشكل مناسب في أي جوانب علمية وقياسية إن وجدت، حيث يمكن أن تكون نظرية العقل متماسكة على حد سواء غير مختصرة ومادية حول العقلية.

من الواضح أن المفهوم الخاص بالاختزال العلمي يلعب دورًا مهمًا في مجال الوجودية التي غالبًا ما تمتد بعيدًا إلى عالم الاحتمالات، حتى لو فشل الاختزال في تطبيقه على عالمنا وتاريخنا العلمي فقد يكون من المفيد النظر في شكل الواقع في عوالم أخرى حيث يوجد الاختزال، وعوالم مماثلة لعالمنا في احتواء العديد من النظريات أو الأطر المفاهيمية المختلفة ولكنها مرتبطة معًا عن طريق الروابط المختزلة.

ومع ذلك يمكن الإجابة بشكل مُرضٍ على السؤال حول ماهية مفهوم الاختزال حتى لو لم تكن هناك نظرية تختزل في الواقع إلى أي نظرية أخرى ولا توجد خاصية تختزل إلى أي خاصية أخرى، وقد تخدم الإجابة على هذا السؤال غرضين وثيقين الصلة أولاً، سيساعد التوصيف الدقيق لما يُفترض أن يتألف منه الاختزال في الحكم على ما إذا كانت نظرية معينة مثل علم النفس الشعبي، أو خاصية معينة مثل الشعور بالألم.

بالتالي تتقلص إلى نظيراتها العصبية أم لا، وثانيًا هناك حاجة إلى تعريف مناسب للتخفيض في الاختزال العلمي لمعرفة أهميته عندما يتعلق الأمر بتقييم المواقف المناهضة للاختزال، كما رأينا فقد تم تصور الاختزال كعلاقة تربط بشكل أساسي بين النظريات أو الخصائص أو المواد أو المفاهيم أو الأحداث، وقد تم وصفها على أنها علاقة تفسيرية يمكن صرفها من حيث الاشتقاق ويمكن ربطها بالاعتماد الميكانيكي أو الوجودي.

أهمية صياغة الاختزال العلمي في علم النفس

لقد قيل أن الاختزال النظري يأتي قبل الاختزال الوجودي وقد قيل أن الاختزال الوجودي هو أكثر جوهرية من الاختزال النظري، بالتالي تمت صياغة الاختزال العلمي في الأطر البنيوية والتجريبية والوظيفية وكان أحد المفاهيم الأساسية للنظريات التي تدافع عن شكل أو آخر من أشكال التوحيد العلمي، حيث تخلى معظم الفلاسفة وعلماء النفس عن هذا الرأي الأخير.

ولكن حتى لو كانت النظرة إلى الاختزال العلمي بالشكل العام القوي قد يكون شكل من أشكال الاختزالية التي ترقى إلى الوحدة العلمية والوجودية قاتماً واستكشاف مسألة ما يطلبه الأمر من خاصية أو نظرية لتختزل إلى خاصية أو نظرية أخرى سيساعد ليس فقط على فهم ما يتكون منه البحث عن الوحدة، البحث الذي سيطر على أجزاء كبيرة من نظريات العلم في القرن الماضي.

كما أنه سيساعد في الحكم على منافسيه وفهمهم مثل المادية غير الاختزالية أو نسخ الثنائية الاختزالية، أو حتى التعددية التي تم الدفاع عنها مؤخرًا، فإذا عرفنا الشروط التي تفرضها علاقة الاختزال على أزواج من النظريات أو الخصائص، فسنعرف أيضًا ما الذي لا بد أن تنكره هذه النظريات المناهضة للاختزال العلمي.

إن استكشاف السؤال المتعلق بما يطلبه صياغة اختزال خاصية أو نظرية إلى خاصية أو نظرية أخرى لن يساعد فقط في فهم ما يتكون منه البحث عن الوحدة في علم النفس، وهو البحث الذي سيطر على أجزاء كبيرة من أفكار علماء النفس كما أنه سيساعد في الحكم على فهم الاتجاهات والمفاهيم المرتبطة والمشابهة له.

علاقات الاختزال العلمي في علم النفس

كثيرا ما أشارت الأدبيات النفسية إلى فكرة أن الاختزال العلمي مرتبط بعلاقات جزئية أو كاملة التي تشكل تفصيلاً من الافتراض وجزئًا أكثر عمومية للتوحيد العلمي بشكل حدسي، وبعيدًا عن التفاصيل العديدة للنماذج المفصلة والموصوفة بمصطلحات الاختزال النظري، يعتمد الاختزال الجزئي في الإحساس على تحديد الخاصية بخاصية مشابهة أو مطابقة.

في حين أن العلاقات المجردة في الاختزال العلمي في علم النفس وحدها تتوافق مع التفسيرات الناشئة أو الثنائية التي تجمع بين التكوين المجرد والهوية، يبدو أنها تضمن ارتباطًا قويًا بما يكفي ليتم اعتباره رابطًا اختزاليًا، وهناك طريقة لربط الاختزال العلمي بالتكوين وهي ما يمكن للمرء أن يحاول وصف الاختزال بأنه علاقة واحد بأطراف متعددة.

في النهاية نجد أن:

1- الاختزال العلمي هو موضوع مهم في كل من فلسفة العقل والنظريات العلمية في علم النفس وذلك من خلال سياق الاهتمام العام بوحدة العلم والكشف عن أهم مشاكله.

2- من أهم مشاكل الاختزال العلمي ملاحظة أن التخفيضات المباشرة نادراً ما تحدث، ومن ثم لا يمكن اعتبار الاختزالية العلمية على أنها تعطي صورة متماسكة لما يجري بالفعل في العلم.

3- في حين تتمثل أهمية الاختزال العلمي بأنه يلعب دورًا مهمًا في مجال الوجودية التي غالبًا ما تمتد بعيدًا إلى عالم الاحتمالات، خاصة في تطبيقه على عالمنا وتاريخنا العلمي.


شارك المقالة: