مفهوم اللعب التعاوني في علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


في مرحلة الطفولة يهتم علماء النفس بالعديد من المفاهيم التي يتوجب أن تكون ضمن السمات الشخصية للأطفال، ومن هذه المفاهيم مفهوم اللعب الذي يساهم بتنمية شخصية الطفل الاجتماعية، ومنها مفهوم التعاون الذي يعلم الطفل كيفية الانخراط والمشاركة في العمل الجماعي.

مفهوم اللعب التعاوني في علم النفس التنموي

يلعب الأطفال من جميع الأعمار ويستمتعون باللعب، حيث وجد علماء النفس أن اللعب مهم للأطفال ليس فقط لأنهم يستمتعون به كثيرًا، ولكن لأنه يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز النمو الاجتماعي والعاطفي والمعرفي، أثناء اللعب يتعلم الأطفال المهارات التي تساعدهم على التفاعل مع الأطفال والبالغين الآخرين، كما يكتسبون أيضًا المعرفة حول العالم من حولهم، درس علماء النفس أنواع وكمية اللعب التي تظهر عند الأطفال في مختلف الأعمار.

أنواع اللعب التعاوني في علم النفس التنموي

لوحظ أن الأطفال يشاركون في مجموعات متنوعة ومختلفة من اللعب خلال سنوات ما قبل المدرسة، في وقت مبكر من الحياة يلعب الأطفال بمفردهم وينخرطون في ما يسمى باللعب الانفرادي، في وقت لاحق بين 2 و 3 سنوات، يظهر اللعب الموازي حيث يبدأ الأطفال باللعب بالتشارك مع أطفال آخرين بمواد مماثلة، ولكن دون التأثير بالوظائف والأداء الذي يقوم به كل منهم كثيرًا.

بعد ذلك يبدأ اللعب الترابطي في تضمين تفاعلات اجتماعية حقيقية عندما ينخرط الأطفال في نشاط مشترك ويتبادلون الألعاب ويعلقون على سلوك بعضهم البعض، وفي سن الخامسة تقريبًا يظهر اللعب التعاوني عندما يبدأ الأطفال في العمل معًا والاضطلاع بأدوار متبادلة أثناء السعي لتحقيق أهداف مشتركة أثناء لعبهم، على سبيل المثال يتولى الأطفال أدوارًا قيادية ويناقشون القواعد ويتفاوضون حول المسؤوليات.

تعتبر هذه الأدوار عبارة عن مسرحية تعاونية وهذه المسرحية التعاونية هي لعبة اجتماعية من أكثر الأنواع تعقيدًا، فاللعب التعاوني مهم بشكل خاص؛ لأنه يسمح للأطفال بتعلم القواعد الاجتماعية مثل المشاركة والتناوب والتعاون والتفاعل والتعامل مع الخلافات كما يؤدي هذا النوع من اللعب إلى تنمية صداقات هادفة.

بينما تتطور أنواع اللعب الأكثر تعقيدًا مع تقدم الأطفال في السن قد تظل أشكال اللعب الأقل نضجًا موجودة ولكنها أقل شيوعًا، يجب أن يكون اللعب الموازي أقل تواترًا مع تقدم الأطفال في السن وسيتم استبداله إلى حد كبير باللعب التعاوني، غالبًا ما يلاحظ علماء النفس التنموي أنشطة لعب الأطفال الصغار لتقييم مستوى نموهم.

إذا لم يبدأ الطفل في المشاركة في اللعب التعاوني عند بلوغه الخامسة من العمر، فقد يُنظر إلى ذلك على أنه مؤشر على وجود خلل معرفي أو عاطفي اجتماعي أساسي، على سبيل المثال عدم القدرة على الانخراط في الخيال أو اللعب الاجتماعي يعتبر بمثابة سمة مشتركة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد.

لا يصبح اللعب التعاوني أكثر تكرارا مع تطور الأطفال اجتماعياً وإدراكيًا وعاطفيًا فحسب، بل يصبح أيضًا أكثر تعقيدًا وذلك عندما يبدأ الأطفال في الدخول في حلقات اللعب التعاوني، فغالبًا ما تكون تفاعلات بسيطة للغاية، مثل عمل طفلين على أحجية معًا أو نشاط مشترك، عندما يتحسن الأطفال في هذا النوع من التفاعل، تزداد اللعبة تعقيدًا.

على سبيل المثال قد يشارك طفل أكبر سنًا في حلقة مسرحية خيالية بعنوان رجال شرطة ولصوص مع مجموعة من الأطفال، حيث أنه غالبًا ما يسمى هذا النوع المعقد من اللعب التعاوني باللعب الاجتماعي الدرامي، أي إنه أكثر تعقيدًا ويوفر للأطفال تجارب غنية بالتحديات المعرفية والاجتماعية، بحيث يعتبر من المهم أن يتقن الأطفال اللعب الدرامي الاجتماعي لأنهم هنا يتصرفون ويستجيبون لمشاعر التظاهر لدى بعضهم البعض.

بحيث يعتبر هؤلاء الأطفال أنهم يستكشفون المواقف المثيرة للخوف ويتحكمون فيها عندما يتضمن لعبهم التخيلي أشياء مثل الوحوش أو زيارات الطبيب، أيضًا أثناء مشاركتهم في تفاعلات اللعب هذه يجب على الأطفال إنشاء وإدارة المؤامرات المعقدة وحل المشكلات والنزاعات عن طريق التفاوض والتسوية.

علاقة اللعب التعاوني بالكفاءة الاجتماعية في علم النفس التنموي

هناك روابط واضحة بين تعقيد لعب الأطفال في سن ما قبل المدرسة والكفاءة الاجتماعية مع أقرانهم، حيث أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يلعبون بطرق معقدة معرفيًا هم أقل عرضة لأن يكونوا عدوانيين ذوي سلوك معادي أو ينسحبون حول أقرانهم ويكونون أكثر صداقة من الأطفال الذين يعانون من اللعب الفقير، أيضًا يمكن أن يساعد تعقيد لعب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في التنبؤ بمدى نجاح الأطفال اجتماعيًا وأكاديميًا خلال المرحلة الابتدائية المبكرة.


شارك المقالة: