مفهوم الهوية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الهوية في علم النفس:

تم تعريف مفهوم الهوية على أنه نظام نفسي داخلي يدمج الذات الداخلية للفرد والعالم الاجتماعي الخارجي في كل متطابق، حيث يُنظر إلى تكامل الذات الشخصية والعالم الخارجي الاجتماعي على أنه عملية تنموية تتطلب وفقًا لإريك إريكسون أن يقوم الفرد بتجميع أجزاء من تعريفات الطفولة في بنية واحدة خلال فترة المراهقة المتأخرة وأوائل مرحلة البلوغ.

يركز الكثير من علماء النفس في فحص الهوية على السمات أو الديناميكيات التي تعتبر عالمية لجميع البشر مثل احترام الذات، والانطواء والانبساط، ومستويات القلق بغض النظر عن العرق أو الثقافة أو الجنس أو التوجه الفردي، ومن خلال هذه النظرة لمفهوم الهوية فإن علم النفس يرمي لسمة التشابه بين الأفراد في بناء وتطوير الهوية.

مفهوم الهوية لدى إريك إريكسون:

أصبح إريك إريكسون من أوائل علماء النفس الذين اهتموا بشكل واضح بالهوية، حيث يرتكز إطار إريكسون على توضيح مفهوم الهوية من خلال التطرق للتمييز بين العديد من المسميات للهوية والتي تتمثل بما يلي:

هوية الأنا أو الذات:

تتمثل في التمييز بين المعنى النفسي للاستمرارية.

الهوية الشخصية:

تتمثل في التمييز بين الخصوصيات الشخصية التي تفصل بين شخص وآخر.

الهوية الاجتماعية:

تتمثل في التمييز بين مجموعة من الأدوار الاجتماعية التي قد يلعبها الشخص، والمعروفة أيضاً بالهوية الثقافية.

مفهوم الهوية لدى كارل يونغ:

يتماشى تعريف كارل يونغ للهوية عن كثب مع إريكسون، في التأكيد على عناصر الماضي والحاضر والمستقبل للذات المتمرسة، كما يطور مفهوم النظرة العميقة للهوية، أي إدراك شخص لرأي الآخر عن الهوية، والتي تعتبر أنها مفيدة للغاية في التوجيهات الإرشادية، وأيضًا عناصر الهوية لدى الشخص مع عناصر الذات والسمات الشخصية المعروضة إلى الآخرين.

مفهوم الهوية في علم النفس الاجتماعي:

يعبر مفهوم الهوية في علم النفس الاجتماعي عن تفسير جميع المواقف والسلوكيات التي يقوم بها الفرد داخل الجماعة التي ينتمي إليها، حيث يتم تشخيص مفهوم الهوية في علم النفس الاجتماعي بالرجوع إلى مفاهيم اجتماعية مهمة مثل السلوك الجمعي، ومستويات الإدراك.

يميز علم النفس الاجتماعي نوع من الهوية الجماعية للفرد، والتي تتمثل بمقدار التقييم والتقدير الإيجابي الذي يحصل عليه الفرد من خلال الفريق خاصته مما يزيد من مشاعر الولاء لهم، مع الاهتمام بجميع المؤثرات التي يمكن أن تزعزع مثل هذا المفهوم المشترك بين أعضاء الفريق الواحد، والتي تتمثل بمثيرات وعوامل التمييز والتحيز التي تكون بمثابة مشكلات.

يدرس علم النفس الاجتماعي المثيرات الاجتماعية المتنوعة التي تضطر الفرد بأن يقوم يتغيير هويته، ومنها ما يجعل من ثقة الفرد تتزعزع بنفسة وبمفهومه الشخصي لنفسه ومهاراته، ومن الممكن أن مثل هذه العوامل والمثيرات من شأنها أن تؤدي لإفناء النفس من أجل التوافق والتناسب مع رأي الآخرين وبذل كل الجهد للوصول إلى المثالية المستحيلة.

أهمية مفهوم الهوية في علم النفس:

لدينا جميعًا صورة معينة عن أنفسنا من معتقدات حول نوع الشخص الذي نحن عليه، حيث يبدو أن امتلاك إحساس قوي بالهوية أمر مرغوب فيه، وهو أمر يجلب الراحة والأمان، ويبدو أن الكثير من الناس يقضون الكثير من الوقت في محاولة معرفة من هم وماذا يريدون وماذا يؤمنون.

من المؤكد أن امتلاك هوية قوية له مزايا عديدة وخاصة في الإحساس الواضح بمن نحن الذي يجعل من السهل التواصل مع الأشخاص والمجموعات المماثلة الأخرى، وغالبًا ما يبرز الأشخاص ذوو الهوية القوية أكثر ولا يُنسى أبداً، ومن المؤكد في أغلب الأوقات أن الأشخاص الأكثر نجاحًا في الحياة وخاصة الأشخاص الذين أصبحوا مشهورين يتمتعون جميعًا بهويات قوية.

تساعدنا الهوية أيضًا على اتخاذ القرارات ومعرفة كيفية التصرف في العديد من المواقف، حيث أننا نواجه باستمرار قرارات وظروف معقدة، مع عدم وجود معتقدات مسبقة حول ما يجب علينا فعله حينها، فإن تقييم جميع الخيارات واتخاذ القرار سيكون شبه مستحيل، ويعتبر امتلاك إحساس بنوع الشخص الذي نكون عليه يجعل من السهل جدًا تحديد الطريقة التي يجب أن نتصرف بها، وأن نثق في قرارنا من بين الخيارات، هذا يجعل القرارات سليمة ومناسبة أكثر.

عند الحديث عن أهمية الهوية فمن المهم أيضاً التطرق للصفات التي تميز الهوية القوية من الهوية المؤذية، بحيث تتمثل الهوية القوية والمفيدة من خلال وجود سمات الانفتاح وامتلاك مفهوم التقدم والنمو المعرفي، والمحاولة قدر الإمكان لتبادل المواضيع والعبير عن الرأي واحترام ما يبديه الآخرين.


شارك المقالة: