اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي
- خلفية مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي
- أبعاد مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي
- أهمية مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي
مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي:
يتمثل مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي من تلك الجوانب من الذات التي تستند إلى عضويات في مجموعات أو فئات اجتماعية، حيث يشير هذا المفهوم إلى تصور الذات كنموذج قابل للتبادل لبعض الفئات الاجتماعية بدلاً من تصور الذات كشخص فريد.
تعتمد الذات الجماعية على روابط غير شخصية للآخرين مشتقة من الهوية المشتركة مع مجموعة اجتماعية، هذه الروابط لا تتطلب بالضرورة علاقات شخصية وثيقة بين أعضاء المجموعة، حيث يتكون مفهوم الذات الجماعي من سمات يشترك فيها المرء مع أعضاء المجموعة التي ينتمي إليها الفرد في المجموعة.
يتضمن مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي تلك الجوانب من مفهوم الذات التي تميز أعضاء المجموعة عن أعضاء المجموعات الخارجية ذات الصلة، وقد تستند القواسم المشتركة مع المجموعات إلى خصائص مستقرة، مثل العرق أو الجنس، أو على الدول المحققة.
على سبيل المثال، قد يحمل الشخص تعريفًا ذاتيًا لكونه من دعاة حماية البيئة، عندما يصبح هذا الجانب الذاتي الجماعي ذا صلة يتم التأكيد على أوجه التشابه مع دعاة حماية البيئة الآخرين مثل الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، بينما تنتقل الخصائص الفريدة للشخص مثل الصدق والأمانة إلى الخلفية.
ليس من الضروري لتعريف الذات أن يكون للفرد علاقات شخصية وثيقة مع أشخاص آخرين يتجهون نفس اتجاهه، حيث تستند الهوية الجماعية على التعريف المشترك مع مجموعة من نفس الميول، بل يشتمل مفهوم الذات الجماعي على الخصائص التي يشاركها الشخص مع غيره من الأشخاص المشابهين في الميول والاتجاه والتي تميز هؤلاء الفئة عن الآخرين مثل الاعتماد على وسائل معينة مقابل استخدام أدوات لا تناسبهم، أو سلوك معاكس.
خلفية مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي:
اقترحت مارلين بروير وويندي جاردنر إطارًا نظريًا يشمل ثلاثة مستويات من تعريف الذات، وتتمثل في الذات الشخصية والذات العلائقية والذات الجماعية، حيث تشير الذات الجماعية إلى تمثيل الذات على مستوى المجموعة، حيث يتوافق مع مفهوم الهوية الاجتماعية كما هو موصوف في نظرية الهوية الاجتماعية ونظرية التصنيف الذاتي.
في الآونة الأخيرة تم تفضيل مصطلح الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي على مصطلح الهوية الاجتماعية، حيث تتأثر جميع جوانب الذات اجتماعيًا، ويمكن تمييز الذات الجماعية عن الذات الشخصية والذات العلائقية، فإن الذات الشخصية تتعلق بتعريف الذات على المستوى الفردي، ويشير إلى خصائص الذات التي تدل على السمات الشخصية أو السلوك الإنساني الشخصي التي يعتقد المرء أنها فريدة عن الذات.
وتشير الذات العلائقية إلى مستوى العلاقات الشخصية، وهو مشتق من العلاقات مع الآخرين المهمين، حيث يتوافق مصطلح الذات الجماعية مع الذات المترابطة كما حددها علم النفس الاجتماعي في تحليله للاختلافات الثقافية بين مفاهيم الذات في المجتمعات المختلفة، وتشير الذات العلائقية إلى الأشخاص الذين يشعر المرء بالتعلق العاطفي بهم، مثل الأصدقاء المقربين أو أفراد الأسرة.
يشتمل التطور التاريخي لمفهوم الذات الاجتماعية في علم النفس الاجتماعي على عناصر أخرى لا يمكن تناولها بشكل مباشر بل يجب النظر إليها من خلال نظرة علماء النفس الاجتماعي من حيث تطبيقها ونقدها أيضاً، على سبيل المثال، أهمية عضوية مجموعة معينة لمفهوم الذات العام للفرد، أو الارتباط والعلاقات المتنوعة للشخص، الذي يُعرَّف بأنه الشعور بالمشاركة العاطفية والانتماء إلى الجماعة الخاصة به.
أبعاد مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي:
بعدما أصبحت الذات الجماعية تشمل أشخاصًا لم يلتقي بهم الفرد مطلقًا، ولكنهم يشتركون معهم في سمة مشتركة، مثل المهنة أو الجنس، طور ريتشارد أشمور وكاي دو وتريسي ماكلولين فولب إطارًا يميز عناصر الهوية الجماعية الذي يتمثل في التصنيف الذاتي والتقييم والأهمية والتعلق والاندماج الاجتماعي والمشاركة السلوكية والمحتوى والمعنى.
تتمثل أبعاد مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:
التصنيف الذاتي:
يشير التصنيف الذاتي إلى تحديد الذات كعضو في مجموعة اجتماعية معينة، وهو أساس الأبعاد الأخرى للهوية الجماعية، حيث تم افتراض أن التصنيف الاجتماعي هو عملية تلقائية تحدث بمجرد أن يكون لدى الأشخاص أساس لتجميع الأفراد في فئات، ولكن غالبًا ما توجد العديد من الفئات التي يمكن استخدامها في أي موقف معين والأهداف ذات الصلة في موقف ما هي من بين العوامل التي تحدد نوع التصنيف الذي يحدث.
تقييم الموقف:
يمثل بُعد تقييم الموقف الإيجابي أو السلبي لدى الشخص تجاه فئة اجتماعية، وبناءً على ذلك، فإن تقدير الذات الجماعي هو مدى تقييم الأفراد لمجموعاتهم الاجتماعية بشكل إيجابي، حيث طور ريجا لوتانين وجنيفر كروكر مقياسًا جماعيًا لتقدير الذات يتكون من أربعة مقاييس فرعية تتمثل من خلال ما يلي:
1- تقدير الذات الجماعي الخاص أي مدى شعور الأفراد بإيجابية تجاه مجموعاتهم الاجتماعية.
2- تقدير الذات الجماعي العام أي إلى أي مدى يعتقد الأفراد أن الآخرين يقيّمون مجموعاتهم الاجتماعية بشكل إيجابي.
3- تقدير العضوية أي مدى اعتقاد الأفراد بأنهم أعضاء يستحقون التقدير والاعتراف بهم في مجموعاتهم الاجتماعية.
4- الأهمية للهوية التي تتمثل في الوصول إلى أي مدى يعتقد الأفراد أن مجموعاتهم الاجتماعية جزء مهم من مفهومهم الذاتي الشخصي.
أهمية مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي:
في الكثير من الأحيان يعتبر مفهوم الجماعة أم وذو فائدة أكبر من المفهوم الخاص بالفرد كشخص مستقل، مما يجعلنا ننظر للأهمية التي يمكن أن يحصيها مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي على مفهوم الذات وتحقيقها بشكل خاص أو شكل فردي، حيث تتمثل أهمية مفهوم الذات الجماعية في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:
1- التنبؤ السليم بالسلوك الإنساني والسلوك الإيجابي:
يمكن التنبؤ بمجموعة متنوعة من السلوكيات والظروف من عناصر الهوية الجماعية، حيث تم ربط الذات الجماعية بردود فعل الأفراد وسلوكياتهم تجاه الآخرين، وخاصة تجاه أعضاء المجموعات الأخرى، ويلعب مفهوم الذات الجماعية دورًا مهمًا في إدراك المجموعة وسلوكها، على سبيل المثال التحيز والقوالب النمطية بين المجموعات والتمييز.
وفقًا لدراسة الهوية الاجتماعية والبحث النفسي الخاص بها، يسعى الأفراد إلى اكتساب هوية اجتماعية ممتازة أي احترام الذات الجماعية من خلال إقامة مقارنات مواتية بين مجموعاتهم الخاصة والفئات الخارجية، ولتحقيق ذلك يميز الناس أو ينتقصون من أعضاء المجموعة الخارجية بالنسبة لأعضاء المجموعة.
2- التنبؤ بالنتائج النهائية على المستوى الفردي:
تتنبأ عناصر مفهوم الذات الجماعية أيضًا بالنتائج على المستوى الفردي، على سبيل المثال، يرتبط تقدير الذات الجماعي بالرفاهية النفسية مثل زيادة الرضا عن الحياة، وانخفاض الاكتئاب، واليأس، والإرهاق، علاوة على ذلك، هناك دليل على العلاقات بين الهويات العرقية والإنجازات الأكثر تحديدًا وذات الصلة بالسياق.