برنامج منتسوري الابتدائي هو برنامج يطوّر احترامًا لعقل الطفل سريع النمو، ولم يَعُد يكتفي بالاستقلال الجسدي الذي تحقق في الفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات، بل يسعى الطفل الآن لتحقيق الاستقلال الفكري، وهذا هو وقت الفضول لهم والإثارة للتعلم.
مقدمة حول برنامج منتسوري الابتدائية
أشارت ماريا منتسوري إلى برنامج منتسوري الابتدائي من خلال ما يلي:
العالم كصف دراسي
بدأ الأطفال في الفئة العمرية من 6 إلى 12 عامًا يدركون أن العالم مكان هائل وممتع، وهم على استعداد لدراسة القارات والثقافات والمفاهيم العلمية والأدب العظيم، ويصبح العالم فصلهم الدراسي.
ومنهج منتسوري الابتدائي مطور بعناية بحيث يوجه الطفل من خلال تحديد وتصنيف وبحث جميع المفاهيم الرائعة في كل مجال من مجالات الدراسة المختارة، ويتم تمثيل مجالات الحياة العملية واللغة والرياضيات والهندسة وعلم النبات وعلم الحيوان والجغرافيا والتاريخ في الفصل الدراسي، مع المواد التي تقود الطفل إلى تجريد المفاهيم الأساسية في كل مجال.
الحياة العملية واللغة
أصبحت الحياة العملية التي كانت منطقة منفصلة في الفصول الدراسية من 3 إلى 6 أعوام، متكاملة الآن مع الرعاية اليومية للفصل الدراسي وسكانه، وقد تشمل المهام إعداد وجبة خفيفة ووجبات يومية وسقي النباتات ورعاية الحيوانات، ويقوم الأطفال في المرحلة الابتدائية بنفض الغبار عن الأرفف، وتنظيم المواد وتصويبها، والكنس بالمكنسة الكهربائية، والحفاظ على الفصل الدراسي أنيقًا ونظيفًا.
وتتضمن منطقة اللغة منهجًا شاملاً للتهجئة ودراسة الكلمات بما في ذلك المتضادات والمرادفات والمترادفات والمركبات بالإضافة إلى أجزاء الكلام، والكتابة الإبداعية ومهارات البحث، ويتم تشجيع القراءة من كل نوع بشكل كبير حيث يتم تعريف الأطفال بالشعر والحكايات الشعبية والأدب الواقعي والأدب الكلاسيكي، ويتم منح الأطفال أيضًا العديد من الفرص للقراءة بصوت عالٍ وتقديم عرض تقديمي كتبوه أو تمثيل عمل مؤلف آخر.
الرياضيات والهندسة
تبدأ منطقة الرياضيات بمادة الخرزة الذهبية لتدريس مفاهيم الرياضيات الأولية كالقيمة المكانية والكمية وارتباط الرمز والجمع الملموس والطرح والضرب والقسمة، وتوفر المواد جودة عملية للفصل الدراسي، حيث يتعلم الأطفال من خلال التجربة والخطأ واكتشاف الذات والتعليم من الأطفال الآخرين، وتنقل المواد الطفل بسرعة إلى تجريد مفاهيم الرياضيات، بما في ذلك حل المشكلات والكسور والاستعارة والحمل والرسوم البيانية والقياس والقسمة المطولة والمعادلات الجبرية.
والهندسة هي منطقة رائعة في منتسوري تُستخدم الأشكال الخشبية الفعلية لإتقان المصطلحات الخاصة بكل الأشكال المستوية والمواد الصلبة، وتُستخدم بطاقات المطابقة لتقديم أنواع الخطوط ومواضعها وأنواع الزوايا ومواضعها والخصائص الخاصة للأشكال، ويقود التجريب مع المواد الأخرى الأطفال إلى اكتشافاتهم الخاصة للعلاقات المكانية، بما في ذلك التطابق والتماثل والتكافؤ.
الدراسات الثقافية
يشمل علم النبات وعلم الحيوان مجالًا واسعًا من الدراسات البيولوجية، وتُستخدم بطاقات المطابقة لمعرفة خصائص العديد من النباتات والحيوانات، كما تساعد المخططات في تصنيف الممالك النباتية والحيوانية، وبعد اكتساب هذه المعرفة الأولى، يبدأ الأطفال في البحث بأنفسهم، مستخدمين معرفتهم بأنواع نباتية وحيوانية معينة.
والجغرافيا والتاريخ يشملان دراسة الحضارات والدول، وتتم دراسة خرائط الألغاز الخشبية لكل قارة، حيث يتعلم الأطفال الأسماء والأعلام والحيوانات والثقافات والميزات الجغرافية لكل بلد، ويبدأ التاريخ بدراسة الوقت، بما في ذلك الساعات والتقويمات والجداول الزمنية، نظرًا لاستكشاف الاحتياجات الأساسية المختلفة للأشخاص مثل المأوى والنقل والطعام والملابس، يقوم الأطفال بالبحث ورسم التغييرات في هذه الاحتياجات بمرور الوقت وعبر الثقافات.
تتبع العمل
يبدأ الأطفال في الفصل الدراسي الابتدائي في الاحتفاظ بسجل لعملهم، ويمكن أن يأخذ هذا شكل دفتر يومية أو خطة عمل أو مخطط، وفي بعض الفصول الدراسية، يضع الأطفال عقودًا يوافقون فيها على القيام بعمل معين خلال أسبوع أو شهر، ولا يزال لدى الطفل حرية اختيار العمل الخاص به، وكذلك اختيار العمل مع طفل آخر أو في مجموعة، ويساعد تتبع عملهم في اتخاذ خيارات عمل جيدة، ويسمح للمعلم بمعرفة العروض التقديمية التي تم إجراؤها وأيها لا يزال مطلوبًا.
إيجاد مكانهم في العالم
لخّصت ماريا منتسوري الصفوف الدراسية من 6 إلى 9 أعوام بأن الطفل الابتدائي قد وصل إلى مستوى جديد من التطور، وقبل ذلك كان مهتمًا بالأشياء كالعمل بيديه، وتعلم أسمائهما، والآن هو مهتم بشكل أساسي بالكيفية ولماذا، ومشكلة السبب والنتيجة، وإن مهمة مدرس الابتدائي الآن هو تزويد الطفل بالمواد والمعلومات لاكتشاف الترابط بين الكون.
وفي النهاية تُظهر ماريا منتسوري إلى أن الفصل الدراسي الأولي في منتسوري هو مجتمع دافئ، كما إنه بيئة محفزة متعددة الأعمار مع مدرسين مدربين تدريباً عالياً ومواد تدعو إلى الاستكشاف والبحث، ويتعلم الأطفال مواجهة التحديات بثقة، ويبدأون في العثور على مكانهم الخاص في العالم من حولهم.