مناهج علم نفس النمو:
طور علماء نفس النمو طرقًا مختلفة ومناهج متعددة للقيام بشرح وتفصيل عملية النمو والتطور في حياة الأفراد، حيث تتمثل مناهج علم نفس النمو من خلال ما يلي:
1- منهج الملاحظة:
إن أبسط أشكال مناهج الملاحظة في علم نفس النمو هي دراسات الحالة، وهذا يعني أن نفس الشخص يتم ملاحظته بشكل متكرر، وعادة ما تكون هذه الملاحظات في الأطفال ويتم إجراؤها من قبل الآباء أو مقدمي الرعاية القريبين من الطفل وتسمى اليوميات التي توضح تفاصيل تطور الفرد السير الذاتية الخاصة.
توفر منهج الملاحظة الكثير من المعلومات وهي مصدر للأفكار والإبداع، ومع ذلك تكون ذات عيوب أحياناً على سبيل المثال، من الصعب التعميم على أساس ما لوحظ في شخص واحد، بالإضافة إلى ذلك، غالبًا لا يوجد نظام في الملاحظات وغالبًا ما يتم تدوينها بعد ذلك فقط.
2- منهج أخذ عينات الوقت:
أخذ العينات الزمنية هو طريقة مراقبة يتم فيها ملاحظة الأفراد لفترة زمنية معينة، خلال فترات متكررة في هذه الفترة، يتم تدوين البيانات، بشكل عام من قبل مراقب ولكن في بعض الأحيان من قبل الشخص نفسه، سواء حدث سلوك معين أم لا، حيث يقوم هذا المنهج على التعرف والكشف عن جميع السلوكيات التي تتغير عبر المراحل التطورية للفرد.
يعتمد هذا المنهج على اختيار مجموعة من الأفراد مقابل مجموعة من السلوكيات الخاصة بهم، ومن ثم وضع الفترات الزمنية لدراسة ومراقبة ما تم تحديده مسبقاً، ومنها يتم الكشف عن الخصائص والسمات الشخصية التي تميز سلوك معين في مرحلة عمرية تطويرية معينة، مع ذكر الاختلافات الفردية والعوامل المؤثرة على وجود وثبات هذه السلوكيات.
الغرض من أخذ عينات الوقت هو الحصول على فكرة عن مدى تكرار حدوث سلوك مختلف خلال الفترة الملاحظة، ومع ذلك، هناك قيود لهذا المنهج فقد لا يحصل الباحث على صورة واضحة عن مقدار الوقت الذي يقضيه في سلوك معين، لذلك قد يكون هناك الكثير من السلوكيات التي لا يتم الإشارة إليها في الأوقات التي لم يتم ملاحظتها، بالإضافة إلى ذلك، قد لا تحدث العديد من السلوكيات المثيرة للاهتمام أو قد يتم تفويتها خلال الفترة التي يتم فيها التسجيل لأنها طويلة.
3- منهج أخذ عينات الحدث:
لا يحتوي هذا المنهج على المشكلات التي تحدث مع أخذ عينات الوقت، إنه منهج يختار بموجبه الباحثين بنشاط حدثًا معينًا يريدون التحقيق فيه، ثم يتم ملاحظة هذا الحدث، عادة خلال كامل الوقت الذي يقع فيه الحدث وليس على فترات على أساس مستمر، وتعتبر الأكثر استخدامًا في علم نفس النمو وهدفها هو جمع البيانات بطريقة منهجية وليس ملاحظة التغيير.
4- المنهج التطبيقي:
غالبية الدراسات حول سلوك الأطفال وتطورهم التنموي هي دراسات تطبيقية، حيث لا يحدث السلوك والنمو بدون سبب، والهدف من الباحث هو إظهار العلاقات السببية بين النضج والخبرة والسلوك، والجانب الأساسي للتقنيات في المناهج التطبيقية في علم نفس النمو هو التحكم.
5- منهج الاختبار النفسي:
يمكن تعريف الاختبارات النفسية على أنها أدوات للتقييم الكمي للخاصية النفسية أو الخصائص التنموية للشخص في علم نفس النمو، وعالم النفس التنموي لديه العديد من الاختبارات تحت تصرفه لفحص الأداء النفسي في مختلف الأعمار، حيث يتضمن ذلك اختبارات التطور الحركي، تنمية الشخصية، التحفيز، القراءة وما إلى ذلك.
كيف يمكن دراسة علم نفس النمو؟
علماء النفس التنموي لديهم استراتيجيات مختلفة للتحقيق في التنمية، ويمكن تقسيم هذه الطرق المختلفة إلى فئتين عريضتين مترابطتين من التصاميم التي تسمح لنا بإلقاء نظرة على التغييرات المرتبطة بالعمر في السلوك وطرق البحث المرتبطة بها المستخدمة لجمع المعلومات حول التنمية، وتتمثل من خلال ما يلي:
1- التصاميم المستعرضة:
يتم اختبار الأشخاص من مختلف الأعمار مرة واحدة، في نقطة مختلفة، وهذه هي طريقة البحث الأكثر استخدامًا من قبل علماء النفس في مجال النمو؛ لأنها تستغرق أقل قدر من الوقت وتوفر نهجًا سريعًا للتغييرات التي تحدث مع تقدم الشخص في السن، وتصف الفروق العمرية وكشف التغييرات المفاجئة.
2- التصميمات الطولية:
يتم اختبار الأشخاص عدة مرات مع تقدمهم في العمر، هذه الطريقة قوية لأنها تنظر إلى التطور الفردي للشخص في لحظات مختلفة، حيث يمكن للمرء أن ينظر إلى التغييرات داخل الفرد وفي الاختلافات بين الأفراد، وهي من التصميمات التي يمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً، وقد تكون ذات تكاليف، وقد يكون من الصعب أيضًا التخطيط لزيارات متكررة مع نفس الأفراد.