نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي

اقرأ في هذا المقال


تتألف نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي من حالة دائمة من المتعة التي تصاحب الكمال الأخلاقي، فالكمال الأخلاقي بدوره ينمو من خلال السعي الدائم واكتساب المعرفة عن كمال الآخرين، على الرغم من أن كل المعرفة تساهم في الكمال الأخلاقي وبالتالي فهي عملية بالمعنى الواسع للمصطلح، فإن الأخلاق مع ذلك هي فرع متميز من العلوم النفسية التي ترمي لوجود نظرية الخير.

نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي

ترتكز أخلاقيات علم النفس على نظرية مركبة للخير، حيث تؤلف النظرية ثلاثة مذاهب طويلة الأمد تتمثل في وجهة النظر الأفلاطونية القائلة بأن الخير يتماشى مع الواقع أو الوجود، ووجهة النظر المثالية القائلة بأن الصالح الأعلى يكمن في تطور طبيعة المرء وكمالها، ووجهة نظر المتعة.

تم الكشف عن هذه المجموعة من المذاهب في تقسيم نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي إلى الصالح الميتافيزيقي المتمثل بالظواهر ما وراء الطبيعية، والصالح الأخلاقي، والصالح المادي، حيث تساوي نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي بين الخير الواقع خلف الظواهر التي تأتي بما وراء الطبيعة والواقع، والخير الأخلاقي بالفضيلة، والصالح الجسدي باللذة.

علاوة على ذلك مع كل نوع من أنواع الخير يوجد نوع مرتبط من الشر، حيث يرتبط الخير المعرفي للواقع بالشر المتمثل في الحرمان من الواقع أو عدم الوجود، بصورة مماثلة الخير الأخلاقي للفضيلة يتعلق بالشر الأخلاقي للخطيئة أو الرذيلة، وأخيرًا فإن الخير الجسدي للمتعة يتعارض مع شر الألم الجسدي.

توضح نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي التي تم إنشاؤها من هذه المذاهب المتباينة النهج الانتقائي للتحقيق الأخلاقي، يبدو أن مثل هذه النظرية توحد وتأخذ الأفضل من جميع الأنظمة ومن ثم تتقدم أبعد مما يفعله أي شخص حتى الآن من خلال النهج الانتقائي للتحقيق.

قبل النظر في الطريقة التي يحاول بها تطوير النظرية الأخلاقية ونظرية الخير، سيساعد ذلك في الحصول على بعض الخلفية فيما يتعلق في اتحاد الخير مع الواقع، فعلى الرغم من وجود اقتراح واضح لها في أفلاطون في إعادة توحيد الخير والواقع، أو إلى ما يشير إليه بالتبادل على أنه الكمال بشكل مميز من خلال استعادة عقيدة كان لها تداول بين مفكري العصور الوسطى لنظرية الخير في علم النفس الأخلاقي.

مفهوم الواقع في نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي

الواقع أي الكمال من وجهة نظر نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي ليس نوع الشيء الذي يمتلكه أو لا يمتلكه الفرد، إنها ليست مسألة كل شيء أو لا شيء، بدلا من ذلك يعتبر الواقع أو الكمال هو عددي يأتي بدرجات متفاوتة، حيث أن كل شيء موجود يمتلك درجة محدودة من الواقع والكمال؛ لأنه يجب أن تكون هناك درجات مختلفة في كمال الأشياء، كما يجب أن تكون هناك حدود من كل نوع.

بما أن كل شيء يُظهر مستوى محدودًا من الواقع أو الكمال، فإن كل شيء يُظهر أيضًا درجة من النقص، وبعض الحرمان من الواقع، حيث ينتمي الحرمان من الواقع بالضرورة إلى الخلق بمعنى أنه من المستحيل منطقيًا أن يكون الشيء المخلوق غير محدود، فقط ما يكون وجوده ضروريًا تمامًا وبالتالي يعتمد على أي شيء آخر غير نفسه له كمال لا نهائي.

تعتبر نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي أن الواقع أو الكمال هو انسجام الأشياء، أو الحالة التي يكون فيها كل شيء جدير بالاهتمام، أي حالة التوافق المتمثل في الإجماع أو الهوية في التنوع، ويمكن القول إنها درجة التأمل التي يمكن أن تأتي في الاعتبارات المشابهة أو المرتبطة مع الشيء الموجود.

يشير هذا إلى وجود جانبين من جوانب الواقع أو الكمال أولاً يتكون الواقع أو الكمال من الانسجام، أي الوحدة في التنوع ويكون الموقف متناغمًا إلى الحد الذي يتم فيه ترتيب مجموعة متنوعة من الأشياء وفقًا للقوانين أو المبادئ العامة، مثل قوانين الحركة التي تحكم الأجسام الأرضية والسماوية.

الجانب الثاني من الواقع أو الكمال في نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي أنه يمكن أيضًا أن يُقال إن ما يمتلك درجة من الكمال المعرفي بمعنى الانسجام يستحق الملاحظة إلى حد ما، إذا لم يكن هناك أمر وفقًا للقوانين العامة فلن يكون هناك شيء جدير بالملاحظة لأن كل شيء سيغرق في الفوضى، وبالتالي فإن التناغم يجعل شيئًا ما قابلاً للتأمل.

وبالتالي فإن أخلاقيات نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي تسعى إلى الكمال في مفاهيم مختلفة ولكن مرتبطة، حيث يتمثل الخير المعرفي في حقيقة الشيء، ودرجة كماله المعرفي والمطابق لتناغمه، قد يسمى هذا الواقعية أو الكمالية المعرفية.

من ناحية أخرى يؤكد علماء النفس أن الخير الأخلاقي ينطوي على تطوير وكمال خاصية أو مجموعة من الخصائص الأساسية للطبيعة البشرية، تسمى هذه الخاصية في حالة مزروعة بالفضيلة، هذا هو الواقع أو الكمال الأخلاقي، حيث يعد الكمال المعرفي هنا شرطًا ضروريًا للكمال الأخلاقي في أن التخوف الفكري من الانسجام يؤدي إلى الواقع والكمال الأخلاقي.

نظرية الخير في السعادة والمتعة في علم النفس الأخلاقي

على الرغم من تعريف علم النفس الأخلاقي للسعادة بالمتعة الدائمة، إلا أنه من المبالغة في التبسيط وصف نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي على أنها ليست أكثر من شكل من أشكال مذهب المتعة والسعادة، بالنظر إلى أن المتعة هي تخوف مشوش أو واضح من الانسجام، فإن المعرفة تعمل كوسيلة ضرورية يمكن للفرد من خلالها أن يزرع الخير الأخلاقي، إن معرفة كمال الآخرين هو أمر ممتع بطبيعته ويسهم في نفس الوقت في الترتيب الصحيح لشخصية الفرد من خلال توليد الحب وفقًا للحكمة.

إن تناغم المواقف والأشخاص وطرق التفكير إذن هو شرط مسبق للفضيلة والسعادة في نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي، لكن الانسجام وحده لا يكفي فالمعرفة ضرورية أيضا، إذا لم تكن هناك عقول أو لم تكن هناك عقول قادرة على المعرفة، لكان الكون خاليًا من الفضيلة والسعادة، وهكذا توحد المعرفة نظرية علم النفس الأخلاقي المركبة للخير.

من شروط وجود السعادة والمتعة في نظرية الخير في علم النفس الأخلاقي يجب أن يكون المرء على يقين من أنه كلما زاد رغبة العقل في معرفة النظام والعقل وجمال الأشياء التي تعتبر موجودة، وكلما زاد دفعه لتقليد هذا الترتيب في الأشياء التي تم تركها لاتجاهه، كان ذلك أكثر سعادة ومتعة.

من الصحيح نتيجة لذلك أنه لا يمكن للمرء أن يعرف الخير دون أن يحب أخيه، وأنه لا يمكن للمرء أن يكون لديه الحكمة دون أن يكون لديه صداقة، وأن المرء حتى يطور مصلحته في العمل من أجل ذلك، فبدون المعرفة فإن العمل والجهود المبذولة لتعزيز كمال الآخرين لا يلاقيان بالضرورة النجاح بل قد يؤديان إلى نتائج عكسية، مما يؤدي إلى مزيد من الشر لا الخير.


شارك المقالة: