إيجابيات وسلبيات التقرير الذاتي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


التقرير الذاتي في علم النفس:

هو أي اختبار أو قياس أو مسح يعتمد على تقرير الفرد الخاص عن الأعراض أو السلوكيات أو المعتقدات أو المواقف الخاصة، بحيث يتم جمع معلومات التقرير الذاتي عادةً من الورق وقلم الرصاص أو التنسيق الإلكتروني، أو أحيانًا من خلال مقابلة.

تستخدم التقارير الذاتية في علم النفس بشكل شائع في المجالات النفسية؛ وذلك لأنها يمكن أن تقدم الكثير من المعلومات المهمة والتي تعتبر ذات تفسيرات متعددة للباحث أو الطبيب، وتعتبر واحدة من أكثر الأدوات الخاصة شيوعاً بمفهوم تقرير المصير المستخدمة، وهي مينيسوتا متعدد المراحل الشخصية في اختبار الشخصية.

يشير مصطلح التقارير الذاتية في علم النفس إلى المعلومات التي يتم جمعها من الوصف الشخصي للفرد للأحداث أو الأحاسيس أو المعتقدات الخاضعة للتدقيق، بحيث يمكن جمع التقارير الذاتية بأي من الطرق العديدة المختلفة، على سبيل المثال، الاستطلاعات والاستبيانات والمذكرات الإلكترونية والمقابلات السريرية، وتتميز التقارير الذاتية عن الطرق الأخرى لجمع البيانات بأن مصدرها الوحيد هو الحساب الشخصي للمستجيب.

إيجابيات التقرير الذاتي في علم النفس:

تتمثل مزايا التقارير الذاتية من خلال علم النفس باتجاهاتها وفوائدها متعددة المجالات، بحيث يمكن أن تكون إيجابية بشكل عام وتخدم الجميع، أو أن تكون خاصة بمجال معين مثل الدراسات والبحوث، من حيث مساعدتها على تحقيق غاياتها وأهدافها المطروحة، ويتم توضيح هذه الإيجابية من خلال ما يلي:

إيجابيات التقرير الذاتي بشكل عام:

تعتبر التقارير الذاتية في علم النفس ذات مزايا تجعل منها طريقة مهمة للبحث، في مجال علم النفس وعناصره ومناهجه المختلفة، بحيث تتمثل إيجابيات التقرير الذاتي في علم النفس بشكل عام من خلال ما يلي:

1- تعتبر بيانات التقرير الذاتي ذات معلومات سلسة وسهلة في الحصول عليها.

2- تعتبر أيضًا طريقة مهمة يُشخّص بها الأطباء مرضاهم، عن طريق طرح الأسئلة.

3- يقوم بإعداد هذا التقرير الذاتي شخص متخصص على دراية كاملة وواضحة بملء الاستبيانات.

إيجابيات التقرير الذاتي بالنسبة للبحث:

تعتبر التقارير الذاتية مهمة بالنسبة للبحث، وذات إيجابيات متعددة، ويمكننا ذكر بعضها من خلال ما يلي:

1- تعتبر التقارير الذاتية طريقة غير مكلفة وسهلة، بحيث يمكن أن يصل إلى الكثير من موضوعات القياس النفسي أكثر مما يمكن تفسيره من خلال الملاحظة أو طرق أخرى.

2- يمكن إجراء هذه التقارير النسبية بسرعة نسبيًا، لذلك يمكن للباحث الحصول على النتائج في أيام أو أسابيع بدلاً من مراقبة مجموعة سكانية على مدار إطار زمني أطول.

3- يمكن إعداد التقارير الذاتية بشكل خاص، ويمكن إخفاء هويتها لحماية المعلومات الحساسة وربما تعزيز الردود الصادقة، أي أنها ذات سرية تامة للمعلومات الخاصة بالأفراد.

سلبيات التقرير الذاتي في علم النفس:

يوجد حدود للحصول على بيانات مهمة عن طريق التقرير الذاتي، فغالبًا ما يكون الأشخاص غير صادقين وغير عادلين عندما يقومون بوضع تقارير عن خبراتهم ومجالاتهم الخاصة، على سبيل المثال، يتأثر الكثير من الأشخاص بوعي أو بغير وعي بالرغبة الاجتماعية، أي أنهم أكثر عرضة للإبلاغ عن التجارب التي تعتبر مقبولة أو مفضلة اجتماعيًا.

ومن جهة الصدق فقد تقدم الموضوعات إجابة مقبولة اجتماعيًا أكثر من كونها صادقة، أما من جهة القدرة الاستبطانية فقد لا يتمكن الأشخاص من تقييم أنفسهم بدقة، وفي تفسير الأسئلة الخاصة بهذه التقارير الذاتية فقد تكون صياغة الأسئلة مُحيرة، أو لها معاني مختلفة لمواضيع مختلفة.

وفي مقاييس التقرير الذاتي يمكن أن يكون تصنيف شيء ما بنعم أو لا مقيدًا للغاية، لكن المقاييس العددية قد تكون أيضًا غير دقيقة وتخضع للميل الفردي لإعطاء إجابة متطرفة أو متوسطة على جميع الأسئلة، وقد تخضع الأسئلة لجميع التحيزات لما كانت عليه الردود السابقة، سواء كانت تتعلق بتجربة حديثة أو مهمة وعوامل أخرى، وقد يكون هناك تحيز في نفس العينة.

معلومات التقرير الذاتي مع بيانات أخرى:

يشير معظم الخبراء في البحث النفسي والتشخيص إلى أنه لا ينبغي استخدام بيانات التقرير الذاتي وحدها؛ لأنها تميل إلى التحيز، ومن الأفضل إجراء البحث عند دمج بيانات التقرير الذاتي مع معلومات أخرى، مثل سلوك الفرد أو البيانات الفسيولوجية، بحيث يوفر هذا التقييم متعدد الوسائط أو متعدد الأساليب صورة أكثر عالمية، وبالتالي أكثر دقة للموضوع.

يجب فحص التقارير الذاتية المستخدمة في البحث، وفي مجالات علم النفس المتباينة؛ وذلك من أجل معرفة ما إذا كانت تؤدي إلى نتائج متسقة بمرور الوقت، بحيث يجب أيضًا التحقق من صحتها من خلال طريقة بيانات أخرى، توضّح أن الردود تقيس ما يزعمون أنهم يقيسونه، ويجب أن تكون التقارير الذاتية والردود سهلة التمييز بين الضوابط ومجموعة الاختبار.

القضايا المحيطة باستخدام التقارير الذاتية في علم النفس:

يتفق معظم علماء النفس على أنه من السذاجة الاعتقاد بأن جميع التقارير الذاتية دقيقة تمامًا، ومع ذلك، من التبسيط أيضًا الافتراض أنه نظرًا لأن التقارير الذاتية يمكن أن تكون خاطئة، فهي ليست ذات قيمة أو إعلامية، والنهج الأفضل هو الاهتمام عن كثب بالعديد من العوامل المعرفية والتحفيزية التي تؤثر على قدرة الناس واستعدادهم للإبلاغ عن معتقداتهم ومشاعرهم وأنشطتهم.

بحيث تم تحديد العديد من هذه العوامل، وعلى الرغم من أن بعض هذه العوامل تتعلق بالخداع الصريح على سبيل المثال، عندما تكون التقارير الذاتية الدقيقة محرجة أو ضارة، فإن التقارير الذاتية الأكثر شيوعًا يتم تشويهها بسبب حدود قدرة الأشخاص على تخزين المعلومات وحفظها واسترجاعها وتلخيصها، مثل وصف الفرد لأحداث من الماضي.

من المعروف أيضًا أن التقارير الذاتية متحيزة بسبب دوافع الفرد وأهدافه وشخصيته الخاصة به عن غيره من الناس، على سبيل المثال، يميل الأشخاص الذين يتمتعون بسمة شخصية عالية من العصابية إلى تجربة ووصف الأحداث في حياتهم مثل الضغوطات اليومية من خلال العمل والأسرة وأعراض الألم، على أنها أكثر إزعاجًا من الأشخاص الذين يعانون من العصابية.

ومن المفيد تأكيد التقارير الذاتية من خلال مصادر أخرى، مثل السجلات التاريخية، والتقارير من قبل الأصدقاء وأفراد الأسرة المطلعين، والتسجيل النفسي الفسيولوجي، أو الملاحظة السلوكية والمراقبة للتصرفات الصادرة، بحيث يمكن أن توفر المقارنة المنهجية للتقارير الذاتية مع هذه المصادر الأخرى للبيانات رؤى قيمة حول العمليات التي تساهم في الدقة وعدم الدقة في التقارير الذاتية.

ومع ذلك، فإن العديد من المفاهيم المهمة، إما ذاتية وداخلية في جوهرها، وبالتالي لا يمكن قياسها إلا من خلال التقارير الذاتية على سبيل المثال، الألم، والمزاج اللحظي للفرد، والمواقف المختلفة، والمشاعر تجاه شخص آخر، أو لأسباب عملية يستحيل تقييمها بطريقة أخرى مثل السلوك على مدار شهر، والأحداث في الماضي البعيد وغيرها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: