مكونات الفصول الدراسية في منتسوري

اقرأ في هذا المقال


غالبًا ما يتساءل الآباء ما هي منتسوري؟ كيف تختلف مدرسة منتسوري عن المدرسة التقليدية؟ هناك العديد من جوانب نهج منتسوري وفلسفته التي تجعله فريدًا، وحاولت منتسوري الإجابة عن الأسئلة التي تسمعها في أغلب الأحيان من أولياء الأمور مع أمثلة من مدرسيها وفصولها الدراسية، ومن خلال هذا تأمل أن تكتسب فهمًا أكثر عمقًا لهذا النهج الرائع في التعليم.

مكونات الفصول الدراسية في منتسوري

يتضمن نهج منتسوري الفصول الدراسية التي تسمح بالاستقلال والحركة وتعلم الأطفال بوتيرتهم الخاصة، والتنمية الفكرية والاجتماعية والتصحيح الذاتي وتعليم الأقران والاستكشاف والانضباط الذاتي والحرية، وعند إنشاء البيئة المعدة، يتم أخذ المكونات التالية في الاعتبار.

١- الحرية

تمشياً مع نهج منتسوري يتمحور الفصل الدراسي حول الطفل مقابل التركيز على المعلم، وضمن حدود الروتين اليومي للأطفال العديد من الفرص لاتخاذ الخيارات: متى تتناول وجبة خفيفة وما هي الدروس التي يجب العمل بها، سواء للعمل بمفرده أو مع صديق، سواء للعمل على الأرض أو على الطاولة، ويتعلم الأطفال من خلال التكرار لذلك يتم تشجيعهم على تكرار درس ويمكنهم اختيار المدة التي يرغبون في العمل فيها على درس قبل الانتقال إلى درس آخر.

٢- الهيكل والنظام

يحتاج الأطفال الصغار إلى الروتين والنظام في حياتهم، ولتطوير النظام العقلي والفكري، يجب أن تكون بيئتهم المادية هادئة ومنظمة وخالية من الفوضى، ويتضمن الدرس الجديد تعليم الطفل كيفية وضع الدرس بعيدًا بحيث يكون جاهزًا للشخص التالي ومكانه على الرف، ويتم ترتيب المواد على الرفوف حسب ترتيب صعوبة الانتقال من اليسار إلى اليمين، ويتم الاحتفاظ بتغييرات الفصل الدراسي إلى الحد الأدنى ويتم التخطيط لها بعناية حتى لا تزعج شعور الأطفال بالترتيب والحاجة إلى الروتين.

٣- الواقع والطبيعة

اعتقدت ماريا منتسوري أن الأطفال يجب أن يختبروا الطبيعة وألا يقتصروا على فصل دراسي داخلي، لذلك يجب تضمين النباتات والحيوانات الحية في الفصل الدراسي، ويمكن أن تكون الأصداف والصخور والأوراق والأعشاش وما إلى ذلك معروضة ومتاحة للفحص، والعديد من المواد مصنوعة من الخشب.

والأثاث بحجم الأطفال ويستخدم الأطفال ملاعق صغيرة، ومجارف وأباريق ومخافق ومماسح ومكانس، وما إلى ذلك حتى يتمكنوا من القيام بعملهم بسهولة وبأقل قدر من الإحباط، ويمكن أن تكون البيئة الخارجية امتدادًا للفصل الدراسي، مما يسمح بالاستكشاف والاكتشاف بالإضافة إلى تطوير المحرك الإجمالي.

٤- مكان للجمال

يقضي الأطفال ساعات طويلة في حجرة الدراسة، لذلك يجب أن يكون مكانًا للجمال والانسجام، والمواد التعليمية جذابة ومصممة بشكل جيد وكاملة مع عدم وجود قطع مكسورة أو مفقودة، ويتم ترتيب مجموعة متنوعة من الدروس على رفوف منظمة بحيث ينتمي كل درس إلى مكان معين، ويمكن عرض الأعمال الفنية الجميلة على جدران مرتبة حتى لا تفرط في التحفيز.

٥- التنمية الاجتماعية

باستخدام حركات الجسم التي يتم التحكم فيها والأصوات الداخلية، يتمتع الأطفال بحرية التنقل داخل الفصل والتفاعل مع زملائهم في الفصل، فالمهارات الاجتماعية ليست فطرية، ويتم تعلمهم من خلال عرض نماذج الكبار وكونهم جزءًا من المجتمع، ويتم تشكيل وتشجيع الأخلاق الحميدة والرحمة والتعاطف، ويشجع نهج منتسوري على تعليم الأقران الذي يتطور بشكل طبيعي بسبب الفئات العمرية المختلطة وتعلم الأطفال وفقًا لسرعتهم الخاصة.

لا ينبغي أن يساء فهم حرية الاختيار على أنها حرية كاملة حيث إنها حرية في حدود، وتم وضع القواعد الأساسية للفصول الدراسية للسماح بفصل دراسي آمن، إذ يتعلم الأطفال اللياقة الاجتماعية المناسبة ويتعلمون احترام الكبار وزملائهم والمواد، بينما يتم قضاء معظم وقت العمل في العمل الفردي، فهناك أوقات ينضم فيها الفصل معًا كمجموعة للقصص والانتقالات والموسيقى والأنشطة الأخرى، وهذا يعطي الأطفال فرصة لتعلم كيفية التصرف والحضور في إطار مجموعة.

٦- التنمية الفكرية والبدنية

تتيح الحرية والبنية والنظام والتعرض للطبيعة والجمال في بيئة متناغمة آمنة التطور الفكري، حيث يتم إعطاء الأطفال دروسًا وتحديات جديدة بناءً على استعدادهم، ويعتبر العمر دليلاً إرشاديًا ولكنه لا يُستخدم لتقييد الفرص ولا لوضع توقعات قائمة على العمر.

ويتضمن المنهج المتنوع دروسًا في كل من المجالات التالية، الحياة العملية (يشار إليها أحيانًا بالحياة اليومية) والحسية واللغة والرياضيات والعلوم والجغرافيا والثقافة والفن والموسيقى، ويتم تقديم الدروس من البسيط إلى المعقد، ومن الملموس إلى المجرد حتى يفهم الأطفال المفاهيم ولا يقومون فقط بحفظ المعلومات.

ويتم تطوير المهارات الحركية الدقيقة بشكل أساسي في مجال الحياة العملية ويسمح الملعب الخارجي بتطوير المهارات الحركية الإجمالية، والهدف الأول من البيئة المجهزة، بقدر الإمكان، جعل الطفل المتنامي مستقلاً عن الكبار.

٧- الفصل يعكس المجتمع والعالم

تم تصميم تعليم منتسوري لإعداد الطلاب للحياة، حيث إنهمصمم للطفولة ويوجههم باحترام إلى المسار المبكر لما تبقى من حياتهم.

وهذا يعني الكثير من التعلم المتعمد للشخصية، وهذا يعني تعليم الأطفال الصغار بشكل صريح كيفية التفاعل بشكل مناسب داخل مجموعة أكبر، وهذا يعني أن يتم إظهار لهم أن مجتمعهم يعتمد عليهم، وكيف يتصرفون ويتفاعلون يمكن أن تحدد المجتمع ككل.

كما يضع الفصل الدراسي في منتسوري توقعاته بطريقة تهدف إلى عكس المجتمع، حيث يوجه المعلم الطلاب في وضع معايير للسلوك تتيح للطلاب حرية اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، مع عدم الإخلال بحقوق وقرارات أعضاء الفصل الآخرين، ومن هذا يستوعب الطلاب فكرة أنهم محترمون، وأن الجميع يستحق الاحترام أيضًا.

٨- المواد مرتبة بشكل منظم

من أجل التفاعل بشكل مستقل داخل الفصل الدراسي، يحتاج طالب منتسوري إلى الوصول إلى المواد والأدوات، ويحتاج إلى معرفة مكان الأشياء، كما يحتاج إلى معرفة أن المواد ستكون جاهزة له للعمل دون عوائق.

فهل يعلم الجميع مقدار العمل الهائل الذي يقوم به مدرس منتسوري في ترتيب الفصل الدراسي؟ فلقد قامت منتسوري بترتيب أقسام الفصل بعناية لتمثيل مجالات مختلفة، فداخل كل قسم من أقسام الموضوع، تطلب المواد على الرفوف وفقًا لتسلسلها وصعوبة هذه المواد.

وتسمح طريقة ترتيب المواد هذه للطلاب بتصور تقدمهم والخيارات المتاحة لهم، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يراقب المعلم الطلاب باستمرار وكيف يتفاعلون مع المواد، ويسمح لها ذلك بتحسين المواد والأرفف وتغييرها وإعادة ترتيبها حسب الضرورة.

إذا تم تجاهل إحدى المواد، فقد يأخذها المعلم تمامًا أو ينقلها إلى مكان أكثر بروزًا في الفصل، ويسمح إدخال المستجدات الصغيرة باستمرار للبنية في الفصل الدراسي بالبقاء كما هي، لكنها تدعو الطلاب باستمرار لمتابعة ما يثير فضولهم.

الخاتمة أشارت ماريا منتسوري إلى الفصل على إنه بيئة معدة، حيث يقضي المعلمون ساعات طويلة في إعداد الفصول الدراسية الخاصة بهم ويستمرون طوال العام الدراسي لتقييم بيئة الفصل الدراسي.

المصدر: الأفكار الأساسية لنظرية مونتيسوري التعليمية، مقتطفات من تعاليم وكتابات ماريا مونتيسوري، ماريا منتسوري، مكتبة دار الكلمة، 2017طريقة مونتيسوري المتقدمة، ماريا منتسوري، مكتبة دار الكلمة، 2003مونتيسوري من البداية، الطفل في البيت من الميلاد حتى سن الثالثة، مكتبة دار الكلمة، 2013انشطة منتسورى للأطفال، منجود علي مهدي، 2006


شارك المقالة: