أسباب تورم اللسان وطرق علاجه

اقرأ في هذا المقال


ما هو تورم اللسان؟

تورّم اللسان: هو تضخّم في حجم اللسان يحدث بسبب التهاب اللسان، أو وجود مواد غير طبيعية مثل بروتين الأميلويد في اللسان، أو تجمع السوائل في اللسان نتيجة لعمليات مرضية مختلفة، أو ينتج عن وجود أورام بما في ذلك سرطان اللسان أو سرطانات الفم الأخرى التي تتسلل إلى أنسجة اللسان.

يمكن أن يحدث اللسان المتضخّم أو المتورّم كرد فعل تحسسي تجاه الأدوية أو المواد الأخرى، في هذه الحالة يكون التورّم ناتجًا عن تراكم السوائل في أنسجة اللسان، والمعروف طبيًا باسم الوذمة الوعائية.

أعراض تورم اللسان:

اعتمادًا على سبب التورّم، قد يتضخّم أحد جانبي اللسان أو كلاهما، في الحالات البسيطة يمكن أن يتداخل التورّم مع الأكل أو التحدث، أو إذا تأثرت براعم التذوق لدى المريض، فقد يتسبب ذلك في طعم غير عادي في الفم.

يمكن أن يؤدي التورّم المستمر إلى انسداد مجرى الهواء، لذلك من المهم التماس العناية الطبية في حال الشعور بأن حجم اللسان قد ازداد أو أصبح أكبر من المعتاد، إذا لاحظ الطبيب تورم الأنسجة تحت اللسان أو حول أرضية الفم، فقد يحتاج المريض في هذه الحالة إلى أنبوب تنفس على الفور.

أسباب تورم اللسان:

هناك أسباب شائعة بالإضافة إلى بعض الحالات النادرة التي قد تسبب تورّم اللسان، والتي تشمل ما يلي:

1. ردود الفعل التحسسية:

الأسباب الرئيسية لتورم اللسان هي الحساسية الغذائية أو الكيميائية، قد يكون لدى الشخص رد فعل خفيف فقط، ومع ذلك إذا كان التورم ناتجًا عن صدمة الحساسية فقد يكون قاتلًا.

عادة ما تبدأ أعراض رد الفعل التحسسي في غضون دقائق أو ساعات من ملامستها لمسببات الحساسية، مثل الفول السوداني والبيض وجوز الأشجار والحليب وبذور السمسم والأسماك والمحار.

وعلى نحو متزايد، يرى أطباء الأسنان أن المرضى لديهم تفاعلات تجاه المنكهات والأصباغ والإضافات الكيميائية في معجون الأسنان وغسول الفم ومنظفات الأسنان ومنتجات العناية بالفم الأخرى.

2. الأدوية:

بجانب الحساسية الغذائية، تعد التفاعلات تجاه الأدوية السبب الأكثر شيوعًا للوذمة الوعائية (التورّم) في الوجه أو الشفتين أو اللسان التي تظهر في غرف الطوارئ، مثل هذه الحالات لا تكون دائمًا بسبب الحساسية.

يمكن أن يكون تورم اللسان رد فعل بنتج عن إفراز الجسم للكثير من المادة الكيميائية  البراديكينين، وهي مواد كيميائية موجودة في الجهاز المناعي وهي ضرورية لأنها تقوم بفتح الأوعية الدموية، وفي حال كان هناك إفراط في انتاجها من الجسم فذلك يسبب تورّم في اللسان، يمكن لمجموعة متنوعة من الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية أن تسبب هذا النوع من تورّم اللسان غير التحسسي.

3. الأمراض الجلدية:

يمكن أن تسبب الأمراض الجلدية التي تؤثر على الجلد حدوث تهيج باللسان أيضًا، ممّا قد يؤدي إلى حدوث تورّم خفيف، وفي حال حدوث آفات وتأكل الفم مصحوبة مع الأمراض الجلدية، فهذه الاضطرابات مجتمعة تسبب انتفاخ في الأنسجة حول  اللسان ممّا يؤدي إلى تورمه، ومن هذه الأمراض ما يلي:

  • الفقاع: مجموعة من أمراض المناعة الذاتية القاتلة التي تسبب تقرحات الفم وبثور الجلد.
  • الحزاز المسطح الفموي: مرض غير مفهوم يسبب طفح جلدي على الجلد أو في الفم.
  • الصدفية في الفم: تؤدي إلى اللسان الجغرافي واللسان المتصدع، ممّا يخلق شعورًا بالانتفاخ وتورّم اللسان وعدم الراحة.

4. الصدمات:

إن تناول المشروبات الساخنة أو الأطعمة أو قضم اللسان أو ثقب اللسان هي أحد الأسباب التي تساهم في حدوث تورّم مؤقت في اللسان على الأقل، والذي يجب أن يختفي في غضون أيام قليلة أي خمسة أيام تقريبًا، وإذا لم يحدث ذلك فيجب على المريض استشارة الطبيب.

تؤدي الإصابات الخطيرة مثل ثقب الفم إلى عدوى بكتيرية تُعرف باسم ذبحة لودفيغ، والتي تتضخّم فيها المنطقة الموجودة تحت اللسان، ومع هذه الحالة قد يتم انسداد مجرى الهواء تمامًا إذا لم يتلقَ المريض العلاج.

5. عدوى الفم:

يمكن أن تتطوّر القروح والثآليل والتورّم في الفم من مرض الزهري والسيلان وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ممّا يؤدي إلى بعض التورّم أو الالتهاب في اللسان والأنسجة المجاورة.

6. مرض الارتجاع المعدي المريئي:

يمكن أن يسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) تهيجًا مزمنًا في الجزء الخلفي من الحلق، وفي بعض الحالات يؤدي ذلك إلى تضخّم اللسان في قاعدته.

7. متلازمة شوغرن:

يمكن أن تسبب متلازمة شوغرن، أحد أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بجفاف الفم والعينين، مجموعة من مشاكل الفم بما في ذلك تضخّم الغدد اللعابية والغدد النكفية (الغدد الكبيرة التي تفرز اللعاب التي تقع على جانبي الخدين)، والتي يصاحبها انتفاخ اللسان وتورمه.

8. متلازمة ميلكرسون روزنتال:

متلازمة ميلكرسون روزنتال: هي اضطراب عصبي نادر يؤثر في المقام الأول على عضلات الوجه، والذي يحدث فيه أيضًا تورّم اللسان، على الرغم من أن شلل الوجه هو أكثر الأعراض شيوعًا في هذه الحالة.

تشخيص الإصابة بتورم اللسان:

لتحديد سبب تورّم اللسان، يفحص الطبيب لسان المريض والأنسجة المحيطة به، ويكون الفحص فوري للتأكد من خلو مجرى الهواء، ويسأل الطبيب المريض عدة أسئلة لتحديد السبب الرئيس لتورّم اللسان، والتي تشمل ما يلي:

  • السؤال عن وجود أمراض مناعية عند المريض.
  • السؤال عن وجود أعراض يعاني منها المريض مثل الشرى.
  • السؤال عن طبيعة التنفس للمريض؛ للتأكد من إمكانية وجود خطر مباشر على التنفس.
  • سؤال المريض عن تاريخه الطبي ونظامه الغذائي ونمط حياته.

إذا اشتبه الطبيب في وجود حساسية أو تفاعل دوائي أو مشكلة طبية أساسية، فقد يكون من الضروري إجراء اختبارات إضافية.

علاج تورم اللسان:

إذا كان اللسان، منتفخًا بشكل طفيف يمكن للمريض مراجعة الطبيب لتلقي العلاج، إذا كان التورّم مصحوبًا بعلامات الحساسية المفرطة فيجب على المريض الذهاب مباشرة إلى غرفة الطوارئ، يتم التركيز في بداية العلاج العلاج على تقليل التورّم لتخفيف مشاكل التنفس أو الانزعاج.

علاج تورم اللسان عن طريق الأدوية:

في ما يصل إلى 15٪ من المرضى، يؤدي تورّم اللسان بسرعة إلى انسداد مجرى الهواء، وهذا عادة ما يكون علامة على الحساسية المفرطة ويتطلب حقنة منقذة للحياة من الإبينفرين، وفي تفاعلات الحساسية الأقل شدة يمكن إعطاء مضادات الهيستامين عن طريق الفم بدلاً من ذلك.

عندما لا يكون تورّم اللسان متعلقًا بالحساسية، فقد يستخدم الطبيب أحد العلاجات التالية:

  • بالنسبة للتفاعل المرتبط بالكثير من البراديكينين، فيتم إعطاء المريض دواء يوقف إنتاجه، ويمكن تناوله عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
  • بالنسبة لتقرحات الفم والالتهابات، يتم إعطاء المريض الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو حمض الريتينويك لتخفيف الآفات.

شارك المقالة: