إن الأصل في المد هو ما تم نقله عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يُقْرِئُ رجلاً ، فقرأَ “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ” مُرسلةً أي مقصورة، فقالَ ابنُ مَسْعُودٍ: مَا هكذا أَقْرَأَنِيهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقال: وَكيفَ أَقْرَأكها يا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قالَ: أَقرَأَنِيهَا “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ” فمدَّها، رواه الطبراني. فما هو المد وأقسامه وأنواعه؟
تعريف المد في أحكام التجويد
المدُ لغةً: هو الزيادة. واصطلاحاً: هو إطالة الصوت بأحد حروف المد الثلاثة:
1- الألف: ولا تأتي إلا في حالة السكون، وما قبلها يكون في حالة الفتح.
2- الواو: تأتي في حالة السكون، وما قبلها في حالة الضم.
3-الياء: الساكنة، وما قبلها يأتي مكسور.
أقسام المد ف أحكام التجويد
ينقسم المد إلى قسمين:
المد الأصلي
هو الذي لا تتحقق ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، وسمي أصلياً؛ لأنه أصل للمد الفرعي، وقد اجتمعت كاملةً في كلمة “نُوحِيهَا” (النمل) 40.
المد الفرعي
هو الحرف الذي بعده همز أو سكون، أو أن يأتي قبله همز فقط وليس بعده همز أو سكون، وينقسم المد الفرعي إلى ثمانية أنواع وهي:
النوع الأول المد المتصل
وهو أن يأتي بعد حرف المد همز، ويكون في نفس الكلمة التي فيها حرف المد وهو واجب مثل: “السَّماء” “وجِاْىء” “السُّوء“.
ومقدار المد المتصل: مده أربع أو خمس حركات.
النوع الثاني المد المنفصل
وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمز في أول الكلمة الثانية مثل: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ” فحرف المد هو الألف الساكنة المفتوح ما قبلها وقع في كلمة، والهمز الذي بعده وقع كلمة أخرى، لهذا أطلق عليه منفصلاً لانفصال الهمز عن حرف المد وهو جائز.
النوع الثالث المد العارض للإدغام والسكون
سمي المد العارض بهذا الاسم لعروضه بعروض السكون عند الوقف وينقسم المد العارض إلى قسمين:
1- المد العارض للإدغام: هو أن يأتي بعد حرف المد أو اللين حرف ساكن كما في قوله تعالى: “كَيْفَ فَعَلَ” {الفيل} (1)، “أَنْسابَ بَيْنَهُمْ” {المؤمنون} (101).
2- المد العارض للسكون: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف في حالة الحركة، بأي حركة كانت في حال الوصل، ثم يسكن هذا الحرف عند الوقف، وهو جائز بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات مثل: “الْعَالَمِينَ” “الرَّحِيمِ” “نَسْتَعِينُ” في حالة الوقف عليها.
النوع الرابع مد البدل
هو أن يأتي حرف المد وقبله همز ولا يوجد بعده همز أو سكون مثل: “ءَامَنوا ” “وَيَسْتَنْبِئُونَكَ”.
النوع الخامس المد اللازم
وهو أن يأتي حرف المد وبعده سكون لازم في كلمة أو في حرف إما مثقل أو مخفف، ويكون المد اللازم الكلمي مثقل إذا جاء بعده حرف مشدد مثل: “الْحَآقَّةُ ” “الطَّآمَّةُ” “دَآبَّةٍ“، ويأتي مخفف إذا كان الحرف الذي بعده غير مشدد مثل: “ءآَلْئانَوَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ“، ويكون المد اللازم حرفياً مثقلاً إذا وقع حرف المد والسكون في حرف، ويوجد دائماً في فواتح السور التي تبدأ بحروف ويسمى مثقلاً كون الحرف بعده ساكن مدغم فيما بعده مثل: “ال̃ــــــــم̃ ” فيتم إدغام ميم اللام في ميم الميم، ويأتي مد حرفي مخفف اذا جاء حرف المد في أحد أحرف فواتح السور وسطها حرف مد وما بعده ساكن غير مدغم مثل: “ح̃ــــــــــم̃ “.
النوع السادس مد الروم
هو أن تكون سريعاً في نُطقِ الحركة التي في آخر الكلمة الموقوف عليها مع إدراك السمع لها، وقال الإمام الشاطبي: “ورومك إسماع المحرك واقفًا” بصوتٍ خفى كلّ دانٍ تنولا”.
ويظهر من بيت الإمام الشاطبي أنّ تعريف الروم: هو أن يأتي حروف المد قبل الهمزة المسهلة ومن الأمثلة على ذلك: قوله تعالى: “هَا أَنْتُمْ“.
النوع السابع مد العدل
هو المد اللازم، في كلمة (دابة)؛ لأنه يعدل الحركة فسمي العدل، أو لأنه متساوٍ عند القراء في المد إشباعاً له على الأصح.
وهو نوعان من المد الأول إدخال ألف بمقدار حركتين بين الهمزتين المتتاليتين نحو (أاأنت) عند القراء.
والثاني المد اللازم الكلمي المثقل وسمي بذلك؛ لأنه متساوٍ عند قراء القرآن الكريم كلهم في المد، يمدونه ستة حركات لزوماً، أو لأنه يعدل حركة.
النوع الثامن مد الحجز
هو المد الذي يكون في حرف الألف الذي يؤتى به للفصل بين الهمزتين، مثال قوله تعالى: “ءَأَنذَرۡتَهُمۡ” سمي بذلك؛ لأنه يحجز ين الهمزتين بمقدار ألف واحدة.
وفي النهاية نستنتج أن المد في التجويد له تعريفه وأمثلة من القرآن الكريم عليه، وله عدة أنواع ومنها المد الأصلي والمد الفرعي ويتفرع المد الفرعي إلى ثمانية أنواع من المدود.