حماد بن زيد والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما أجملَ سيَرَهُمْ وأخبارَهُمْ! وما أجْمَلَ ما نقلُوا!، مسكاً منَ الوحيِّ الإلاهِيِّ، تتابَعوا في نقلِ الحديثِ النَّبويِّ أزماناً، شكَّلوا بتتَابُعِهِمْ حلقَةَ وصلٍ بين الماضِي والحاضِر وكأنَّ ما يزيدُ عنْ ألفٍ وأربَعِ مائَةَ عامٍ تفصِلُنا عنْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هيَ لحظَةٌ، نتَكَلَّمُ عنْ رواةِ الحديثِ منَ المحدِّثينَ الّذين كتَبوا أسماءهُمْ بِحروفٍ منْ ذَهبٍ في كُتُبِ الحديثِ المُخْتَلِفَةِ، ولازِلْنا نجوبُ في البَحْثِ عنْهُم، ونأخُذُكمْ إلى ديارِ أتْباعِ التَّابِعينَ منْهُم، ومُحّدِثٍ منْ علماءِ البَصْرَةِ، إنَّهُ حَمَّادُ بنُ زيْدٍ، فتعالوا نقرأُ في سيرَتِهِ بالحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن حماد بن زيد:

هو: الفقيهُ المُحّدِّثُ، أبو إسْماعِيلَ، حمَّادُ بنُ زَيْدِ بنِ دِرْهَمٍ ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ أتْباعِ التَّابِعينَ، وُلِدَ في العامِ الثَّامِنِ والتِّسْعينَ منَ الهِجْرَةِ النَّبويِّةِ، وكان مولَىً لآلِ جريرِ بنِ حازِمٍ، وكان مِمَّنْ اشْتَغَلوا بِروايَةِ الحديثِ وملازَمَةِ كثيرٍ منَ التَّابعينَ المُحَدِّثينَ حتَّى أصْبَحَ منْ عُلَماءِ عَصْرِهُ المعدُودين في الفقهِ والحديثِ وقيلَ أنَهُ أعلَمُ علماءِ البَصرَةِ في زمانِهِ، وكانَتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ التَّاسِعِ والسَّبْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَة كما أورَدَ الإمامُ الذَّهَبِيُّ قبلَ وفاةِ الإمامِ مالِكً بأشْهرٍ سِتَّةٍ.

روايته للحديث:

كانَ المُحَدِّثُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ أتْباعِ التَّابِعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ جُمْلَةٍ منَ التَّابِعينَ وغيرِهمْ منْ أمثالِ: أيُّوب السَّخْتِيانِيِّ ويونُسَ بنِ عُبَيْدٍ وغْيلانَ بنِ جريرٍ وثابِتٍ البُنانِيِّ وسِماكِ بنِ عَطِيَّةَ وعبدِ الحميدِ بنِ دينارٍ وعمرو بنِ دينارٍ وعبدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيْبٍ وأنَسِ بنِ سيرينَ وأبي جَمْرَةَ الضَّبْعِيِّ ويحيَى بنِ سعيدٍ الأنْصارِيِّ وهِشامِ بنِ عُرْوَةَ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبي بكرِ بنِ أنسٍ وعبَّاسٍ الجُرَيْرِيِّ وغيرِهمْ كثيرٌ يرْحَمُهُمُ الله.

أمَّا منْ رَوى الحديثَ منْ طريقِ حمَّادِ بنِ زيدٍ فَمِنْهُمْ: سُلَيمانُ بنُ حَرْبٍ ومُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّدُوسِيُّ ومُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدٍ وأحْمَدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ واقِدٍ ويحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وأبو الرَّبيعِ العَتْكِيُّ وقَتَيْبَةُ بنُ سعيدٍ الثَّقَفِيُّ وغيرِهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ، كما روى له جماعَةُ الحديثِ.

من رواية حمّاد بن زيد للحديث:

مِمَّا ورَدُ في كتُبِ الحديثِ منْ روايَةِ حمَّادِ بنِ زيدٍ ما أورَدَهُ الإمامٌ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ رَحِمَهُ اللهُ في صَحِيحِهِ في كِتابِ الإيمانِ: (( حدَّثَنَا أَبُو الرَّبيعِ، حدَّثَنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بنِ دينارٍ: أَسَمِعْتَ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يُحَدِّثُ عنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ( إنَّ اللهَ يُخْرِجُ قَوْماً منَ النَّارِ بالشَّفاعَةِ )؟ قالَ: نَعَمْ )). رَقَمُ الحَديثِ 191/318.


شارك المقالة: