اقرأ في هذا المقال
- مميزات السور المكية
- ضوابط الأسلوب المكي في السور المكية
- مميزات السور المدنية
- ضوابط الأسلوب المدني في السور المدنية
- الفرق بين المكي والمدني من السور
نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم مفرقًا فلم ينزل دفعة واحدة، فقد نزل على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في مكة المكرمة، ومنه ما نزل في المدينة المنورة، قبل الهجرة نزل جزء وبعد الهجرة نزل جزء، ليسهل فهمه وحفظه وتلقينه للمسلمين ودعوة غير المسلمين إليه، فلنزوله على شكل أجزاء ومفرق مميزات عديدة وكثيرة، فقد نزل حسب الأحداث التي وقعت للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
مميزات السور المكية
ميَّز العلماء السور المكية من السور المدنية كالتالي:
1- السور التي تحتوى فيها سجود في القرآن الكريم فهي سورة مكية.
2- السور التي فيها لفظ “كلَّا” ووردت في النصف الأخير من القرآن الكريم، فهي سورة مكية، وورد لفظ “كلَّا” في خمسة عشر سورة ثلاثاً وثلاثين مرة.
3- كل سورة فيها “يَا أَيُّهَا النَّاسُ” وليس “يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواُ” فهي سورة مكية، إلا سورة الحج ففيها “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا” وهي سورة مكية وليست سورة مدنية.
4- السور التي تحتوي على قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي سورة مكية ما عدا سورة البقرة، فهي تذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة وتعتبر سورة مدنية وليس سورة مكية.
5- وكل سورة ذُكر فيها سيدنا آدم عليه السلام وإبليس فهي سورة مكية ما عدا سورة البقرة، فورد فيها ذكر سيدنا آدم -عليه السلام- وإبليس وليست مكية بل مدنية.
6- كل سورة تكون بدايتها حروف تهجي كـ “ألم” و“الر” و“حم” فهي سور مكية، سوى سورة البقرة وآل عمران فهما سور مدنية رغم ذكر حروف الهجاء في بدايتها، واختلف العلماء في أنَّ سورة الرعد مكية أم مدنية.
ضوابط الأسلوب المكي في السور المكية
1- السور التي تدعو إلى توحيد الله -عزَّ وجلَّ- والدعوة إلى رسالة الإسلام، والسور التي تؤكد على البعث يوم القيامة والجزاء، والسور التي تذكر أهوال يوم القيامة وعذاب النار ونعيم الجنَّة، وذكر الآيات الكونية، والجدال بين المسلمين والكافرين وتقديم البراهين، فهي سور مكية.
2- تبين السور المكية العادات السيئة التي كان عليها الكفار قبل الإسلام، من جرائمهم في سفك الدماء ووأد البنات، وأكل مال اليتيم، فالسور المكية تضع ضوابط لأخلاق المجتمع.
3- ذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة من باب الزجر لهم حتى يستشعروا ما أصاب قبلهم من العذاب من الأمم السابقة، لتسلية النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وحتى يصبر على أذى الكفار وعذابهم للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه.
4- ذكر الألفاظ القوية، والعبارات الموجزة والقصيرة التي تردع وتصخُّ الآذان، والألفاظ شديدة القوة على المسامع وصاعقة للقلوب، وكثرة أسلوب القسم.
مميزات السور المدنية
1- السور التي يتم الذكر فيها لفريضة معينة، أو ورود حد من حدود الله عزَّ وجلَّ فهي من السور المدنية.
2- السور التي يذكر فيها المنافقين هي سور مدنية من غير سورة العنكبوت فقد ورد فيها ذكر المنافقين ولكنها سورة مكية.
3- السور التي فيها جدال لأهل الكتاب هي سور مدنية.
ضوابط الأسلوب المدني في السور المدنية
1- السور المدنية تُبين العبادات، والمعاملات، والنظام الأُسري، وحدود الله عزَّ وجلَّ، والميراث وأسسه وكيفية تقسيمه، وتبين الجهاد وفضله وكيفيته، وطرق التواصل الاجتماعي الصحيح، والعلاقات الخارجية للدولية في حالة الحروب وحالة السلام بين الدول، وقواعد تبين فيها كيفية الحكم الصحيح، وتبيان المسائل الشرعية.
2- السور المدنية تخاطب أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وكيفية دعوتهم للإسلام على مر العصور، وتبين السور المدنية كيفية قيام أهل الكتاب من اليهود والنصارى بتحريف كتبهم التي نزلت عليهم، وكيف تجبروا وتجنوا على الحق، واختلافهم حتى فيما بينهم.
3- السور المدنية تكشف عن أسلوب وسلوك المنافقين، وتحلل نفسياتهم، وتبين لنا خباياهم وما تخفيه صدورهم لنا، وبيان خطرهم الكبير على الإسلام والمسلمين فهم أخطر ممن يظهر الكفر.
4- السور المدنية سور طويلة المقاطع والآيات، فلها أسلوب يشرح الشريعة بتفاصيل صغيرة.
الفرق بين المكي والمدني من السور
1- المكي ما نزل قبل الهجرة الشريفة وإن كان في مكان غير مكة المكرمة، أما المدني ما نزل بعد الهجرة الشريفة حتى لو لم يكن في المدينة المنورة.
2- إذا اعتبرنا مكان النزول فالمكي ما تم نزوله في مكة وما حولها من الأماكن مثل مِنى وعرفات والحديبية، والمدني ما تم نزوله بالمدينة المنورة وما كان بجوارها من أماكن كأُحد وقُباء وسلع.
3- وإذا اعتبرنا المخاطب فالسور المكية تخاطب أهل مكة المكرمة والسور المدنية تخاطب أهل المدينة المنورة.
وفي النهاية فالحديث لا ينتهي عن المكي والمدني والسور المكية والسور المدنية وفوائدها، وما ترمي إليها ألفاظها فهي طريق طويلة للسلوك فيها وتفسيرها وتعريفها ومعرفة هذه السور، وكيفية التمييز بينها ومعرفتها، والأهم من هذا كله قراءتها وحفظها والعمل بما جاءت فيه من أوامر والابتعاد عن النواهي فيها، والتصرف بمعاملاتها مع الناس المسلمين وغير المسلمين.