مالك بن أنس والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ مرَرْنا بالبحثِ في الحديثِ النَّبويِّ بديار كانتْ ولا زالتْ عامِرةً بالعلمِ والحديثِ العامرةِ بالرواية، ديارٌ كانتْ تُقِلُّ أُناساً كتبُوا أسماءَهم في سندِ الحديثِ شُهوداً علة نقْلِهِ وصحَّتِهِ ولا زالوا مرْجِعاً لأهلِ العِلْمِ، وأوَّلُ ديارِ الرواية همْ صحابَةُ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ ثمَّ ديارُ التَّابعينَ ثمَّ أتباعُ التَّابعينَ الّذينَ حملوا علمَ الحديثِ منْ بعدِ التَّابعين، دَعُونا نسيرُ بِكُمْ إلى مدينَةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم حيثُ مالِكُ بنُ انَسٍ الفقيهُ المحدِّث ولنَعْرِفَ عنْ سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن مالك بن أنس:

هو: الإمامُ الفقيهُ المُحَدِّثُ، أبو عبدِ اللهِ، مالكُ بنُ أنَسِ بنِ مالِكٍ المَدَنِيُّ، من رواة الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتباعِ التَّابعينَ، ولِدَ في المَدينَةِ المنورَةِ في العامِ الثَّالثِ والتِّسعين منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة، حفظَ القرآنَ الكريمَ ثمَّ توجّهَ إلى حفظِ الحديثِ النَّبويَّ وأدرَكَ عددَاً كبيراً منْ كِبارِ التَّابعينَ وروى الحديثَ عنْهُمْ، وشَهِدَ لهُ عُلَماءُ عَصْرِهِ بالفِقْهِ والعِلْمِ، وكانَ لهُ في المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ مجلِسُ علمٍ وفقهٍ، وهوَ صاحبُ المذهَبِ المالِكيِّ منَ المذاهِب الأربَعَةِ عندَ أهلِ السُّنَّةِ، وصاحبُ كتابِ المُوَطَّأِ في الحديثِ، وعُرِفَ عنْهُ بالتَّواضُعِ والخوفِ منَ الفتوى ونقلِ الحديثِ إلا ما تَثَبَّتَ منْهُ خوفاً منَ الخطأ، وبقيَ في حياتِهِ موئلاً لطلابِ الفقْهِ والحديثِ حتَّى توفَّاهُ اللهُ في العامِ التَّاسِعِ والسَّبْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ الإمام مالِكُ بنُ أنَسٍ منْ كبارِ المُحَدِّثينَ منْ اتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ التَّابعينَ منْ أمثالِ: شَيْخِهِ عبدِ اللهِ َبنِ هُرْمُزٍ ونافِعٍ مولى عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ والزُّهرِيِّ ابنِ شِهابٍ وزيدِ بنِ أسْلَمَ ومحمَّدٍ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ وحُمَيْدٍ الطَّويلِ وعبدِ اللهِ بنِ ذَكْوانَ أبي الزِّنادِ وعائشَةَ بنتِ سعدٍ وهِشامِ بنِ عُرْوَةَ وأيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ وغيرِهمْ كثيرٌ يرحَمُهُمُ اللهُ جميعاً.

أمَّا من رَوَى الحديثَ عنْ الإمامِ أنَسِ بنِ مالِكٍ فَمِنْهُمْ: الزُّهْرِيُّ ويحيى بنِ أبي كثيرٍ وغيرِهمْ وهمْ منْ شُيوخِهِ، كما روى لهُ منْ أقرانِهِ منْ أتْباعِ التَّابعينَِ وغيْرِهم: أبوحنيفضةَ النُّعمانث بنث بشيرٍ وحمَّادُ بنُ زيدٍ وعبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ والفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ ويحيَى القَطَّانُ وغيرِهمْ وكانً مِمَّنْ شهِدُ لهُ عُلَماءُ الحديثِ بالرِّوايَةِ والحِفظِ.

من رواية الإمامِ مالِكٍ للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ الإمامِ مالِكِ بنِ أنَسٍ ما أورَدَهُ الإمام مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ: ((حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، قالَ: أخْبَرَنَا مالِكُ بنُ أنَسٍ، عنْ ابنِ شِهابٍ، عنْ سالِمٍ بنِ عبدِ اللهِ، عنْ أبِيهِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ مَرَّ على رَجُلٍ مِنَ الأنُْصارِ، وهُوَ يَعِظُ أخَاهُ فِي الحَياءِ، فَقالَ رَسُولُ ّاللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ: (دَعْهُ؛ فإنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإيمانِ ). رَقَمُ الحَديثِ 24 )).

المصدر: الموطأ للإمام مالك صفة الصفوة لابن الجوزي صحيح البخاري للإمام البخاري


شارك المقالة: