ما هو حق الدولة في التأميم

اقرأ في هذا المقال


تعريف التأميم:

التأميم: هو إجراء سيادي صادر عن السلطة المختصة في الدولة، يتم بموجبه نقل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج إلى الملكية العامة. وبمعنى آخر، من منظور الشخص العادي حرمان المستثمرين من حقوقهم الأساسية في مشاريعهم ونقلها إلى المصلحة العامة دون الامتثال للقوانين والقواعد المعمول بها فيما يتعلق بنزع الملكية. ويعتبر التأميم أكثر شمولاً من إجراءات المصادرة التقليدية لأنه لا يستهدف عقارات محددة فقط مثل الأموال الخاصة أو المصادرة، ولكنه يشمل أيضًا مجالات كاملة من النشاط الاقتصادي أو إعادة تنظيم وتنظيم الاقتصاد الوطني.

حق الدولة في التأميم:

التأميم ظاهرة قانونية حديثة لم تظهر حتى بداية القرن العشرين. وكان هذا هو الوقت المنصوص عليه في “الدستور المكسيكي” لعام 1917، ثم اعتمدت الحكومة البلشفية الدستور بالكامل بعد انتصار الثورة الشيوعية الروسية عام 1917. وخلال هذه الفترة، تمت مصادرة جميع وسائل الإنتاج، سواء كانت محلية أو أجنبية والقيام بالتعويض. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتشرت ظاهرة التأميم بسرعة في كثير من الدول الاشتراكية والدول النامية الساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على بقايا الاستغلال والاستعمار الأجنبي.

ويعتبر التأميم نتيجة التطور الأيديولوجي والاجتماعي والسياسي، وهو من ناحية يتوافق مع الرغبة في مواجهة هذه الأوضاع، ومن ناحية أخرى مع ظهور الميول والأفكار الاشتراكية، فإن التأميم مطلوب لمزيد من العدالة الاجتماعية. ويعني من ناحية أخرى، مع تبلور الأفكار الاشتراكية ونجاح ثورة أكتوبر 1917، وإنشاء أول نظام اقتصادي اشتراكي عالمي، كان التأميم يعتبر شرطا مسبقاً للانتقال من النظام الرأسمالية إلى النظام الاشتراكية.

فالهدف من التأميم هو تمويل محدد أو نشاط محدد لجعله مشروعًا مملوكًا للمجموعة، ويمكن تمثيل المشروع من قبل دولة أو مدينة أو وكالة تعاونية بغرض تحقيق استخدامه الحالي أو المستقبلي لتحقيق الفوائد الى المجتمع كله.

مبادئ التأميم الدولي:

  • المبدأ الأول هو الاقتصاد الذي يشير إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يكون لديه موارد وطنية مهمة، بما في ذلك أساليب الإنتاج والتبادل، حيث تختلف أشكال وطرق التأميم من بلد إلى آخر حسب الوضع السياسي والقوى الاجتماعية والاقتصادية القائمة لكل دولة، وكذلك نطاق سلطة الطبقة البرجوازية ومعارضتها لهذه التغييرات الجديدة.
  • المبدأ الثاني هو اجتماعي، حيث ينص هذا المبدأ على وجوب استخدام هذه الموارد لتحقيق المصالح العامة للمجتمع الدولي.

ويعتبر التأميم وسيلة مهمة لتحقيق أهداف عديدة، فوفقاً للفلسفة السياسية والاقتصادية السائدة كانت هناك اختلافات بين دولة وأخرى، وكان الهدف متذبذبًا بين رغبة الدولة في السيطرة على الأنشطة الاقتصادية المباشرة، وظهور الأزمات الدورية، ارتفاع معدلات البطالة، ضعف توزيع الدخل، تدمير الهيكل الاقتصادي بسبب الحروب، انخفاض الإنتاجية والركود الاقتصادي.

من أهم الأمثلة على التأميم الدولي:

أدت تجربة تأميم الاتحاد السوفيتي السابق، والتي بدأت بعد ثورة أكتوبر في عام 1917، إلى مصادرة الصناعات الكبيرة في قطاعات كثيرة متعددة ومختلفة، وتقليص الإنتاج الزراعي على نطاق واسع، بالإضافة تحويل صغار منتجي السلع إلى جمعيات مشتركة ومؤسسات إنتاجية كالاتحاد التعاوني. ولذلك فإن التأميم له تأثير هام على تأسيس وتطوير النظام الاقتصادي الاشتراكي، كما اعتقد بعض فقهاء القانون الدوليين أنه من أجل بناء الاشتراكية، فمن الضروري تقوية الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج.

ففي المملكة المتحدة البريطانية، بدأت عملية التأميم مع حكم الحكومة العمالية بعد الحرب العالمية الثانية. وكان هذا نتيجة لتطور سياسي واقتصادي واجتماعي طويل الأمد.

وفي تلك المرحلة من عام 1950 الى 1954، كان الاعتقاد السائد هو أن معدل البطالة لا يمكن حله، والوضع الاقتصادي المتدهور لا يمكن حله وإصلاحه. ولتجنب الوقوع في حالة ركود اقتصادي، بالإضافة إلى التأميم، يعتبر التأميم وسيلة ضرورية لمساعدة البلاد على التخلص من هذه الظواهر، ممثلة المصالح الاجتماعية والعامة، والسيطرة على الموارد الاقتصادية الموجودة، واختيار المجال الأكثر أهمية لصالح المجتمع الدولي بأسره.

وفي المملكة المتحدة البريطانية، تم تأميم صناعة الفحم والطيران والسكك الحديدية ومحطات الطاقة والغاز والصلب وبنك إنجلترا وتحويلها إلى مؤسسات عامة تقوم بخدمة المصلحة العامة للمجتمع الدولي بأكمله.

ومن أهم تجارب التأميم الدولية:

  • الأرجنتين.
  • أستراليا.
  • كندا.
  • الولايات المتحدة الأمريكية.
  • كوريا الجنوبية.
  • المملكة المتحدة.

وقامت العديد من الدول بما في ذلك ليبيا والكويت والمكسيك ونيجيريا والمملكة العربية السعودية وجمهورية فنزويلا بالقيام بتأميم صناعاتها النفطية.


شارك المقالة: