قصة قصيدة بعث امرؤ لأبي عزيز مرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بعث امرؤ لأبي عزيز مرة

أمّا عن مناسبة قصيدة “بعث امرؤ لأبي عزيز مرة” فيروى بأن أحد الشباب وقع في يوم من الأيام كان في يوم من الأيام يمشي في السوق، وبينما هو يسير بين محال هذا السوق رأى فتاة شديدة الجمال، وعندما رآها، ورأى جمالها، أعجب بها أشد الإعجاب، فاقترب منها يريد أن يتكلم معها، ورد عليها السلام، ووقف معها، وأخذ يتحدث إليها، فما كان من الحديث معها إلا أن زاده إعجابًا بها، بل أنه قد وقع في حبها، واستقر عشقها في قلبه، وعندما انتهى الاثنان من الحديث إلى بعضهما البعض، توجه كل منهما في طريقه، من دون أن يعرف من هي أو أين مسكنها.

وعندما عاد إلى بيته لم يتوقف عن التفكير في هذه الفتاة، وبقي على هذه الحال أيامًا عديدة، لا يستطيع إبعادها عن أفكاره، فقرر أن يتزوج منها، فنزل إلى السوق، وسأل عنها، حتى استدل إلى بيتها، فتوجه إليه، واستأذن للدخول، فأدخلوه، وجلس مع والدها، وطلبها منه للزواج، وعندما استشار الوالد ابنته رفضت أن تتزوج منه، فعاد إلى ذلك الشاب، وأخبره بأنها لم تقبل أن تتزوج منه، فخرج من البيت وقد سكن الحزن في قلبه.

ولكنه بعد أن جلس مع نفسه، وفكر في أمر حبه لتلك الفتاة، فقد قرر أنه لن يكون صاحب الرأي في الفتاة التي سوف يتزوج منها، فكتب إلى رجل من أهل المدينة يقال له أبا عزيز بكتاب، وطلب منه في هذا الكتاب أن يختار له زوجته، فكان الآتي:

بعث امرؤٌ لأبي عزيز مرة
برسالة يبكي ويضحك ما بها

فيها يقول: أريد منك صبية
حسناء معروف لديكم أصلها

وأديبة .. ولطيفة .. وعفيفة
وحليمة ورزينة في عقلها

قد أحرزت في العلم غير شهادة
وعلى النسا طرًا تفوق بفضلها

وتكون أيضًا ذات مال وفير
تعطيه من بعد الزواج لبعلها

وأريد منها أن تكون مطيعة
أمري فتتبعني وتنسى أهلها

وعندما وصل الكتاب إلى أبي عزيزة، وقرأ ما فيه، بعث لهذا الشال بكتب قال له فيه:

وافي كتابك سيدي فقرأته
وعرفت هاتيك المطالب كلها

لو كنت أحظى بالتي قد رمتها
طلقت أم عزيزة وأخذتها

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الرغبة في الحصول على زوجة تحمل كل ما يريد من صفات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: