التوجه المعاصر لاستراتيجية دمج الموظفين في إدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


إن استراتيجية دمج الموظفين في الوقت الحالي باتت أكثر شمولية حيث أدخل عليها جوانب متعددة، وبات نطاقها واسع وباتت منهج رئيسي في الفلسفة الإدارية التي تدار في منظمات الأعمال الحديثة، والتي تهدف لتحقيق اعلى مستوى من الانتماء التنظيمي والولاء التنظيمي.

التوجه المعاصر لاستراتيجية دمج الموظفين في إدارة الموارد البشرية

استراتيجية الدمج المعاصرة أصبحت تضم في الوقت الحالي مجموعة من الأركان؛ حتى تُحقق الانتماء والولاء التنظيمي، وهي كالآتي:

أولا الدمج ورسالة المنظمة

رسالة المنظمة توضّح ما ترغب المنظمة أن تصبح عليه في المستقبل، فالرسالة هي صورة المنظمة المستقبلية، وما تسعى أن تصل له في مسيرتها والتي تمثل طموح مشترك لكل من يعمل فيها، لكي تقوم ببناء موارد بشرية مؤمنة ومقتنعة بالرسالة وتسعى لتحقيقها، ويجب وبدون شك جعل موضوع دمج الموظفين جزء مهم منها، وعندما يلمس الموظفون هذا فسوف يقوي الانتماء والولاء لها، وهذا هو الدمج المرغوب به.

ثانيا الدمج وثقافة المنظمة

الثقافة التنظيمية هي بنية اجتماعية تتضمن عدد من المبادئ والقيم، والمفاهيم الإيجابية، التي يجب أن تطبق على كل الموظف في المنظمة، حيث يكون لها دور واضح في توجيه السلوك الإنساني فيها بالاتجاه المرغوب به، بالتالي الثقافة تعتبر نمط وقواعد سلوكية تحقق مصلحة العمل، وهذا يحتاج الالتزام بها من قبل الموظفين.

إن نجاح غايات الثقافة التنظيمية قائم على اعتبار موضوع دمج الموظفين جزء منها، فلا يتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتنفيذية ولا ترسم السياسات، إلا من خلال مشاركة الموظفين فيها، العنصر البشري يجب أن أن يكون أهم عناصر الإنتاج من وجه الثقافة التنظيمية، فعند تبني هذا يحصل انسجام بينها وبين رسالة المنظمة التي تعتبر نابعة منها.

ثالثا الدمج وتفويض السلطة للموظفين

يعتبر نقل السلطة للمرؤوسين جانبًا مهم في دمج الموظفين، التفويض يعني أننا منحنا المرؤ وس الإمكانية على القيام بأعماله والبث فيها، مما يجعله أكثر إمكانية على تنفيذ المطلوب منه بطريقة جيدة ويشعر بضرورته وبثقة رئيسه والمنظمة به وتقديرها له، مما يرفع من معنوياته ويكون دافع له حتى يندمج في عمله وحبه له وللمنظمة التي يعمل فيها وهذا ما يسمى باستراتيجية الدمج.

رابعا الدمج وتصميم العمل

العمل بالنسبة للعنصر البشري هو حياته، فهو يقضي نصف يومه فيه، إذا لم يوفر له المتعة والتحدي وتحمل المسؤولية، سوف يشعر وهو متجه للعمل بأنه ذاهب إلى مكان غير محبب بالنسبة له، وهذا يعطينا أنه فقدنا الاندماج، لذلك عند تصميم الأعمال يجب أن يهتم التصميم بالنواحي السابقة؛ لتوليد الشعور بالمتعة عند قيام الموارد البشرية لمهامهم هذه المتعة سوف تخلق لهم شعور بأنهم جزء منه، ولا يعتبرون أنفسهم إلا في ممارسة وظائفهم.

خامسا الدمج والتحفيز الإنساني للموظفين

التحفيز الإنساني بأشكاله الثلاثة سواء المالي أو الفكري أو المعنوي، من العوامل التي لها دور في خلق مستوى عالي من دمج الموظفين، عند وجود التحفيز الجيد هذا لا يعني أن حاجات العنصر البشري في مستوى عالي من الإشباع، الي يقوم بتوليد شعور حب المنظمة والانتماء لها والاندماج فيها، التحفيز المالي يتضمن الرواتب والأجور المرتفعة والحوافز المتنوعة، والتحفيز الفكري يتضمن تشجيع العناصر البشرية على التفكير الإبداعي، أما التحفيز المعنوي فيتضمن توفير الاحترام والتقدير للموظفين والمعاملة الجيدة.

سادسا الدمج والقيادة الإدارية للموظفين

يتم وصف القيادة الإدارية على أنها أساس عملية دمج الموظفين، القائد بإمكانه أن يقوم بصهر المرؤوسين لديه في عملهم وفي المنظمة، إذا قام بدور القيادي المعاصر كما هو مطلوب، عندما يدرك المرؤوس بأنه يقوده عنصر بشري داعم ومحفز له.

ويسعى ليقدم الخير له ويقوم بتدريبه بطريقة فعالة يقوم بقضاء أغلب وقته بجانبه وقام بكسر الحواجز الرسمية والاتصال الرسمي بينه وبين مروؤسيه ويقوم بعاملة الكل بعدالة دون تمييز، بدون شك هذا النمط القيادي سوف يزرع الثقة والمحبة لدى المروؤسين وسوف يقدمون ما لديهم بحب وقناعة، ها سوف يوفر مناخ وبيئة صالحة لدمج وصهر الموظفين في عملهم.

سابعا الدمج وأسلوب تنفيذ العمل للموظفين

شعار إدارة المنظمات المعاصرة اليوم هو العمل الجماعي التعاوني، من خلال ما يطلق عليه مُسمّى فرق العمل وحلقات الجودة، التي ظهرت في المنظمة اليابانية، والتي حقق من خلالها نتائج مبهرة في موضوع استراتيجية دمج الموظفين، والعمل من خلال الفريق يتخلص فيه الموظفين من النظرة الفردية للعمل والمواضيع التي تحيط به.

وتكون نظرة الموظف كلية وليست جزئية، عندما يعمل الفرد ضمن فريق العمل ومسؤول مع زملائه والمسؤولية تكون مشتركة عن انجاز المهام لهذا الفريق، وتعطى صلاحية ملائمة ويمارس قدر من المرونة في تنفيذ المهمة مع زملائه.

وفي النهاية بعد ذكر هذه العناصر وعلاقتها بالدمج يتضح لنا أن منظمة الأعمال المعاصرة تسعى لتطبيق استراتيجية دمج الموظفين المعاصرة التي تقوم بالتركيز على النمط القيادي، ورسالة المنظمة وثقافة المنظمة وتفويض السلطات، والتحفيز الإنساني وطرق تنفيذ العمل، والتي تحقق انصهار الموظف ودمجه في العمل مع زملائه حتى تحقق المنظمة أهدافها وأهداف الموظف.


شارك المقالة: