اقرأ في هذا المقال
- مفهوم القيادة الإدارية
- القيادة الإدارية الفعّالة
- أُسس القيادة الإدارية الفعّالة
- عناصر القيادة الفعّالة
- القيادات والرئاسة
- نظريات القيادة
القيادة الفعّالة تُمثّل محور مهم تُرتكز عليه النشاطات المتنوعة في المنظّمات العامة والمنظّمات الخاصة على حد سواء، وبناءً على تنامي المنظّمات وكبر حجمها وتفرّع الأعمال وتشابكها وتنوّع العلاقات الداخلية وارتباطها وتأثرها بالبيئة الخارجية من مؤئر سياسي أواقتصادي أواجتماعي، فهي أمور تتطلب مواصلة البحث والاستمرار في إحداث التغيير والتطوير، وهذه مهمة لا تنجز إلا في ظل قيادة واعية.
مفهوم القيادة الإدارية:
هي إدارة الأفراد والمجموعات وإدارة الموارد والتنظيم والإلمام بكل وظائف الإدارة، مثل التخطيط والتنظيم والرقابة، ومهارات القيادة مثل التوجيه والحثّ وإمكانية الإقناع وقوة التأثير، بطرق فعّالة تجبر الالتزام والولاء في الأفراد والمجموعات من أجل تحقيق هدف التنظيم بحيث تحقّق أحسن النتائج.
القيادة الإدارية الفعّالة:
هي ما تراه وما تشعر به من نتائج أفراد محدّدين، فهي نتائج لتصرفات شخص أو بضع أشخاص في مجموعاتهم. والقيادي الناجح هو الذي يكون لديه القدرة على تنظيم الأعمال والأفراد العاملين معه، ليتم الوصول إلى النتائج اللازمة والاستمرارية في التقدم. والقياديين الإداريين الناجحين و الفعّالين هم الأفراد الذين يبدأون بالمبادرة في تحديد الأهداف، وتطوير الاستراتيجيات والنظم المتبعة، وتوفير الموارد الضرورية، والعمل على إحداث التغيير والاستمرارية نحو تحقيق الأهداف.
أُسس القيادة الإدارية الفعّالة:
إن القيادة الناجحة والفاعلة تأتي بسبب المثابرة على التعلّم والتطوير والتجارب الناجحة والممارسة السليمة إلى جانب ما يضعه الله تعالى في القائد من صفات القيادة والمواهب والصفات الشخصية. ولا شك إن التاريخ شهد مواقف قيادية كثيرة ومتعددة إلا أن المواقف الإيجابية والراسخة هي التي كان لأصحابها دور سامي ونتائج عظيمة.
كما يقول البعض فإن القيادة هِبة ولكنّها لا تظهر إلا في الظرف المناسبة، والتي تحتضن القيادة فتهيأ لها بالتالي كل ما هو مسبب لنجاحها. ولكن ومع ذلك القائد إذا لم يتمتع بالكفاءة والفاعلية ويكون قادر على التأثير، فمهما كانت الظروف مواتية فإن موهبته القيادية قد لا تُثمر أو لا يكون لها أي تأثير إيجابي على الجماعة.
والقائد الناجح هو الذي يُعرف عن طريق النتائج التي يحدثها في المجموعة التي يقودها، فالقيادة الناجحة إذا هي التي تؤثر في سلوكيات الفرد أوالجماعات، ولذلك كلّه فإن القيادي يحتاج لتطوير موهبته وقدراته في إدارة المجموعة والتأثير فيها.
ويجب أن تفهم أن هذه القوة مصدرها تنفيذ الشيء الصحيح وليس عمل خلاف هذا؛ أي التجاوب مع الظروف بطريقة صحيحة وليس أن يكون هناك التزام بالأنظمة والتعليمات التزام نصّي أو حرفي، وعلى سبيل المثال : توزيع وتنظيم العمل للموظف والمدير مع مجموعته بالطريقة الملائمة، وإعطاء التعليمات والأموار بأسلوب فعّال وواضح وبشكل مقبول والعمل على تقديم الإرشاد والنقد البنّاء، ومراعاة أمور العاملين ومصالحهم.
عناصر القيادة الفعّالة:
- وجود مجموعة من الأشخاص يعملون في تنظيم محدّد.
- قائد من أفراد الجماعة يكون متمكن في التأثير على سلوك الأفراد وتوجيههم.
- هدف مشترك تهدف الجماعة إلى تحقيقه.
القيادات والرئاسة:
تختلف القيادة عن الرئاسة اختلاف جوهري، ويعود بسبب عدم توفر بعض العناصر القيادية في حالة الرئاسة، فالرئاسة تعتمد في ممارستها لوظائفها على ما تملكه من سلطة تمنح لها بالقانون، بينما القيادة تقوم على اقتناع أفراد التنظيم بقائدهم وثقتهم بقائدهم، فالقيادة تهتم بقدرات واستعدادات طبيعية تكون كامنة في الفرد، تجعله قادر على إحداث التأثير في أفراد المجموعة.
فالقيادة مختلفة عن الزعامة، فالزعامة هي صفة تغلب عليها الموهبة، فالزعيم يكون موهوب ومنذ طفولته يقوم بتنفيذ أدوار توضّح قدرته على الزعامة، أما القيادة هي صفة تغلب عليها إمكانية تطوير الذات لكي تصبح متمكن على إدارة وتوجيه المجموعة، شأنها مثل الزعامة تحتاج إلى بعض المواهب ولكن هذه المواهب لا تكون هي الشيء الرئيسي في إظهار الصفات، بل أن العلم والخبرة والتجربة والتدرج بالعلاقات والسلوك الإنساني تقدم المساعدة للقائد على أن يتولى مهمة القيادية في مجموعته بطريقة ناجحة.
ويوجد بعض الصفات المشتركة بين الزعامة والقيادة الناجحة، مثل الصفات الشخصية التي تتمثل بالصبر والشخصية القوية والصحة النفسية والذكاء، ولكن نتمكن أن نفصل بين الزعامة والقيادة بأن نقول أن الزعامة هي رئاسة الأفراد والمجموعات وتقديم التوجيه نحو الأهداف والغايات التي يسعى لها الزعيم، بينما القيادة هي توجيه الأشخاص والمجموعات عن طريق التفاعل معها والتأثير فيها نحو أهداف التنظيم.
نظريات القيادة:
1. نظرية السمات:
يرى روّاد هذه النظرية أن الله قد منح القليل من الأفراد بعض الخصائص والسمات والمميزات التي لا يتمتع بها غيرهم من الأفراد، وهذه السمات التي تسمح لهم بقيادة الجماعات والتأثير في سلوك الأفراد فيها. ومن هذه السمات: الذكاء والسرعة البديهة، فصاحة اللسان، الثقة العالية بالنفس، الإيمان بالقيم، المهارة والأداء الجيد، المقدرة على التكيف، الحزم، السرعة في اختيار البديل الملائمة، القدرة على الإقناع والتأثير، الاستعداد الطبيعي لتحمل المسئوليات، الإمكانية على التنسيق وخلق الوحدة وتحقيق الترابط داخل التنظيم.
ومنها أيضًا المهارة في تكوين الاتصالات والعلاقات الحسنة داخل التنظيم وخارج التنظيم، الحكم السليم على الأمور، المقدرة على تمييز الجوانب المجمعة وغير المجمعة للمشكلة، الأمانة والاستقامة، الرشد العاطفي والرشد العقلي، أن يكون لديه دافع الذاتي والعمل والإنجاز، حب العمل والإلمام بجوانبه ونشاطاته، القدرة على فهم الأمور، وأخيرًا المهارة الإدارية وهي القدرة على التصور والمبادرة والتخطيط والتنظيم والتقدير واختيار المرؤوسين وتدريبهم والفصل في منازعاتهم.
ومن الصعب تتواجد كل هذه السمات بطريقة متكاملة في شخص محدّد، وإن كان من المتوقع أن يتوافر بعضها في فرد واحد. وإلى جانب هذه الصفات والسمات يفترض إلمام القادة بعدد من المهارات المكتسية التي ترتبط وتؤثر على القائد وأدائه. ومن هذه المهارات:
- المهارات الفنية: تحتاج معرفة القائد المتخصصة في فرع من فروع العلم و المقدرة على الأداء الجيد في إطار التخصص، وبالإضافة إلى المعرفة الدقيقة ومعرفته بطبيعة المنظمة، وأيضاً قدرته على استعمال الأدوات والأجهزة المتطورة المتاحة في هذا التخصص.
- المهارة الإنسانية: هذه المهارة تعني مقدرة القائد على التعامل مع الأشخاص والمجموعات، عكس المهارة الفنية التي تعني القدرة في التعامل مع الأشياء، فإن إدراك القائد لميول واتجاهات المرؤوسين وفهمه لمشاعرهم وثقته فيهم وتقبله للاقتراحات التي يقدموها وإفساح المجال لهم لإظهار روح الابتكار فيما يقومون به من أعمال، وخلق الإحساس لديهم بالطمأنينة والاستقرار في العمل، وتحقيق طلباتهم وإشباع كل حجاتهم، وجميع هذه الأمور يجب أن تُشكّل جزء من سلوك وتصرفاته اليومية عن طريق التصرفات والتعامل مع المرؤوسين.
- المهارة الذهنية: وتتكون من نوعان:
- المهارة الإدارية: وتكون في قدرة القائد على فهم مهامه، وأمكانياته على توزيع العمل داخل التنظيم توزيعا عادل، والعمل على وضع معدلات ومقاييس للأداء، تحقيق التنسيق بين الأنشطة والوحدات المتنوعة كاملة، تجهيز وتطوير الموارد البشرية، تبسيط السبب والإجراء والقيام بعملية الرقابة التحقق من إنجاز الأعمال على أفضل وجه.
- المهارة السياسية : وتكون في إمكتنية القائد على تبصر لمصالح العام والأهداف العامة للبلد، الارتباط بالأنظمة العامة والربط بين غايات المنظمة وسياساتها وبين غايات والسياسات الدولة والمجتمع، والتنسيق بين الاتجاهات والضغوط المختلفة الموجودة بالمجتمع وبين عمل المنظمة.
- المهارة الإدارية: وتكون في قدرة القائد على فهم مهامه، وأمكانياته على توزيع العمل داخل التنظيم توزيعا عادل، والعمل على وضع معدلات ومقاييس للأداء، تحقيق التنسيق بين الأنشطة والوحدات المتنوعة كاملة، تجهيز وتطوير الموارد البشرية، تبسيط السبب والإجراء والقيام بعملية الرقابة التحقق من إنجاز الأعمال على أفضل وجه.
2. نظرية الموقف:
إن السمات والمهارات اللازم تواجدها في القائد تعتمد بدرجة كبيرة على الموقف الذي يعمل فيه، وعلى المكان القيادي الذي يمثّله، فرئيس مصلحة حكومية يجب أن يملك إلى مهارات وقدرات تكون متنوعة عن التي يجب أن يملكها القائد العسكري في الميدان، وهذا يتطلب مهارات وقدرات تختلف عن التي يحتاجها قاریء آخر في مكان آخر. والتنظيم الواحد فإن الاختلاف في المستويات الإدارية يسبب باختلاف سمات القيادة اللازمة في كل مستوى، فالقائد الإداري في قمة الهيكل التنظيمي يحتاج إلى مهارات وقدرات تختلف عن تلك التي يحتاجها مدير إدارة أو رئيس قسم.
فنظرية الموقف هي التي تربط بين السمات والصفات للقائد والموقف الإداري الذي يعمل عن طريقه، فهي لا تنتكر ما تحتاجه القيادة من صفات وخصائص ولكن يتم ربطهما بالظرف الذي يعيشه القائد، وبالموقف الإداري الذي يواجهه على أساس أن عوامل الموقف والمتغيرات المرتبطة به، هي التي تعمل على تحديد الصفات التي تبرز القائد وتعمل على توفير القيادة الفعّالة.
3. النظرية التفاعلية:
وهي نظرية تركز على الجمع بين النظرتين سالفتين الذكر، نظرية السمات ونظرية الموقف، فالقيادة الناجحة في هذه النظرية لا تقوم على الصفات التي يتمتع بها القائد في موقف محدد، ولكن تعتمد على قدرة القائد في التعامل مع أفراد الجماعة، فالصفات التي يملكها قائد محدد مثل أن يكون ذكي وسريع البديهة وحازم ويمتلك المهارة الإدارية والفنية التي اكتسبها لا تكون كافية لظهور القائد، بل لا بدَّ من اقتناع المجموعة بهذه الصفات والقدرات.
والقائد الناجح هو الذي يستطيع أن يحدث التفاعل ويخلق التكامل مع أفراد الجماعة، وهذا لن يتم إلا بمعرفة القائد لمشاكل الجماعة ومتطلباتهم ثم العمل على حل هذه المشاكل وتحقيق هذه الاحتياجات، وتعتبر هذه النظرية أكثر واقعية وإيجابية في تحليل الخصائص القيادية الإدارية. وبناءً على هذه النظرية تعتبر القيادة العملية تفاعل اجتماعي، تتحدّد خصائصها بناءً على أبعاد ثلاثة هي: السمات الشخصية القائد، عناصر الموقف واحتياجات وخصائص الجماعة.