معالجة الحوادث والأمراض في بيئة العمل من قبل إدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


بعد تحديد مصدر حادث العمل وأمراض العمل، يصبح بعدها القدرة على تحديد العلاج الملائم لها، والذي يتمثل بعدد من الطرق والأدوات الفنية والإدارية التي يمكن عن طريقها التحكم بشكل نسبي على المخاطر الموجودة في بيئة العمل.

معالجة الحوادث والأمراض في بيئة العمل من قبل إدارة الموارد البشرية

يجب توفير مكان عمل آمن يتمتع بمستوى عالي من السلامة والصحة، بطريقة تحقق للعناصر البشرية القيام بمهامها وهي تتمتع بالاطمئنان، يجب أن يتم اختيار الطريقة والأداة المناسبة للتحكم بحوادث العمل، يوجد اختلاف بين منظمات الأعمال، ومن مهمة عن أخرى المنظمة ذاتها، وهذا الاختلاف يعود بسبب نوع المخاطر التي تنتج عنهما، يوجد عدد من الطرق الحماية  بناءً على معيار مصدر الحدوث، وهما كما يأتي:

أولا طرق التحكم بالحوادث والأمراض التي تحصل بسبب بيئة عمل مادية

هذه الطرق تتضمن عدد من الطرق المختلفة بناءً على المخاطر المطبقة فيها، وهذه الطرق كما يأتي:

  • توفير الإضاءة الملائمة: توفير الإضاءة الملائمة تحتاج تصميم نظام صحيح يقوم به مختصين بمقدار الإضاءة التي يجب أن تتوفر لكل نوع من أنواع المهام، يوجد مهام تتطلب إضاءة قوية ومركزة على مساحة محددة مثل أي مهمة دقيقة، في حين يوجد هناك مهام أخرى لا تحتاج هذه الإضاءة.

ويجب عند تصميم نظام الإضاءة أن يتم دراسة توزيع الضوء بالطريقة الملائمة لموقع العمل، وأن لا يكون مساحات لا يصلها الضوء بطريقة جيدة، بينما مساحات أخرى يصلها الضوء بقوة، في الحالتين يكون تعب للعين، وتقليل القدرة على العمل، إذًا نظام الإضاءة الجيدة يرفع من مستوى القدرة على العمل والإنتاج وحماية العين من التعب والضعف.

  • توفير درجة حرارة ملائمة: تظهر أهمية توفير درجة حرارة ملائمة في موقع العمل، وخاصة في الصناعات التي يكون طبيعة العمل فيها يتطلب حرارة عالية مثل أفران الزجاج وغيرها، أو المنظمات التي تقوم بالمهام في جو بارد مثل استخراج المواد الخام من باطن الأرض.

في مثل هذه الظروف أصبح التبريد المركزي والتدفئة المركزية ليحمي العنصر البشري من الأمراض التي قد تصيبهم من ارتفاع الحرارة أو انخفاضها، وبعض المنظمات لا تعير أي اهتمام للتبريد صيفًا اعتقادًا منها أن الجو الحار لا يسبب المرض الذي قد يحدثه البرد؛ وهذا الظن خاطئ قد تسبب درجة الحرارة العالية توتر أعصاب وعصبية للعنصر البشري.

  • تنظيم ساعات العمل: كل عنصر بشري يعمل ومهما كانت نوعية العمل الذي يقوم به سوف يحتاج لمدة زمنية حتى يتوقف عن العمل خلال ساعات العمل الرسمية، حتى يأخذ الراحة ويقوم بتجديد طاقاته، فالإرهاق والتعب في العمل يعرضان العنصر البشري لحوادث أو إصابات متوقعة، الإرهاق المهني بسبب ضغوط العمل الدائم، يسبب التعرض للذبحة الصدرية، وكذلك المهام العضلية تعرض صاحبها لضرر فسيولوجي مثل ألم الظهر، كسور أو رضوض؛ لذلك يجب أن يتم تحليل طبيعة العمل لحماية العنصر البشري.
  • ترتيب مكان العمل: عندما يكون مكان العمل نظيف ولا يوجد فيه أوساخ أو أي نوع من أنواع المخلفات ووجود مساحة تتيح الحركة بطريقة مريحة، والجدران ذات ألوان مريحة للعين والمكاتب مريحة للجلوس، وهذا يتيح فرصة لزيادة قدرة العنصر على العمل وحبّه، وتحمية من التعرض لبعض الأخطار التي تنتج عن مخلفات الإنتاج والتي تنتج عن المكان الضيق.
  • معالجة الضجيج: يتم التصرف مع الضوضاء العالية لكي يتم تقليلها للحد المسوح به دوليًا، والحفاظ على السمع وعدم توتر الأعصاب، باستخدام كل من الطرق التالية:

1. القيام بعزل الأثاث الذي ينتج عنه صوت عالي في مواقع محددة في المنظمة.

2. استخدام أدوات عازلة للصوت يتم تغليف الجدران والأسقف.

3. تركيب أجزاء ميكانيكية على الأجهزة التي ينتج عنها صوت مرتقع.

4. عزل مكتب الإدارة عن مواقع الإنتاج أي عزل جميع الأنواع المهام الذهنية والمكتبية وعزلها عن مواقع الضوضاء.

  • تنقية الهواء الداخلي: تلوث الهواء في موقع العمل يعتبر احد مصادر انتشار الكثير من الأمراض المعدية والتقليل من درجة تلوث الهواء ومنع تجاوزها للحد المسوح به، وينصح بما يأتي:

1. تجديد الهواء الداخلي كل مدة زمنية.

2. منع التدخين.

3. تركيب فلاتر لتنقية الهواء باستمرار.

4. عزل الأنشطة التي تسبب تلوث عالي عن الأنشطة الأخرى.

رفع كفاءة أعمال الصيانة الفنية: يتم هذا عن طريق استعمال خبراء فنيين أصحاب الاختصاص في صيانة المعدات التي يتم استخدامها في المنظمة، القيام بالصيانة بشكل مستمر للتحقق من سلامة التجهيزات، تبديل الأجهزة القديمة التي تمثل خطر على من يستخدمها بأجهزة جديدة، القيام بقياس بطريقة دائمة بسبب تلوث الهواء والضجيج للحد المسموح به.

  • استخدام أدوات ومعدات الحماية اللازمة: تختلف هذه الأدوات من عمل لآخر بناءً على نوعية الخطر ومصدره، من هذه الأدوات:

1. أجهزة الإطفاء والحرائق التي تعمل بطريقة تلقائية عند حصول حريق.

2. استعمال ألبسة واقية منها الأقنعة التي يصدر عنها إضاءة قوية، خوذة للرأس، الكمامات، المقاعد المريحة والتي تساعد في الجلوس لمدة طويلة.

3. استعمال أجهزة الإنذار في بيئة العمل للتنبيه.

ثانيا طرق التحكم بالحوادث والأمراض التي تحصل بسبب بيئة العمل النفسية والاجتماعية

يوجد طرق والتي عن طريقها يتم تحسين المناخ الاجتماعي والنفسي في موقع العمل، والتي تحكم السيطرة على المخاطر التي تحصل بسبب هذه البيئة، وهذه الطرق يتم تحديدها بعد قيام إدارة الموارد البشرية بقياس درجة الرضا الوظيفي والروح المعنوية، تحليل وتقييم النتائج، لسد الثغرات التي نتج عنها عدم الرضا، والتي تسببت ببعض الحوادث والأمراض، ومن هذه الطرق التي يتم استخدامها:

  • توفير الأمان الوظيفي والتخلص من الخوف من الاستغناء عنهم.
  • تبني مبادئ الديموقراطية أي الإدارة بالمشاركة أي أن يكون للموارد البشرية دور في تخطيط العمل واتخاذ القرارات.
  •  توفير عنصر الإثارة والتحدي في العمل.
  • توفير العدالة في المعاملة بين الموظفين.
  • توليد شعور بأن أهم عنصر عمل في المنظمة هو المورد البشري وهو أساس اهتمام الإدارة.
  • القيام بحل الخلافات التنظيمية بين الموارد البشرية.
  • القيام باتباع أسلوب الاتصال المفتوح.
  • توفير الفرص للعنصر البشري في إظهار قدراته الذهنية والجسدية.
  • توفير حوافز متنوعة تحقق رغبات العنصر البشري.
  • توفير مستوى من الحرية والاستقلالية لممارسة العمل.

وأخيرًا نستنتج أنه عند قيام إدارة الموارد البشرية بتحليل العمل وتحديد طبيعته سوف يتبين لها بيئة العمل المادية وبيئة العمل النفسية، التي يمكن أن تكون أحد أسباب تعرض العنصر البشري للمرض أو الحادث خلال العمل، وهذا يتطلب منها القيام باتخاذ الإجراء الملائم لعلاج هذه الحوادث بطريقة مسبقة قبل حدوثه.


شارك المقالة: