هل البوتاسيوم يخفض ضغط الدم

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن اتباع نظام غذائي عالي بالملح يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. وهذا يعني أن استهلاك مستويات البوتاسيوم بكميات كافية قد يكون بنفس أهمية الحفاظ على ضغط دم صحّي.

ارتفاع ضغط الدم هو مرض قاتل صامت. في جميع أنحاء العالم، فإنّه يُؤثّر على ما يُقدّر بمليار شخص. حوالي 75 مليون من هؤلاء يعيشون في الولايات المتحدة، ويبلغ مجموعهم حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص. تحسب منظمة الصحّة العالميّة (WHO) أن ارتفاع ضغط الدم هو سبب في 51 في المائة من الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية و 45 في المائة من وفيات أمراض القلب.

لقد أثبتت الدراسات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة أن تناول نظام غذائي غني بالملح (وبالتالي الصوديوم)، مثل النظام الغذائي الغربي القياسي، يُمكن أن يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. تناول كميات كبيرة من الصوديوم ليس هو العامل الغذائي المهم الوحيد، البوتاسيوم لديه أيضاً دور حيوي تلعبه.

أهمية البوتاسيوم للجسم

البوتاسيوم، ضروري للأعصاب لنقل الرسائل ولتقلّص العضلات. يُحافظ على نبضات القلب ويُساعد على شحن المواد الغذائية إلى الخلايا وإزالة النفايات الخلوية. البوتاسيوم يُساعد أيضاً في الحفاظ على صحّة العظام ويقلل من خطر حصى الكلى.

إن انخفاض تناول الصوديوم هو وسيلة مهمة لخفض ضغط الدم، لكن الأدلة تُشير إلى أن زيادة البوتاسيوم الغذائي قد يكون له تأثير مهم على تنظيم ضغط الدم.

كيف يساهم البوتاسيوم في خفض ضغط الدم

نعم، يمكن أن يساعد البوتاسيوم على خفض ضغط الدم. يُعدّ البوتاسيوم معدنًا ضروريًا يلعب دورًا هامًا في العديد من الوظائف الحيوية للجسم، بما في ذلك تنظيم ضغط الدم. فكيف يعمل البوتاسيوم على خفض ضغط الدم؟

  • توسيع الأوعية الدموية: يساعد البوتاسيوم على استرخاء عضلات جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى توسيعها. يُساعد ذلك على تدفق الدم بسهولة أكبر، مما يُقلل من الضغط على جدران الأوعية الدموية.
  • إخراج الصوديوم من الجسم: يتنافس البوتاسيوم والصوديوم على نفس ناقلات الأيونات في الجسم. عندما يتمّ تناول كمية كافية من البوتاسيوم، يُساعد ذلك على إخراج الصوديوم الزائد من الجسم، مما يُقلل من احتباس السوائل ويُخفف من ضغط الدم.

الدراسات العلمية:

تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن تناول كمية كافية من البوتاسيوم يمكن أن يُساعد على خفض ضغط الدم، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

أمثلة على الدراسات:

  • دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للقلب (https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/HYP.0000000000000065): وجدت الدراسة أن تناول كمية كافية من البوتاسيوم قلل من ضغط الدم الانقباضي بمقدار 4 ملم زئبقي وضغط الدم الانبساطي بمقدار 2 ملم زئبقي لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
  • دراسة نُشرت في مجلة “المجلة الأمريكية لطب ارتفاع ضغط الدم” (https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/HYPERTENSIONAHA.123.20545): وجدت الدراسة أن تناول مكملات البوتاسيوم قلل من ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملم زئبقي وضغط الدم الانبساطي بمقدار 2 ملم زئبقي لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

ما هي الكمية الموصى بها من البوتاسيوم؟ تُوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بتناول 4700 ملليغرام من البوتاسيوم يوميًا للبالغين.

ما هي الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم

تتواجد العديد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، تشمل:

  • الفواكه:الموز، البرتقال، المشمش، الأفوكادو، الكيوي، التوت، البطيخ.
  • الخضروات:البطاطا الحلوة، السبانخ، البروكلي، الطماطم، الفاصوليا، الفطر.
  • البقوليات:الفاصولياء السوداء، العدس، الحمص، فول الصويا، نخالة القمح.
  • المكسرات:اللوز، الجوز، الكاجو، الفول السوداني.
  • البذور:بذور اليقطين، بذور دوار الشمس، بذور الكتان.
  • الأسماك: السلمون، التونة، الماكريل، السلمون.
  • منتجات الألبان: الحليب الخالي من الدهون، الزبادي، الجبن.
  • البيض.
  • الفطر.

هناك عدداً من الدراسات السكانية التي أظهرت أن ارتفاع البوتاسيوم في الغذاء، حسب تصنيف إفراز البول أو الاسترجاع الغذائي، يرتبط عموماً بانخفاض ضغط الدم، بغض النظر عن مستوى تناول الصوديوم. وأعطت دراسات أُخرى تبحث على وجه التحديد في مكملات البوتاسيوم نتائج مماثلة.

بعد الدراسات السكانية، يبدو أن الجسم يستخدم الصوديوم لمراقبة مستويات البوتاسيوم في الدم. استنتاجها باختصار هو أن البوتاسيوم أمر حيوي للحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي. لا يزال الصوديوم لاعباً رئيسياً، لكن مجرد تقليل تناول الملح وحده قد لا يكون كافياً للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.

إن رفع مستويات البوتاسيوم في النظام الغذائي سيتطلب جهداً واعياً. مع تطور البشر، أصبحوا يتناولوا قدراً كبيراً من الفواكه والخضروات والفاصوليا البيضاء والحبوب، وكلها توفّر كميات وفيرة من البوتاسيوم. ومع ذلك، كان الصوديوم أقل سهولة في الوصول إليه، وبالرغم من ذلك، فقد تطوّرنا لتزيد رغبتنا بتناول الملح.

في الوقت نفسه، انخفضت مستويات البوتاسيوم في وجباتنا الغذائية بشكل لا إرادي لأننا نبتعد عن الفواكه والخضروات الطازجة.


شارك المقالة: