أعراض حساسية القمح وعلاجه

اقرأ في هذا المقال


ما هو تحسس القمح وكيف يحدث؟

التحسس من القمحيّات ما يُعرف أيضاً ب(celiac disease)، هو مرض مِعَوي ذو أصول مناعيّة، إذ يهاجم جهاز المناعة مُركَّب الجلوتين الموجود في القمحيات كالخبز والبسكويت وغيرها من مشتقات القمح، بالإضافة إلى مهاجمة بروتينات أخرى موجودة في حبوب أخرى غير القمح كالشعير والشوفان ومشتقاتها الغذائيّة.

يؤدّي هذا الهجوم المناعي إلى حصول التهابات مُزمنة في الأمعاء الدقيقة تؤدي إلى انكماش الخَمَلات المَعويّة وانبساط سطح الأمعاء وبالتالي تؤدي إلى فقدانها قدرتها الوظيفيّة المميّزة على الإمتصاص الفعّال للعناصر الغذائّية المتنوعة.

وعادةً ما يظهر هذا المرض في مرحلة الطفولة، إلّا أنّ هناك العديد من الحالات المسجّلة عند البالغين، وبشكل عام يكون عدد الإناث المصابات نحو ضِعف عدد الذكور.

إنّ تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة القمحيات يؤدي إلى تكوين المريض لأجسام مضادة ضد مادة القمح إضافة إلى بعض مكونات الأنسجة في الأمعاء الدقيقة.

يُعدُّ تكوّن مثل هذه الأجسام المضادة في دم المريض نقطة البداية في تطوّر هذا المرض، وقد يسبق وجودها ظهور الأعراض بعدة سنوات.

وتُفضي حالة الإلتهاب التي تنجم عن هذا التحفيز المناعي إلى انكماش الخملات المعوية وحدوث التغيّرات النسيجيّة المُميزة لهذا المرض ومن ضمنها انبساط السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة.

أعراض مرض تحسس القمح

عند بلوغ المريض مرحلة ظهور الأعراض، فإنّ مريض التحسس من القمحيات يمكن أن يتعرّض لواحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • الشعور الدائم بالإرهاق.
  • الإسهال المزمن.
  • فقدان الوزن.
  • فقر الدم.

وعليه فإنّ على المرء ألّا يهمل أي من الأعراض السابقة، وأن يراجع الطبيب المختص في حال الإشتباه بالإصابة بمرض التحسس من القمحيات.

ما هي الأمراض المتعلقة بتحسس القمح

من الجدير بالذكر بأنّ مريض حساسية القمح يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بمجموعة من الأامراض ذات الأصول المناعيّة، ومنها:

  • مرض عدم إنتاج الأجسام المضادة من نوع (IgA).
  • مرض السكري من النوع الأول.
  • أمراض الغدة الدرقية المناعية.
  • الحُمّى الذؤابية.

ينصح المختصون بالقيام بالفحوصات المخبرية والنسيجية لمرض التحسس من القمحيات وبخاصة للأطفال الذين يعانون من بطء في النمو وخصوصاً الحالات المصحوبة بالإسهال المزمن، كما يجدر بالبالغين الذين يعانون من الإعياء وفقر الدم المزمن غير معروف السبب التحقق من احتمالية إصابتهم بمرض التحسس من القمحيات من خلال إجراء الفحوصات الخاصة بالمرض.

ما هي الفحوصات التي تشخص الإصابة بحساسية القمح

يتم التأكد من الإصابة بالمرض عن طريق أخذ خزعة من الأمعاء للبحث عن التغيّرات النسيجية التي ترافقه، ومن أهم الفحوصات المخبرية المساعدة الدارجة حالياً للكشف عن مرض التحسس من القمحيات ما يلي:

  • فحص الأجسام المضادة من نوع (IgA) الموجهة ضد الإنزيم المُعدّل للغلوتامين: يُعتبر هذا الفحص الأكثر أهميّة لكونه أكثر دقة وحساسية في الكشف عن المرض، ويمكن استخدامه أيضاً لغايات متابعة العلاج، إذ تُعتبر انخفاض كمياته في الدم مؤشراً لنجاح العلاج وتحسّن حالة المريض الصحيّة.
  • فحص الأجسام المضادة من نوع (IgA) الموجهة ضد غمد الّليف العضلي للأمعاء، على الرغم من كون هذا الفحص أقل دقّة وحساسية سابقه، إلا أنّه يكون مفيداً في تأكيد تشخيص الحالات المرضيّة التي تكون فيها نتائج فحص الأجسام المضادة للإنزيم المُعدّل للجلوتامين غير حاسمة ومُحيّرة.
  • الأجسام المضادة لمادة الغليادين القمحية: وهو أقل الفحوصات المخبرية الثلاثة دقة وحساسية للكشف عن المرض، ولذلك فإنّ استخدام هذا الفحص لغايات التشخيص في تناقص مستمر لدرجة أنّ بعض الجهات الطبيّة الرفيعة المستوى باتت توصي بعدم استخدامة كلياً لقلة جدواه مقارنة بالفحوصات الأخرى المعمول بها حالياً.

أهمية إجراء الفحوصات

وجد العلماء أنّ مرضى التحسس من القمحيات هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض عدم إنتاج الأجسام المضادة من نوع (IgA)، وبناء على ذلك، فإنّ إجراء فحص كميّة الجسم المضاد (IgA) في دم مرضى التحسس من القمحيات على درجة من الأهميّة لأنّ غيابه يمكن أن يكون سبباًَ في فشل التشخيص بالمرض.

ولتجاوز هذه المشكلة، وفي حال معاناة المريض من عدم إنتاج الجسم المضاد (IgA)، يُنصح بإجراء الفحوصات المخبرية الثلاثة السابقة الذكر بالنظر إلى الأجسام المضادة (IgG)بدلاً من (IgA).

كيفية علاج حساسية القمح

علاج التحسس من القمحيات فيمكن بالإبتعاد عن تناول القمحيات ومشتقاتها كالخبز والكعك والبسكويت والمعكرونة، إذ أنّ الإبتعاد عن تلك المأكولات كفيل بإعادة الأمعاء الدقيقة إلى شكلها الإعتيادي وعملها الطبيعي.

ومن المعروف أنّ مرضى التحسس من القمحيات هم أكثر عرضة للإصابة ببعض السرطانات وخصوصاً سرطان ليمفوما الخلايا التائية، وعليه فإنّ اتبّاع الحمية المناسبة والإبتعاد عن تناول القمحيات تقلل من احتمال الاإصابة بتلك الأمراض الخبيثة، كما تحسّن من أداء الجهاز الهضمي ممّا ينعكس إيجاباً على قدرة المريض على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لحمايتهم من أمراض فقر الدم الناجمة عن نقص امتصاص الحديد والفيتامينات المتنوعة.


شارك المقالة: