نظرية الجاذبية والكون

اقرأ في هذا المقال


ما هي علاقة الجاذبية الأرضية بالكون؟

بالرغم من اكتشاف النسبية الخاصة وحتى قبل ذلك فإن نظرية نيوتن فيما يخص الجاذبية الأرضية كانت تفتقر إلى أمر مهم جداً؛ أي أنها وعلى الرغم من إمكانية استخدامها لإجراء تنبؤات ذات دقة عالية عن الطريقة التي تتحرك بها الأجسام تحت تأثير الجاذبية، لكنها لا تعمل على تقديم نظرة قوية وثاقبة عن معنى الجاذبية، والأمر الذي ليس من الممكن تخيله هو أن مادة جامدة أو غير حية تعمل على التأثير في مادة أخرى ومن غير وساطة من أي شيء آخر ليس مادياً ويكون هذا التأثير من دون اتصال متبادل.
وتكون هذه الجاذبية شيء فطري متأصل ورئيسي في المادة، لدرجة أن أحد الأجسام يعمل على التأثير في جسم آخر خلال الفراغ ومن غير أن يكون هناك تدخل من أي شيء آخر حيث من الممكن بواسطته أو من خلاله أن ينتقل فعلهما وقوتهما من واحد إلى آخر للجاذبية الأرضية، كما يوجد عامل يعمل على التأثير بشكل مستمر بالاعتماد على قوانين معينة سواء أكان هذا العامل مادي أو غير مادي، وهذا يعني أن العالم نيوتن وافق على وجود الجاذبية وعمل على تطوير معادلات تصف تأثيراتها بشكل دقيق لكنه لم يعمل على تقديم أية نظرة دقيقة في آلية عملها بالفعل، كما أنه قام بإعطاء كتيب التشغيل للجاذبية وقام برسم الخطوط الأساسية لكيفية استخدامها.
تلك الخطوط هي عبارة عن التعليمات التي استعملها الجيولوجيون والفيزيائيين وأيضاً عمل بها الفلكيون والمهندسون بشكل ناجح وقاموا برسم مسارات وطرق الصواريخ إلى القمر والمريخ والكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، كما تم استعمال هذه الخطوط للتنبؤ بعمليات الخسوف والكسوف والتنبؤ بحركة المذنبات، لكنه لم يشمل الأمور الداخلية التي تخص الجاذبية الأرضية وهي في غموض تام، لذلك أيقن العالم أينشتاين أنه ومع مرور مئات السنين على التأكيدات التجريبية لنظرية نيوتن، إلا أن النسبية الخاصة معناها بشكل واضح هو أن نظرية نيوتن قد انكسرت وإذا أردنا إصلاحها فإنها تحتاج إلى معلومات دقيقة عن الجاذبية الأرضية وطبيعتها بشكل كلي.
خلال عام 1907 حيث كان مستغرقاً في التفكير تمكن من الوصول إلى فكرة رئيسية مما أوصلته إلى نظرية جديدة للجاذبية الأرضية وهذه الفكرة ستعيد صياغة فكرة الجاذبية بشكل كامل والأهم من ذلك ستكون متوافقة بشكل تام مع النسبية الخاصة.


شارك المقالة: