ما لا تعرفه عن كوكب عطارد:
عطارد هو أسرع الكواكب على الإطلاق يقع في أقصى الداخل يبلغ قطره 4878 كيلو متر أي أنه قريباً من حجم القمر، وهو مثل القمر يقوم بامتصاص أغلب ضوء الشمس الواقع عليه عاكساً فقط حوالي 6% إلى الفضاء الخارجي وهذه هي صفة الأجسام الصخرية تلك التي تفتقر إلى الغلاف الجوي، وبالمقارنة فإن أحد اقمار زحل الجليدية تعكس أكثر من 60% من الضوء الذي يسقط فوقه، ونظراً لقرب كوكب عطارد من الشمس فإن مشاهدته بواسطة منظار أرضي (منظار موجود على الأرض) صعبة جداً وأول لمحة جيدة لهذا الكوكب كانت خلال عام 1974 ميلادي عند مرور مارينر 10 مسافة تبعد 800 كيلو متر من سطح هذا الكوكب.
وقد ظهر تشابه كبير بين كوكب عطارد والقمر للوهلة الأولى ويعود السبب في ذلك إلى الصور الواضحة التي تم ارسالها بالراديو إلى الأرض، وفي الواقع أن التشابه كان كبيراً جداً لدرجة أن علماء هذا المشروع أوضحوا بأنه يمكن استبدال هذه الصور بصور الوجه الخلفي للقمر دون اكتشاف الفرق من قبل العاملين على هذه الصور، ولدى كوكب عطارد مناطق مرتفعة تكون ذات فوهات كثيفة مثل القمر ومناطق ذات تضاريس ممهدة تشبه منخفضات القمر، إلا أنه خلافاً للقمر فإن عطارد يعتبر كوكب كثيف جداً مما يعني أن هذا الكوكب يحتوي على لب حديدي ربما أكبر من لب الأرض إضافة لذلك فإن عطارد يحتوي على واجهات جبلة طويلة جداً تمتد عبر السهول والفوهات.
ويرى البعض أن هذه الواجهات الجبلية من الممكن أن تكون قد تشكلت بسبب قصر في طول القشرة الكوكبية، حيث أنه تعرض للبرودة والتقلص، والفترة العادية للنهار والليل الخاصة في كوكب عطارد تستمر لمدة 88 يوم، ويعود السبب في هذا إلى انخفاض في درجة الحرارة الليلية لتصل إلى 173 درجة مئوية وتزيد درجة الحرارة عند منتصف النهار عن 427 درجة مئوية وهي حرارة كافية لصهر القصدير والرصاص أيضاً، وفروق درجات الحرارة هي أكبر على كوكب عطارد منها على أي كوكب آخر وفرص الحياة عليه حسب معرفتنا تكون معدومة.
لذلك رأى الجيولوجيين بأن الكوكب هذا (كوكب عطارد) لا يمكن العيش عليه فهو يفتقر للكثير من مسببات الحياة وما زالت الدراسات الجيولوجية كثيرة وقائمة عن كوكب عطارد وغيره من الكواكب الأخرى.