ما هي بنيات الصخور الغرانيوليتية؟
عكف الكثير من علماء الجيولوجيا على دراسة بنيات الصخور الغرانيوليتية (مثل العالم الجيولوجي بينس، كريتنز، سبراي، مور، وفينكلر)، ومن هذه الدراسات ما يعتمد على الناحية الوصفية فقط، كتصنيف كوليرسون ومنها ما يرتبط بالمنشأ، أما الدراسات التي تتعلق بالناحية الوصفية نذكر منها ما يلي:
- بنية حبيبية لدنة: حيث تكون الحبيبات ذات مقاييس متساوية؛ أي صغيرة بقطر أصغر من 1 ملي متر وأضلاعها مستقيمة أو منحنية.
- بنية حبيبة لدنة متطاولة: تكون الحبيبات غير متساوية؛ أي أنها تكون ذات قطر محصور بين 1 ملي متر و1 سانتي متر، وتكون الأضلاع مضمومة اكليلية فصية أو مسننة.
- بنية عصوية: وهنا تكون الحبيبات غير متساوية وذات قطر كبير يزيد عن 1 سانتي متر والأضلاع، قد تكون متطابقة أو غير متطابقة.
وقد ميز الجيولوجيين من الناحية المنشئية بنية حبيبية لدنة أو حيث تكون أطراف الحبيبات منحنية بعض الشيء متطاولة كثيراً أو قليلاً، وقد يبدي الصخر نوعاً من التطبق أو التطاول؛ بسبب وجود بعض الفلزات الخاصة مثل الكوارتز المتطاول أو المتسطح، وغالباً ما تكون هذه الصخور ذات أصل رسوبي والثانية هي حالة خاصة من الأولى، حيث يقل انحناء الأحرف وتتشكل الزوايا.
وقد تكون الحبيبات متساوية الحجم (بنية متساوية) ذات أحرف مستقيمة، ويخلو الصخر حينها من أي نوع من التطبق؛ لأن الفلزات تكون مبعثرة بشكل عشوائي، ولا تبدي أي نوع من التطاول وهي كثيرة في الصخور الغرانيوليتية من أصل ماغماتي اندفاعي.
وتنتج من التفاعلات الرجعية الثانوية بين فلزات الصخور الغرانيوليتية، بحيث يتشكل لدينا عدة حلقات دائرية ذات تركيب مختلف عن الفلزين المتفاعلين، وهي تميز الصخور الغرانيوليتية ذات الضغط العالي.
ما هي بنيات الصخور فوق الأساسية – البيريدوتيتية؟
نظراً لأهمية الكمبرليت (kimberlite) باعتباره المصدر الرئيسي للماس، فإن المكتمنات البيريدوتيتية التي كانت تصعد إلى سطح الأرض بواسطة الاندفاعات الكمبرليتية كانت موضوع دراسة معدنية وجيوكيميائية مفصلة، أما الدراسات البنيوية فلم تكن إلا بدائية.
ولكن خلال العصور القديمة وخاصة في الستينيات تم اظهار أهمية هذه المتمكنات كشواهد على صخور الغطاء العلوي وفهم الحوادث الجيولوجية التي تحدث على مستواه، ولذلك فإن دراسات بنيوية تفصيلية أخذت تظهر متناولة بشكل رئيسي التشوهات البلاستية والبنيات الميكرو تكتونية على عينات من مناطق مختلفة من العالم.
ومن هذه الدراسات هي الدراسات التي حدثت في عام 1972 على المتمكنات الصاعدة بواسطة البازلت، ودراسات عام 1975 على المتمكنات الصاعدة بواسطة الكمبرليت (صخور بركانية)، وكذلك دراسات على البيرودوتيت الكتلي من النوع الألبي، إن هذه الدراسات التي تم القيام بها من قبل مدارس مختلفة من الطبيعي تقود إلى اختلافات فيما يتعلق بتصنيف وتسمية البنيات الميكرو تكتونية لهذه الصخور.
ولذلك فقد تم عقد عدد كبير من العلماء اجتماعاً في حزيران لعام 1975 في أمريكا ناقشوا فيه مشكلة تصنيف وتسمية هذه البنيات، وبنتيجة النقاش قام العالم HART في عام 1977 بنشر النتائج التي تم التوصل إليها، وبما أن المعايير التي استعملت هي وصفية بحتة فقد فضلنا على ذلك التصنيف الذي يميز صخراً قليل التشوه وصخراً شديد التشوه.
وهذا التصنيف يتميز بأنه يجمع بين المعايير الوصفية (أبعاد وشكل الحبيبات، أحرف البلورات) والمعايير البنيوية (درجة إعادة التبلور للفلزات، شدة التخلعات، التوجة المفضل) والمعايير البتروغرافية، وها التصنيف يميز بين أربعة أنواع من البنيات وهي: مدورة ذات حبيبات كبيرة، مائدية ذات حبيبات كبيرة، بورفيرية كلاستية، وأشكال أخرى مميزة، وفيما يلي توضيح لهذه البنيات:
- البنية المدورة كبيرة الحبيبية: يكون المعامل الحبيبي كبيراً جداً وبشكل عام لا يكون هناك؛ أي تشوه سطحي أو تخطط وعلى العكس يكون شكل الفلزات غير منتظم في شريحة رقيقة.
ولا نرى إلا طوراً واحداً من الأوليفين والانستاتيت اللذين يمثلان فلز البيريدوتيت الرئيسي، التوجه المفضل للأوليفين والأنستاتيت يكون مائلاً على البنيات. - بنية مائدية ذات حبيبات كبيرة: تختص هذه البنية بمكتمنات الكمبرليت ولكنها وصفت حديثاً بمكتمنات البازلت، يكون المعامل الحبيبي مساوياً لنظيرة في البنية الدائرية السابقة (أكبر من 1 ملي متر)، ولكنها تبدي نوعاً من التورق والتخطط بشكل واضح، وذلك نتيجة لتطاول أو تسطح فلزات الصخر (أوليفين، أورتوبيروكسين) ذات الأحرف المستقيمة.
- بنية بورفية كلاستية: يمكن تمييزها من خلال الأوليفين وبشكل خاص على درجة إعادة تبلوره، والتي تسمح بتقدير شدة التشوهات وكذلك على الانستاتيت، يكون الأوليفين البورفيري كلاستي متطاولاً وذو تعتيم متموج وإعادة التبلور يكون أكثر تطوراً.
- بنية بشكل موزاييك (فسيفساء): يكون المرور إلى البنية بشكل فسيفساء من خلال عملية تشتت التوجه التدريجي لتحت الفواصل المتشكلة في الأوليفين والانستاتيت البورفيري المعاصر للتكتونيك.