اقرأ في هذا المقال
- كيف يتم البحث والتنقيب عن المياه الجوفية؟
- دور علماء العرب والمسلمين في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية
كيف يتم البحث والتنقيب عن المياه الجوفية؟
من الجوانب المهمة لدورة المياه فوق الأرض هو تسرب جزء كبير من المياه في التربة والصخور المسامية السطحية إلى أعماق الأرض؛ ليتعمق عن طرق تلك المسامات إلى باطن الأرض ويتجمع في طبقات صخرية محددة تتميز بوجود مسامات ويحيط بها صخوراً مصمتة غير منفذة للمياه، فتتحول تلك الطبقات الصخرية إلى مستودعات عظيمة تحفظ فيها المياه وتعرف باسم المستودع المائي.
يوجد نوعين من أنواع المياه الجوفية، أول هذه الأنواع يقع بالقرب من سطح الأرض ويعرف باسم المياه الجوفية السطحية وهذا النوع يتجدد بشكل مستمر بسبب هطول الأمطار أو بسبب تسرب مياه المجاري المائية أو ذوبان جليد أو امتصاص التربة للرطوبة الجوية، والنوع الثاني يوجد في أعماق الأرض ويعرف هذا النوع باسم المياه الجوفية العميقة، تتكون المياه الجوفية العميقة من عملية تجميع لكيات عظيمة من المياه الناتجة عن تسرب أو تدفق مجاري مائية قديمة وفي الكثير من الأوقات تكون غير قابلة للتجدد وتعرف أيضاً باسم المياه الأحفورية.
في القرون الثلاثة الأخيرة استحدث العلم الحديث الكثير من الطرق التي تسهل البحث والتنقيب عن المياه الجوفية، وهذه الطرق تقوم بالاعتماد على معرفة الخصائص الفيزيائية باستعمال الوسائل المختلفة من الطرق الجيوفيزيائية وأهم هذه الطرق هي طريقة المقاومة الكهربائية والطريقة الزلزالية.
لكن قبل أن يتم تطبيق تلك الطرق كانت أسس البحث والتنقيب عن المياه الجوفية وخلال مراحلها الأولية تعتمد على طرق أخرى ومن أشهرها قياس كمية الرطوبة فوق سطح الأرض وبالإضافة إلى اعتمادها على مجموعة من الظواهر والمظاهر التي من الممكن أن تدل على وجود مياه سطحية أو مياه جوفية في باطن الأرض.
دور علماء العرب والمسلمين في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية:
إن المراحل الأولية في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية في الوقت الحاضر لا تختلف بشكل كبير عن الأساليب والطرق التي اكتشفها علماء العرب والمسلمين منذ عدة قرون، حيث أنهم اعتمدوا على قوة الملاحظة والدقة في اختيار الموقع الذي يجب أن يتم فيه الحفر وصولاً للمياه الجوفية.
حيث أن علماء العرب والمسلمين قد استدلوا على الكثير من العلامات والإشارات بهدف معرفة تواجد المياه الجوفية ووضح المسعودي (الكرخي) الكثير من العلامات والاشارات في كتابه (مروج الذهب) ومنها: أن المياه السطحية يمكن رصدها والوصول إليها عن طريق ملاحظة نباتات القصب حيث أن هذا النبات يمد جذوره إلى مواقع وجود المياه، فوجود هذه النبتة يعتبر دليل للتنقيب عن المياه، وإذا لم يتم العثور على هذا النبات فإننا نعتبر المياه جوفية عميقة.