جموديات جبال الألب في الحقب الرابع:
لقد كانت جموديات جبال الألب تغطي في عصر اتساعها الأقصى جبال الجوار ومنطقة الديفونية والسافوا والسهل السويسري والسهل البافاري وذلك فوق رقعة تزيد عن 150 ألف كيلو متر مربع، وكانت كل تيارات الجليديات المنطلقة من الأودية الكبرى متلاحمة كي تؤلف على طول السلاسل الجبلية نوعاً من جمودية السافح (الصدر) مماثلة لجموديات الآسكا الحالية، وفي مقابل ذلك كانت الجموديات في جبال الألب الجنوبية وفوق السفح الإيطالي كانت تحتفظ بفردياتها بأنها بقيت في المناطق العليا أو عند مخرج الأودية الكبرى.
كما أنه يُمكننا أن نميز في جبال الألب وذلك ابتداءاً من خط موريني للامتداد الأقصى وفي اتجاه داخل السلسلة كما استطعنا أن نميز تعابقاً من أقواس مورينية متصندقة تقابل أدواراً جمودية متأخرة أكثر، وهذه الأدوار هي وذلك انطلاقاً من أقدامها إلى أحدثها (الغونزي، المينديلي، الريسي، الفورمي) وقد اقتبس هذه التسميات العالمان penck وbruckner، وهما الرائدان الكبيران في عم الجموديات الألبية من أسماء أنهار في منطقة الألب البافارية والصوآبية حيث تم اعتماد هذا التعاقب لأول مرة.
ولما كانت مورينات غونز ميندل وريس شديدة الفساد ومحمرة بفعل الحت فهي لا تزال تدعى مورينات قديمة أو خارجية وتتواصل مع المصاطب العليا، أما مورينات فورم وهي أكثر نضارة وقليلة الفساد نسبياً فتدعى مورينات داخلية وهي على علاقة مع المصاطب السفلى، أما في الجزء الشمالي من جبال الألب الفرنسية حيث تمت دراسة الرسوبات بعناية أكبر بكثير، فإن الهجمات الجمودية قد تجلت في ثلاثة نطاقات هي وادي الرون، وادي bievre-valloire (وهو اليوم ميت)، وأخيراً في جنوب وادي إيزير، وكانت الجموديات في امتدادها الأقصى تغطي الهضاب المولاسية أو الكلسية التي تفصل بين هذه المنخفضات.
ولما كانت الموجة الجمودية قادمة من الشمال عن طريق أودية دومب فقد بلغت الحافة الشرقية للماسيف سنترال عند مدينة ليون، وكان السيل الجمودي الذي كان في ذلك العصر ينبثق بين ليون و bourg وفي موقع echets مضطراً ابتداءً من هذه النقطة أن يتجه نحو مكان نهر الساوون الحالي، وثم قليلاً إلى الغرب من مدينة ليون كي يلتحق بوادي الرون الحالي، وقد كانت الجبهة الجمودية محدودة فيما وراء مدينة فيينا بالحافة الشمالية ومن ثم وبعد هجمة جديدة إلى الغرب أصبحت تحد الهضبات.