قصة اختراع الإنترنت

اقرأ في هذا المقال


مقدمة عن الإنترنت:

لقد مكّن الإنترنت الناس من التواصل مع بعضهم البعض بطريقة سهلة وغير مكلفة، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم، يمكن للأشخاص استكشاف الأفكار ومشاركتها والحفاظ على الروابط والشبكات الاجتماعية، يمكن أن تكون التفاعلات الاجتماعية لا تقدّر بثمن لتنمية وتعزيز الثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية، يمكن للإنترنت أن يساعد الأشخاص في تطوير اهتماماتهم والعثور على أشخاص آخرين لهم نفس الاهتمامات.

اليوم نستخدم الإنترنت في كل شيء تقريباً، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، سيكون من المستحيل تخيل الحياة بدونها، يساعد الإنترنت أيضاً في توسيع آفاق الناس من خلال تقديم أفكار جديدة، جعل الإنترنت من السهل إلى حد كبير جمع وتوزيع المعلومات في جميع الأشكال، إنّ التوافر الواسع والفوري لهذا يجعل من الممكن للجميع تحسين معرفتهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص طرح نظريات أو أفكار جديدة على الإنترنت دون الحاجة إلى ناشر ورقي، بالإضافة إلى التعرف على الحضارات المختلفة بكل سهولة ويسر، إنّ الإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة.


قصة اختراع الإنترنت:

بدأ الإنترنت في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاماً كسلاح حكومي في الحرب الباردة لسنوات، استخدمه العلماء والباحثون للتواصل وتبادل البيانات مع بعضهم البعض، قبل وقت طويل من وجود التكنولوجيا لبناء الإنترنت بالفعل، توقّع العديد من العلماء بالفعل وجود شبكات معلومات عالمية، تلاعب نيكولا تيسلا بفكرة “النظام اللاسلكي العالمي” في أوائل القرن العشرين، وقد ابتكر مفكرون ذوو رؤية مثل بول أوتليت وفانيفار بوش أنظمة تخزين آلية وقابلة للبحث للكتب والوسائط في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.

ومع ذلك، فإنّ المخططات العملية الأولى للإنترنت لم تظهر حتى أوائل الستينيات، في أوقات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (J.C.R)، أطلق ليكليدر فكرة “شبكة بين المجرات”من أجهزة الكمبيوتر، بعد ذلك بوقت قصير طوّر علماء الكمبيوتر مفهوم “تبديل الحزمة”، وهي طريقة لنقل البيانات الإلكترونية بشكل فعّال والتي أصبحت فيما بعد واحدة من اللبنات الرئيسية للإنترنت، جاء أول نموذج أولي عملي للإنترنت في أواخر الستينيات من القرن الماضي مع إنشاء شبكة (ARPANET) أو شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، تمّ تمويل (ARPANET) في الأصل من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، واستخدم تبديل الحزم للسماح لأجهزة الكمبيوتر المتعددة بالاتصال على شبكة واحدة.

في 29 أكتوبر 1969، سلّمت (ARPANET) رسالتها الأولى: اتصال “عقدة إلى عقدة” من كمبيوتر إلى آخر، حيثُ (كان الكمبيوتر الأول موجوداً في معمل أبحاث في جامعة كاليفورنيا، والثاني في ستانفورد، وكان كل واحد بحجم منزل صغير) كانت الرسالة – “تسجيل الدخول” – قصيرة وبسيطة، لكنها حطمت شبكة ARPA الوليدة وتلقّى كمبيوتر ستانفورد أول حرفين فقط من الملاحظة.

استمرت التكنولوجيا في النمو في السبعينيات بعد أن طوّر العالمان روبرت كان وفينتون سيرف بروتوكول التحكّم في الإرسال وبروتوكول الإنترنت، أو (TCP / IP)، وهو نموذج اتصالات يضع معايير لكيفية نقل البيانات بين شبكات متعددة، اعتمدت ARPANET بروتوكول (TCP / IP) في 1 يناير 1983، ومن هناك بدأ الباحثون في تجميع “شبكة الشبكات” التي أصبحت الإنترنت الحديث، ثمّ اتخذ عالم الإنترنت شكلاً أكثر تميزاً في عام 1990، عندما اخترع عالم الكمبيوتر تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية، على الرغم من أنّه غالباً ما يتم الخلط بينه وبين الإنترنت نفسه، إلّا أنّ الويب هو في الواقع أكثر الوسائل شيوعاً للوصول إلى البيانات عبر الإنترنت في شكل مواقع ويب وروابط تشعبية.

على عكس التقنيات مثل المصباح الكهربائي أو الهاتف، لم يكن للإنترنت مخترع واحد، كما قد تتوقع لتكنولوجيا توسعية ودائمة التغير، فمن المستحيل أن ينسب اختراع الإنترنت إلى شخص واحد، لقد كان الإنترنت من عمل العشرات من العلماء والمبرمجين والمهندسين الرواد الذين طوّر كل منهم ميزات وتقنيات جديدة اندمجت في النهاية لتصبح “طريق المعلومات الفائق السرعة” الذي نعرفه اليوم، ساعد الويب في نشر الإنترنت بين الجمهور، وكان بمثابة خطوة حاسمة في تطوير مجموعة هائلة من المعلومات التي يصل إليها معظمنا الآن بشكل يومي.

أحداث كانت السبب في اختراع الإنترنت:

ذعر سبوتنيك:

في 4 أكتوبر عام 1957، أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي في العالم من صنع الإنسان إلى المدار، لم يفعل القمر الصناعي المعروف باسم سبوتنيك الكثير، فقد نقل الإشارات الضوئية والصافرات من أجهزة الإرسال اللاسلكية أثناء دورانه حول الأرض، ومع ذلك بالنسبة للعديد من الأمريكيين، كان سبوتنيك بحجم كرة الشاطئ دليلًا على شيء مثير للقلق: في حين أنّ ألمع العلماء والمهندسين في الولايات المتحدة كانوا يصمّمون سيارات أكبر وأجهزة تلفزيون أفضل، هذا ما جعل العلماء يفكرون باختراع شبكة تقوم بجمع المعلومات حول الأمور التقنية، وهي شبكة الإنترنت التي يستخدمها حوالي ثلث سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار شخص.

بعد إطلاق سبوتنيك، بدأ العديد من الأمريكيين في التفكير بجدية أكبر في العلوم والتكنولوجيا، أضافت المدارس دورات في مواد مثل الكيمياء والفيزياء وحساب التفاضل والتكامل، وحصلت الشركات على منح حكومية واستثمرتها في البحث العلمي والتطوير، هذا كله مهّد لاكتشاف أو التوصل للإنترنت، وشكلت الحكومة الفيدرالية نفسها وكالات جديدة، مثل الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ووكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع (ARPA) ، لتطوير تقنيات عصر الفضاء مثل الصواريخ والأسلحة وأجهزة الكمبيوتر ومن ثمّ لاحقاً الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

شبكة ARPAnet:

كان العلماء والخبراء العسكريون قلقين بشكل خاص بشأن ما قد يحدث في حالة وقوع هجوم سوفيتي على نظام الهاتف في البلاد، كانوا يخشون أنّ صاروخاً واحداً يمكن أن يدمر شبكة كاملة من الخطوط والأسلاك التي تجعل الاتصال الفعال عن بُعد ممكناً، في عام 1962 قام عالم من (M.I.T) و (ARPA) اسمه (J.C.R)، اقترح ليكليدر حلاً لهذه المشكلة، وهو “شبكة مجرية” من أجهزة الكمبيوتر التي يمكن أن تتحدث مع بعضها البعض، مثل هذه الشبكة ستمكّن قادة الحكومة من التواصل حتى لو دمّر السوفييت نظام الهاتف، في عام 1965 قام (M.I.T)، بتطوير طريقة لإرسال المعلومات من جهاز كمبيوتر إلى آخر أطلق عليها “تبديل الحزم”.

يعمل تبديل الحزم على تقسيم البيانات إلى كتل أو حزم قبل إرسالها إلى وجهتها، بهذه الطريقة يمكن لكل حزمة أن تأخذ طريقها الخاص من مكان إلى آخر، بدون تبديل الحزمة كانت شبكة الكمبيوتر الحكومية – المعروفة الآن باسم (ARPAnet)، عُرضة لهجمات العدو مثل نظام الهاتف، في 29 أكتوبر 1969، سلمت شبكة (ARPAnet) رسالتها الأولى: اتصال “عقدة إلى عقدة” من كمبيوتر إلى آخر، كانت الرسالة – “تسجيل الدخول” – قصيرة وبسيطة، لكنها حطمت شبكة (ARPA) الوليدة، تلقى كمبيوتر ستانفورد أول حرفين فقط من الملاحظة.

نمو شبكة الإنترنت:

بحلول نهاية عام 1969، تمّ توصيل أربعة أجهزة كمبيوتر فقط بشبكة (ARPAnet)، لكن الشبكة نمت بشكل مطرد خلال السبعينيات، في عام 1971، أضيفت (ALOHAnet) التابعة لجامعة هاواي، وبعد ذلك بعامين أضيفت شبكات في كلية لندن الجامعية ومؤسسة رويال رادار في النرويج، ومع تضاعف شبكات الكمبيوتر بتبديل الرزم، أصبح من الصعب عليهم الاندماج في “إنترنت” واحد عالمي.

بحلول نهاية السبعينيات، بدأ عالم كمبيوتر يُدعى فينتون سيرف في حل هذه المشكلة من خلال تطوير طريقة لجميع أجهزة الكمبيوتر الموجودة على جميع الشبكات المصغرة في العالم للتواصل مع بعضها البعض، أطلق على اختراعه اسم “بروتوكول التحكم في الإرسال” أو TCP (في وقت لاحق، أضاف بروتوكولاً إضافياً، يُعرف باسم “بروتوكول الإنترنت”، والاختصار الذي نستخدمه للإشارة إلى هؤلاء اليوم هو TCP / IP) يصف أحد الكتاب بروتوكول سيرف بأنّ “”المصافحة” التي تُقدم أجهزة كمبيوتر بعيدة ومختلفة لكل منها في مساحة افتراضية وهي شبكة الإنترنت”.

الشبكة العالمية “The World Wide Web”:

حوّل بروتوكول سيرف الإنترنت إلى شبكة عالمية، خلال الثمانينيات، استخدمه الباحثون والعلماء لإرسال الملفات والبيانات من جهاز كمبيوتر إلى آخر، ومع ذلك في عام 1991 تغير الإنترنت مرة أخرى، في ذلك العام قدّم مبرمج كمبيوتر في سويسرا اسمه (Tim Berners-Lee) شبكة الويب العالمية، الإنترنت الذي لم يكن مجرد وسيلة لإرسال الملفات من مكان إلى آخر، ولكنه كان بحد ذاته “شبكة” من المعلومات التي يمكن لأي شخص على الإنترنت استخدامه، أنشأ بيرنرزلي الإنترنت الذي نعرفه اليوم منذ ذلك الحين، تغير الإنترنت من نواح كثيرة.
في عام 1992، طوّر مجموعة من الطلاب والباحثين في جامعة إلينوي متصفحاً متطوراً أطلقوا عليه اسم (Mosaic) أصبح لاحقاً (Netscape)، عرضت الفسيفساء طريقة سهلة الاستخدام للبحث في الويب، فقد سمحت للمستخدمين برؤية الكلمات والصور على نفس الصفحة لأول مرة والتنقل باستخدام أشرطة التمرير والروابط القابلة للنقر، في نفس العام، قرر الكونجرس أنّه يمكن استخدام الويب لأغراض تجارية نتيجةً لذلك، سارعت الشركات من جميع الأنواع لإنشاء مواقع ويب خاصة بها، وبدأ رواد الأعمال في التجارة الإلكترونية في استخدام الإنترنت لبيع البضائع مباشرة للعملاء، في الآونة الأخيرة أصبحت مواقع الشبكات الاجتماعية مثل (Facebook) وسيلة شائعة للأشخاص من جميع الأعمار للبقاء على اتصال.


شارك المقالة: