الإقصاء عن التعزيز الإيجابي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


الإقصاء عن التعزيز الإيجابي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

يوجد الكثير من السلوكات غير المقبولة التي يستمر الفرد في تأديتها، بسبب ردود أفعال الآخرين من حوله، فالطفل الذي يفعل شيئاً غير مقبول في غرفة الصف، قد يعززه الأطفال الآخرون دون قصد من خلال الالتفات إليه والابتسام، وفي مثل هذه الحالة فالعلم قد لا يستطيع منع الأطفال الآخرين من الاستجابة على نحو أو آخر لسلوك زملائهم.

إحدى التدابير الفعالة لتخفيف السلوكات غير اللائقة، في مثل هذه الأحداث هو الإقصاء عن التعزيز الإيجابي، وهذا الإجراء يتضمن حرمان الفرد من حصوله على التحفيز في حال إداء السلوك غير مناسب الذي يراد تخفيضه، فالإقصاء إذن هو إجراء عقابي يقوم على تقليل أو إيقاف السلوك غير المقبول.

وطرق إزالة المحفزات الإيجابية لفترة محددة من الوقت مباشرة بعد أن يحصل السلوك، ويأخذ الإقصاء أحد النمطين التاليين، استبعاد الفرد عن البيئة المعزز، أي سحب المحفزات المعززة من الفرد لفترة زمنية محددة، بعد تأديته للسلوك غير المقبول مباشرة.

وهكذا ييتبين لنا أن كلاً من الإقصاء عن التعزيز الإيجابي، وتكلفة الاستجابة يتضمنان على الحرمان من المثيرات المعززة، إلا أن الإقصاء يعني حرمان الفرد من الحصول على المحفز خلال فترة زمنية معينة، بينما تشتمل كلفة الاستجابة على أخذ جزء من المحفزات مدة غير محددة.

وأيضاً عند استعمال الاقصاء يجب أن نتأكد من أن الشخص لن يفقد المحفز فحسب، بل لن يكن لديه أي معزز بديلة خلال فترة الإقصاء، أما في تكلفة الاستجابة يفقد الفرد كمية معينة من المعززات عند تأديته للسلوك غير المقبول، إلا أن ذلك لا يعني عدم تعزيزه عند تأديته السلوك المقبول.

أنواع الإقصاء في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

قد يتخذ الإقصاء شكل إقصاء الفرد عن البيئة المعززة، أو أخذ المحفزات المعززة منه لمدة زمنية معينة، وفي الحالة الأولى يؤدي قيام الفرد بالسلوك غير المقبول إلى إبعاده من البيئة المعززة، وعزله في غرفة خاصة لا يتوفر فيها التعزيز تسمى بغرفة الإقصاء، ويسمى هذا النوع من الإقصاء بالعزل.

أما في الحالة الثانية، فالشخص لا يعزل في بيئة خاصة بعيدة عن التعزيز، ولكنه يقوم بالسماح له بالبقاء في البيئة المحفزة، ولكن يتم منعه من المشاركة في النشاطات الموجودة في تلك البيئة لفترة زمنية معينة.

وقد يأخذ هذا النوع من الإقصاء أحد النوعين، النوع الأول، يتضمن على إقصاء الشخص عن النشاط الموجودة في حال عمل الشخص على تأديه السلوك غير مناسب، ويطلب معدل السلوك من الشخص أن يجلس بعيداً عن الأشخاص الآخرين، وأن يراقبهم وهم يتصرفون على نحو مقبول.

وفي هذه الحالة يقوم معدّل السلوك بتجاهل الشخص خلال فترة الإقصاء، ويعطي انتباهه على الأشخاص الآخرين الذين يتصرفون على نحو مقبول ويحفزهم.

ولقد أشارت دراسات كثيرة إلى أن هذا الإجراء ذو فعالية كبيرة، عندما تكون المشكلة السلوكية مشكلة بسيطة، إلا أن فعاليته تعتمد إلى حد كبير، على مقدرة المعالج على إيقاف كل المحفزات أثناء فترة الإقصاء.

والنوع الثاني يتضمن امتناع الشخص من المواصلة في تأدية النشاط حين حدوث سلوك الشخص غير المقبول، وحرمانه من إمكانية مراقبة الآخرين.


شارك المقالة: