التطور العلمي في مجال علاج التلعثم:
أعلن حديثاً عن طريقة جديدة لعلاج التلعثم في الكلام، باستعمال برنامج حاسوب الذي صمم بشكل خاص لهذا الهدف، ويعتمد هذا الأسلوب على أن المعالج الذي يحدد للفرد المتلعثم، الأسلوب الذي يجب أن يستعملها في الكلام من جانب الصوت ونمط الكلام ومعدل الكلام، بحيث يستطيع التكلم بطلاقة وعندما يتكلم الفرد ذو الإعاقة خلال تشغيل البرنامج يعطى الجهاز إشارات مسموعة وإشارات مرئية.
تتبين ما إذا كانت الطريقة التي يتكلم بها الفرد ذو الإعاقة مطابقة لما قاله الدكتور أم لا، فإذا اختلفت عن الطريقة المطلوبة في التحدث يقوم الفرد ذو الإعاقة بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها، والتي تتبين على هيئة إشارات مسموعة ومرئية، وبالتدريب المتكرر يستطيع ذو الإعاقة التغلب على التلعثم ويستطيع التكلم بطلاقة.
وبناءً إلى عدم توافر هذا البرنامج في أغلب المؤسسات المسؤولة عن مساعدة الأفراد، للتغلب على مشكلة التلعثم، لذلك نذكر فيما يلي جزء من الأساليب العلاجية التي نتمكن من تطبيقها في المدرسة أو في المنزل، وتركز عملية العلاج هنا على التقليل من الآثار المصاحبة لاضطراب التلعثم، أو المصاحبة لاضطرابات التخاطب المتنوعة مثل مشاعر الخوف ومشاعر التوتر، والإحساس بالكبت و الإحساس بالإثم والعدوانية.
إن التخلص من هذه المشاعر يساهم بدرجة كبيرة في التخلص من مشكلات الكلام، ويشترط أن يكون واضحة هنا أن المبدأ الرئيسي للعلاج يركز على عدم تجاوز التعلم، وإنما يركز على قبوله مع الانتباه إلى تطويره، وذلك عن طريق ربطة بالأفكار السلوكية غير مرئية والشخصية لدى الطفل، وبصيغة أخرى فإن هذه الطرق العلاجية لا توجه تركيزها بشكل مباشر على الفرد وعلى أعراضه الكلامية.
ولكنها تهتم بالبيئة المحيطة به حتى تتقبله بحالته وتسمع إليه، وتشجيعه على جميع محاولاته التخاطبية مع جميع الأفراد من حوله حتى يستطيع كسب ثقته بنفسه، وثقته بغيره فيستطيع التغلب على مشكلته.
طرق علاج التلعثم لدى الأفراد:
1- طريقة الاسترخاء الكلامي:
التي يكون فيها الاهتمام مركز على هدفين الأول، هو محاولة التقليل من الإحساس بالاضطراب والتوتر أثناء الكلام، والثاني هو تواجد ارتباط بين الإحساس بالراحة والسهولة أثناء القراءة، وبين الباعث الكلامی وترجع هذه الطريقة إلى إعداد استمارة تمارين خاصة، تبدأ بالحروف المتحركة وبعدها بالحروف الساكنة، ثم الانتقال إلى تمرينات على كلمات مختلفة لصياغتها في الجمل والعبارات.
يبدأ الأستاذ أو ولي الأمر أو الفرد المتخصص بقراءة الأحرف والكلمات والجمل بكل هدوء واسترخاء، وبعدها يطلب من الفرد المتلعثم تقليده بنفس النغمه، والطريقة ثم بعد ذلك تمرينات تكون على شكل أسئلة بسيطة ويجيب عليها الفرد المتلعثم بكل هدوء وطمأنينة.
وقد يلاحظ في أغلب الحالات أن التحسن في طريقة الكلام يكون مؤقتة عند بعض الأطفال، وفي هذه الحالة يفضل الاستعانة بأساليب أخرى ترتبط بما يطلق عليه تعليم الكلام من جديد، بإعطاء الفرد المتلعثم تدريبات في صورة أنماط متنوعة من المحادثات، مثل المناقشات الجماعية في جو من الحرية ودون رقابة، ومما يزيد فاعلية طريقة الاسترخاء الكلامي بشرط أن يكون معها تدريبات على عملية الاسترخاء الجسدي، وبالإضافة إلى بعض التمرينات الرياضية خاصة تمرينات التنفس.
2- طريقة تمرينات الكلام الإيقاعي:
وفيها هذة الطريقة يوجه الفرد إلى عمل حركات إيقاعية أثناء عملية الكلام، مثل النقر بالأقدام أو النقر باليد على الطاولة أو عمل جزء من الخطوات الإيقاعية، وذلك بهدف إبعاد انتباهه عن مشكلة التلعثم، وتتعاظم فوائد هذه الطريقة إذا ما تم تطبيقها بشكل جماعي مع جزء من الأفراد حتى يتم الاندماج بينهم.
3- طريقة النطق بالمضغ:
وتهدف هذه الطريقة إلى استبعاد ما علق داخل فكر الفرد ذو اضطراب التلعثم، من أن النطق والكلام بالنسبة له صعب وعسير، وهنا يقوم المعالج بسؤال المتعلم عن إمكانية إجراء حركات المضغ، وبعدها يطلب منه أن يقوم بحركات المضغ بهدوء وسكون، ومن ثم يطلب منه أن يتخيل أنه يقوم بمضغ قطعة طعام وعليه أن يقلد عملية مضغ هذه القطعة وكأنه في الواقع.
فإذا تمكن الفرد المتلعثم من ذلك يطلب منه أن يجعل لعملية المضغ صوتاً، فإذا واجه صعوبة أو احس بالخجل من ذلك، فعلى المعالج أن يقوم بنفس العملية أمامه.
4- استخدام الغناء والموسيقى:
ولأن حالات التلعثم يصاحبها غالباً نوع من التوتر والاضطراب، فنستطيع الاستعانة بالموسيقى أو الغناء عند تعليم الطفل نطق الحروف والكلمات مع الانتباه على، أن تكون كلماته مترابطة مع الإيقاع الموسيقي.