إمبراطورية الهون:
تم تأسيس إمبراطورية الهون من قِبل قبائل الهون ويعود أصل تلك القبائل إلى روسيا، وقد كان لتلك القبائل دور كبير في بناء الثقافة والحضارة في المناطق التي أقاموا فيها، وتمكنت تلك القبائل من السيطرة على أوروبا لفترة طويلة، اتصفت قبائل الهون بكثر ترحالها.
تاريخ إمبراطورية الهون:
تشير الدراسات بأنّ أول إقامة قبائل الهون كانت في الأراضي التركية والمجرية، وكان في تلك الفترة هناك اتصال وثيق بين تركيا والمجر، وهناك دراسات تقول بأنّ أصل المجر يعود إلى تركيا، أما بالنسبة للتجارة التي قامت بها قبائل الهون، فقد كانت تعتمد على التجارة بالأغنام واللحوم وجلد الحيوانات والحرير كانوا يصدرونها إلى روما، وكان الخيم هي مكان إقامتهم، ولم تصك قبائل الهون العملات الخاصة بهم، حيث كان معظم اعتمادهم على العملة الرومانية التي أحضروها منهم أثناء عمليات التجارة وبيع العبيد.
أول استقرار لقبائل الهون كان في نهر الأورال والذي يعتبر النهر الفاصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، وبدأت بالتحرك حتى وصلت إلى أراضي القوقاز والبحر الأسود، ومع استمرار سيرهم وصلوا إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية، ولم يتمكنوا من عبورها في البداية ومع استمرار الضغط عليها، تمكنوا من الوصول إلى البلقان، وتمكنوا بعد ذلك من الوصول إلى المجر، وشكلوا تحالف مع الإمبراطورية الرومانية الغربية ضد الإمبراطورية الرومانية الشرقية؛ الأمر الذي دفعها إلى تحريض أهالي قبائل الهون ضد الإمبراطورية.
أجبرت إمبراطورية الهون الإمبراطورية الشرقية على دفع الضرائب، ولم يكن بإمكان الرومان التصدي لهجوم القبائل، الأمر الذي أجبرهم بدفع الجزية دون المقاومة، وتم عقد اتفاق بين الإمبراطوريتين على خوض الصراعات، وعلى الرغم من ذلك الاتفاق، استمرت الإمبراطورية البيزنطية بتحريض الشعب التمرد على الحكم، وتمكنت من إلقاء القبض على المتمردين وأعدمت عدد منهم، وسارعت في تكوين قواتها العسكرية لخوض الحرب ضد البيزنطيين.
في تلك الفترة تعرضت الإمبراطورية الشرقية والغربية إلى غزو البربر، وطلبوا المساعدة من قبائل الهون، والذين اشترطوا عليهم القبول بشروطهم ودفع لهم الأموال، لم توافق الإمبراطورية البيزنطية على المطالب؛ ممّا دفع قبائل الهون إلى تحريك جيوشها وغزو الرومان الذين لم يتمكنوا من الصمود، وصلت إمبراطورية الهون إلى أعلى درجات القوة، لكنها ما لبثت أن انهارت؛ وذلك بسبب الصراعات القائمة داخلها.