الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى: هي حرب دارت بين إمارة أفغانستان وبين شركة الهند الشرقية البريطانية، حيث كانت تلك الشركة تقوم بالأعمال التجارية في الهند، وقد استمرت تلك الحرب لمدة ثلاثة سنوات سنوات، وقد قامت بريطانيا بالتدخل في تلك الحرب من أجل حل الصراع، وتعتبر الحرب الإنجليزية الأفغانية واحدة من أحد الصراعات التي كانت تدور بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية البريطانية؛ من أجل السيطرة على أفغانستان.
الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى:
يعتبر القرن التاسع عشر ميلادي فترة صراع سياسي بين بريطانيا وروسيا؛ من أجل السيطرة على قارة آسيا، وكان يطلق على تلك الصراعات اسم “اللعبة الكبرى”، ففي عام 1800 ميلادي قام إمبراطور روسيا الإمبراطور “بافل الأول” بإصدار أمر بغزو الهند، فقد كانت بريطانيا في تلك الفترة تعتقد أن العدو الأول لها في قارة آسيا الكبرى هي روسيا، حيث أن أي تحرك تقوم فيه روسيا في تلك المنطقة يعتبر تهديداً لبريطانيا في دولة الهند حينها، وبدأت المشاحنات وبشكل كبير بين بريطانيا وروسيا، وقد كانت باقي الدول متخوفة من زيادة شدة الصراع بين روسيا وبريطانيا، والذي سوف ينعكس على استقرار أفغانستان.
وكانت الإمبراطورية الروسية في تلك الفترة تسعى إلى توسيع أراضيها في آسيا الوسطى، فلم تكن روسيا في عملية توسيع أراضيها دولة الهند فقط، ولكن كان هدفها الأول الصين، لكن بريطانيا لم تكن مقتنعة بن روسيا ليس لها أية نية بغزو الهند، فكانت بريطانيا تعتبر روسيا هي عدوتها الأولى في آسيا الوسطى، وفي تلك الفترة كانت روسيا تسعى إلى حل سلمي مع بريطانيا وإلى تحسين موقفها مع أوروبا بشكل عام، حيث أرسلت بريطانيا طلباً إلى أفغانستان؛ من أجل التحالف معها ضد روسيا، فقامت أفغانستان بطلب الدعم البريطاني مقابل ذلك الدعم، فقامت بريطانيا بالموافقة على طلب أفغانستان بدعمها لها.
وقامت بريطانيا بعد ذلك بالتحالف مع ولاية “بنجاب” الهندية؛ وذلك كون تلك الولاية كانت تملك جيوشاً كبيرة وقوية بعكس أفغانستان التي لم تكن تملك تلك الجيوش، حيث كانت تملك بعض القبائل الصغيرة، فأصبحت بريطانيا حينها متحالفة مع أقوى الجيوش قوة في آسيا الوسطى، وبدأت المخاوف البريطانية تزداد مع انهيار المفاوضات بين روسيا وأفغانستان، وخاصة بعد تلقي روسيا الدعم من بلاد الفارس.
