التطور التاريخي للعبة كرة الطائرة

تعتبر لعبة كرة الطائرة من أهم الألعاب الرياضية الجماعية الشائعة في الكثير من دول العالم، سواء كان دول قارة أفريقيا، أو دول قارة أوروربا، أو دول قارة آسيا، حيث أنها تعتبر لعبة رياضية مهمة؛ وذلك بسبب أنها تقدم للاعب الرياضي الممارس لها الكثير من الفوائد الصحية والنفسية والبدنية والحركية بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية.

نشأة لعبة كرة الطائرة

نشأت لعبة كرة الطائرة في الولايات المتحدة، حيث بدأت في تحقيق نوع الشعبية التي تلقتها في الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، حيث تحتل المرتبة الأولى بعد كرة القدم بين الرياضات المشاركة، وفي عام (1895م)، قرر “ويليام ج”، إنشاء أقل اتصال جسدي من كرة السلة، حيث أنه اخترع لعبة الكرة الطائرة، والتي كانت تسمى في ذلك الوقت “مينتونيت”.

كما كانت “لعبة كرة الطائرة”، لعبة مناسبة لصالة الألعاب الرياضية أو قاعة التمارين، ولكن يمكن أيضًا لعبها في الهواء الطلق، حيث كانت تتكون اللعبة من أي عدد من اللاعبين الذين يحافظون على الكرة في حالة حركة من جانب إلى آخر فوق شبكة ترتفع (6) أقدام و(6) بوصات فوق الأرض.

كما كان يبدأ اللعب بواسطة لاعب من جانب واحد يرسل الكرة فوق الشبكة في ملعب الخصم، دون ترك الكرة تضرب الأرض، وبهذه الطريقة استمر في التحرك ذهابًا وإيابًا حتى يفشل أحد الجانبين في إرجاع الكرة أو تصطدم الكرة بالأرض، يكسب الجانب الذي يرسل الكرة نقاطًا عندما يفشل الجانب الآخر في إرجاع الكرة أو يسمح للكرة بضرب الأرض.

كما أن لعبة الكرة الطائرة، التي كانت تسمى في الأصل “مينتونيت”، تم إنشائها عن طريق “ويليام جي مورجان” في عام (1895م)، بعد إنشائه للعبة كرة السلة قبل أربع سنوات فقط، حيث قام “ويليام جي مورجان”، وهو أحد الطلاب الذين درسوا في “كلية سبرينغفيلد” في جمعية الشبان المسيحية، بتكوين اللعبة لتكون خليط من كرة السلة والبيسبول والتنس وكرة اليد.

مراحل تطور لعبة كرة الطائرة

• وصل “ويليام مورجان” إلى جمعية الشبان المسيحيين في “هوليوك” في سبتمبر أو أكتوبر من عام (1895م)، حيث واجه المدير المادي الجديد مشكلة أن لعبة كرة السلة التي تم إنشاؤها حديثًا، على الرغم من شعبيتها لدى الأطفال، أنها شاقة للغاية بالنسبة لرجال الأعمال المحليين، كان بحاجة إلى بديل وتم بعدها إنشاء لعبة كرة الطائرة.

• كما قال المدرب “مورجان”، أنه يجب أن تكون رياضة “ذات دافع رياضي قوي، لكن بدون اتصال جسدي”، لذا من كرة السلة أخذ الكرة، ومن لعبة التنس أخذ الشباك، كما استخدم اليدين والقدرة على اللعب خارج الجدران من كرة اليد، ومن لعبة البيسبول، أخذ مفهوم الأدوار.

• وفي ديسمبر من عام (1895م)، أطلق على هذه اللعبة الجديدة اسم (Mintonette)، وعلى الرغم من عدم اكتمالها، إلا أنه أثبت نجاحه بما يكفي لكسب جمهور في مؤتمر (YMCA)، للمخرجين الفيزيائيين الذي عقد في “سبرينغفيلد، ماساتشوستس” في العام التالي، في هذا المؤتمر اقترح الدكتور “ألفريد هالستيد”، الأستاذ في “كلية سبرينغفيلد”، نسخة من كلمتين لاسمها الحالي، “الكرة الطائرة”.

• كانت لعبة الكرة الطائرة مختلفة تمامًا عن المتعارف عليه في الوقت الحالي، حيث تم لعبها على ملعب أصغر مقاس (25 × 50 بوصة)، مع عدد غير محدود من اللاعبين الذين سددوا الكرة بعدد غير محدود من المرات، على جانبي شبكة عالية (6’6) بوصة، وتم تقسيم كل مباراة إلى تسعة أدوار، كل شوط مكون من ثلاثة أشواط، أو “إرسال”، حيث يمكن للاعب ثانٍ أن يساعد هذه الإرسال عبر الشبكة.

كيف انتشرت لعبة كرة الطائرة في جميع دول العالم

• اعتمد مديرو التربية البدنية في جمعية الشبان المسيحية، بتشجيع خاص من مدرستين متخصصتين للتربية البدنية، “كلية سبرينجفيلد” في “ماساتشوستس” و”كلية جورج ويليامز” في “شيكاغو”، الكرة الطائرة في جميع مجتمعاتها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

• في عام (1900م)، أصبحت كندا أول دولة أجنبية تتبنى اللعبة، وكذلك في العديد من البلدان الأخرى في الفلبين (1910م)، في اليابان (1908م).

• بحلول عام (1913م)، تم ضمان تطوير الكرة الطائرة في القارة الآسيوية، حيث تم دمج اللعبة في ذلك العام في برنامج أول ألعاب الشرق الأقصى، التي نُظمت في “مانيلا”، وتجدر الإشارة إلى أن الكرة الطائرة كانت تُلعب في آسيا لفترة طويلة وفقًا لقواعد “براون” التي استخدمت، وكانت تضم (16) لاعباً (لتمكين مشاركة أكبر في المباريات).

• في عام (1916م)، تمكنت جمعية الشبان المسيحيين من حث الجمعية الوطنية لألعاب القوى الجماعية القوية (NCAA) على نشر قواعدها في سلسلة من المقالات، مما يساهم في النمو السريع للكرة الطائرة بين طلاب الجامعات الشباب، في عام (1918م)، كان عدد اللاعبين في كل فريق محدودًا بستة لاعبين، وفي عام (1922م)، تم تحديد الحد الأقصى لعدد جهات الاتصال المصرح بها مع الكرة بثلاثة.

• حتى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت الكرة الطائرة في الغالب لعبة ترفيهية، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الأنشطة والمسابقات الدولية، حيث كانت هناك قواعد مختلفة للعبة في أجزاء مختلفة من العالم؛ ومع ذلك تم لعب البطولات الوطنية في العديد من البلدان، على سبيل المثال، في أوروبا الشرقية حيث وصل مستوى اللعب إلى مستوى رائع.

• كما شهدت السنوات القادمة وضع قواعد للعبة حيث استمرت الكرة الطائرة في الاعتماد على شعبية جمعية الشبان المسيحيين لتصبح عالمية، مع قيام جمعيات (YMCA)، بأدوار بارزة في مناطق مثل الهند والصين وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، انتشرت الكرة الطائرة في هذه المناطق.

• بحلول عام (1913م)، كان نمو اللعبة في قارة آسيا واضحًا، حيث لم يتم تصميم كرة أخف وأصغر حجمًا حتى عام (1900م)، مما فتح مجموعة جديدة من الإمكانات التكتيكية والتقنية لهذه الرياضة.

• استمرت قواعد لعب الكرة الطائرة في التأسيس على مر السنين؛ تغيرت النقاط لكل مجموعة من (21) إلى (15) نقطة في عام (1917م)، وفي العام التالي تم تحديد عدد اللاعبين لكل فريق بستة لاعبين.

وفي النهاية، أصبحت الكرة الطائرة من أكثر الرياضات التنافسية ذات الأداء البدني والتقني العالي، وثاني أكثر الرياضات انتشارًا في العالم.