يتمثل الهدف الأساسي لفريق كرة اليد في ترابط كافة الجهود الجماعية الفعالة لتحقيق النصر على الفريق الآخر، كما أن المدرب الناجح هو المسؤول الأول لتحقيق الأهداف لفريقه.
كيفية قيادة وتوجيه فريق كرة اليد أثناء المسابقات
1. قيادة وتوجيه الفريق قبل المباراة مباشرة
ينصح في هذا المجال بأهمية ذهاب جميع اللاعبين إلى غرفة تغيير الملابس معاً قبل موعد بدء المباراة بحوالي ساعة تقريباً؛ وذلك لكي يتمكنوا من ارتداء ملابسهم الرياضية بحرية كاملة وبدون تأخير، وفي الوقت نفسه فأن على مدرب الفريق أن يلتزم الهدوء، وأن يعمل على توفير الجو النفسي؛ وذلك بمنع كل من ليس له علاقة بالفريق من التواجد في غرفة اللاعبين، حيث أن التزام الجميع بالهدوء يزيل كثيراً من التوتر النفسي الذي يصاحب اللاعبين قبل المباراة؛ مما يهيئهم نفسياً للمباراة.
وبعد أن ينتهي اللاعبون من ارتداء ملابسهم الخاصة، يترتب أن يكون جميع اللاعبين مستعدين تماماً لسماع ملاحظات وإرشادات مدرب الفريق على المباراة؛ لتذكيرهم بأدق التكتيك الذي سوف يستعملونه أثناء المباراة، وتوجيه النداء إلى اللاعبين بضرورة تطبيق روح الكفاح والرغبة في إحراز الفوز، مع الإشارة إلى ضرورة أن يتسم لعبهم بالنظافة وروح الأخوة واحترام قرارات الحكام، حيث تعد هذه النصائح واجبات لا يمكن الاستغناء عنها.
يجب الانتباه إلى أمور هامة أثناء شرح خطط اللعب قبل المباراة، وهي أن الشرح الوافي لتفاصيل خطط اللعب التي يجب أن يقابل بها الفريق الآخر يترتب أن تكون في الأيام السابقة للمباراة، حيث يكون هناك وقت كافي للإصغاء والاستمتاع لجميع التساؤلات والملاحظات؛ حتى يمكن الإجابة عليها فيتحقق بذلك الفهم الواضح والرؤية الواضحة للأسلوب التكتيكي الذي يريد المدرب استعماله من قبل اللاعبين، كما أنه في يوم المباراة يجب أن تقتصر التوجيهات والتوضيحات على تذكرة اللاعبين فقط بما تدربوا عليه.
يجب على مدرب الفريق أن يتواجد مع فريقه حتى لحظة البدء، وعليه أن يشرف على عملية الإحماء فمن الخطأ أن يتوجه مدرب الفريق إلى طاولة التسجيل لتسجيل أسماء اللاعبين في استمارة المباراة ويترك الإحماء، فمن الواجب أن يترك كل المهام الأخرى لمساعده وينصرف المدرب للإشراف على عملية إعداد لاعبيه للمباراة، ويحيط رئيس الفريق علماً بما يراه مناسباً فيما يختص بإجراء القرعة.
كما أنه قبل الإعلان عن بدء المباراة، فأن على مدرب الفريق الاجتماع بالتشكيلة الأساسية التي ستبدأ المباراة بها، كما أنه من الممكن أن يعمل على إلقاء المزيد من الملاحظات حول الأداء التكتيكي للفريق، وضرورة التأكيد عليها وبعض الأمور الجديدة التي يكون قد عرفها مؤخراً عن الفريق المنافس أثناء عملية الإحماء.
وبعد انتهاء المدرب من توجيه ملاحظاته الأخيرة يجب أن يترك باقي اللاعبين في الملعب؛ لإتاحة الفرصة لكل لاعب من اللاعبين الذين سيبدأون المباراة بمزيد من الإحساس بالملعب والكرة، وإعطاء الفرصة لهؤلاء اللاعبين للتفاهم فيما بينهم للدخول في المباراة بروح الكفاح والرغبة في إحراز الفوز.
2. قيادة وتوجيه الفريق أثناء الشوط الأول
يتمثل عمل مدرب الفريق خلال الشوط الأول فيما يأتي:
- التعرف بكل دقة على نوع التكتيك الدفاعي والهجومي الذي يستخدمه الفريق الثاني.
- التعرف على مدى إمكانية أعضاء الفريق المنافس في تنفيذ التكتيك الذي يستعملونه.
- التعرف على عيوب وميزات كل لاعب من الفريق المنافس أثناء الدفاع والهجوم.
- الوقوف على مقدار السرعة والتحمل التي يتمتع بها أعضاء الفريق المنافس.
- يجب أن بعمل على اتباع نفس الإجراءات السابقة مع أعضاء فريقه؛ حتى يتمكن مدرب الفريق من تكوين فكرة عامة عن سير اللعب.
3. قيادة وتوجيه الفريق في فترة الراحة
إن وقت الراحة بين شوطي المباراة له هدفين رئيسين، الأول راحة اللاعبين والثاني إعطاء المدرب فرصة لإجراء التعديلات في خططه الدفاعية والهجومية المتفقة مع نقاط الضعف والقوة للمنافس؛ للحصول في النهاية على نتيجة أفضل.
كما أنه تقسم هذه فترة الراحة إلى قسمين:
النصف الأول في فترة الراحة
وفيها يتوجه جميع اللاعبين إلى غرفة تغيير الملابس للاغتسال، وهذه العملية يجب أن لا تزيد فترتها عن خمسة دقائق، كما أنه خلال هذه الفترة لا مانع من الناحية الصحية من تناول القليل من عصير الفاكهة أو المشروبات الدافئة المنشطة، وخلال ذلك يقوم المدرب بدراسة موقف الفريق والاطلاع على التقارير التي أعدها مساعدوه؛ وذلك ليبني بذلك استراتيجيته المناسبة.
النصف الثاني من فترة الاستراحة
يجب على مدرب الفريق مناقشة أعضاء فريقه بعمق وهدوء وبشرح الأخطاء الدفاعية أولاً، وكيف يحرم المنافس من استغلالها ثم شرح عيوب الفريق المنافس الدفاعية، وكيف يمكن لفريقه من استعمال التكتيك الأمثل مع استغلال العيوب الموجودة في دفاع الخصم، وبعد الانتهاء من مناقشة العمل الفريقي ينتقل إلى العمل الفردي والجماعي، حيث يوجه كل لاعبين أو ثلاثة إلى كيفية استغلال موقف معين، ويقوم المدرب أيضاً بتوجيه كل لاعب على حده وتشجيعه على اللعب الذي لعب به، ويخبره بالأخطاء التي ارتكبها؛ من أجل تفاديها بشكل نهائي.
4. قيادة وتوجيه الفريق في الشوط الثاني
نظراً للأهمية البالغة للشوط الثاني من المباراة، يجب أن يكون مدرب الفريق في منتهى الوعي والحذر عند اتخاذ أية قرار يعمل على تغيير أسلوب اللعب، وخاصة وأن نتيجة الشوط الثاني غالباً ما تحدد نتيجة المباراة، وأي تصرف خاطئ من المدرب خاصة في نهاية هذا الشوط من الممكن أن يحول النتيجة لغير صالحة.
كما أنه على مدرب الفريق أن ينسجم تماماً مع أحداث وظروف هذه الشوط، ويتولى قيادة ألعاب فريقه من خارج الملعب بكل دقة ونجاح، ويتمثل عمل المدرب في تقدير المواقف في كل لحظة من لحظات اللعب بناءاً على مشاهداته والمعلومات التي سجلها خلال الشوط الأول، وبناءاً على موقف كل لاعب من كلا الفريقين من حيث قدراته الحالية وأخطائه، ووفقاً على ما يقدره المدرب يعمل على اتخاذ قراراته التي يقود بها فريقه من خارج الملعب، والتي قد تتمثل في عمل تغيير للتكتيك المتبع من خلال تغيير أحد أو بعض اللاعبين أو بواسطة التوجيه الخارجي أثناء سير المباراة.
كما أنه عند العمل على استبدال لاعب من الفريق يترتب أن يكون اللاعب الآخر يتمتع بمواصفات وقدرات من نوع معين يستدعي عمل تغيير في تكتيك اللعبة، كما أنه في الغالب يتم الاتفاق بين مدرب الفريق ولاعبيه على إشارات معينه قد تكون سمعية أو بصرية أو كليهما معاً، ويفهم من خلالها اللاعبون ماذا يريد مدربهم، كما أن الإشارات المعينة التي يتفق عليها المدرب مع لاعبيه قد تكون الأسلوب الأمثل للتوجيه والإرشاد في بعض المواقف، ومما يزيد أهميتها عند استعمالها عندما تكون غير مفهومة وواضحة للفريق المنافس.
5. قيادة وتوجيه الفريق بعد المباراة
عند الإعلان من نهاية المباراة يترتب أن يتوجه جميع اللاعبين إلى الفريق الآخر لمصافحة لاعبيه بروح أخوية، وفي هذا الوقت يترتب على مدرب الفريق دائماً أن يتصرف بطريقة عادلة تتسم بالصداقة مع كل لاعب بغض النظر عن نتيجة المباراة، كما أنه على المدرب أن يعمل على توجيه الشكر لحكام المباراة بكل روح رياضية.
ولا يجوز لمدرب الفريق أن يسمح بدخول اللاعبين في مناقشات حول سير اللعب أثناء تواجدهم في أرض الملعب بعد انتهاء المباراة، وعليه أن يجمع كافة التقارير الاستكشافية التي كان يسجلها مساعدوه أو بعض اللاعبين الاحتياطين، وكذلك استمارة تسجيل المباراة والتي يتقدم بها في إطار المناقشة التي تتم بينه وبين أعضاء فريقه، فالتقارير الاستكشافية واستمارة تسجيل المباراة تعتبر بمثابة شريط سينمائي لجميع أحداث المباراة.
كما أنه على مدرب الفريق أن يقوم بتنظيم المباراة بعد مرور فترة كافية من انتهاء المباراة، وعلى أن يكون ذلك بعد انقضاء يوم على الأقل عليها، وعليه أن يضمن هذا التقييم بشكل خاص كيفية قيام كل لاعب بالواجبات المكلف بها أثناء المباراة، والعمل على مدح كل جهد بذل من اللاعبين خلال المباراة، كما أن من واجب المدرب العمل على بيان الأخطاء وأسبابها ومحاولة تعويض النقص الذي يتعرف عليه من سير المباراة في الأسابيع التدريبية التالية للمباراة، ويستطيع أيضاً وضع الخطط التكتيكية المناسبة عند مقابلة نفس الفريق المنافس مرة أخرى.
وينبغي على اللاعبين أن يحاولوا أثناء هذه المنافسة القيام بتقييم جهدهم الخاص بنظرة موضوعية، كما أنه وقوف اللاعب على مقدار ما أنجزه خلال المباراة يعتبر من أهم الإجراءات التي تدفعه إلى المزيد من التدريب، ومن ثم إلى مزيد من التقدم والنجاح، كما أنه يجب على الفريق في حالة الخسارة عدم السب أو الشتم على الفريق الآخر، أو القيام بالتعدي على أحد اللاعبين، وذلك لأنه يتم تعليمهم في البداية على تطبيق روح التعاون في حالة الخسارة.