الصخر النموليتي في المقعر الأرضي الألبي:
كان يوجد خلال القسم الأعظم من الباليوسين مقعر أرضي وهو تركة ضامرة عن مقعر أرضي كبير كريتاسي وذلك من خلال تأليف كلاسيكي حيث تبين أن التوضعات تكون طغيانية بالتعاقب في إتجاهي الشمال والغرب، أي من داخل السلسلة الألبية نحو خارجها، وهكذا سنعثر إذن على تشكلات قارية (رمال وغضاريات مقاومة للنار) عند حافة المقعر الأرضي خلال كل الإيوسين، ومن ثم وفي حالة الإتجاه نحو داخل السلسلة ندخل في مجال التوضعات الأجاجية ثم البحرية، وأول نطاق نقع عليه هو مجال الأوليغوسين الأوجاجي والبحري الحولالبي الذي يشكل فوق الإيوسين القاري قاعدة المركبات المولاسية (نطاق مولاسي).
حيث يقع نطاق مولاسي بين جبال الجوار وجبال الألب أو أحواض صغيرة بحرية في المقعرات الأرضية للطيات شبه الألبية الأكثر تطرفاً (حث ذو فلسيات وكركدنيات الصحاري وكاستلان)، وفي هذه الفترة كان البحر قد غدا مطروداً من النطاقات الداخلية نحو خارج السلسلة التي عامت مجددا كي تكل ذراعاً بحرياً ضيقاً من البحر الحولالبي، هذا وفي ما وراء نطاق السلاسل شبه الألبية تأخذ الزمرة النموليتية التي راحت تفتقر بالمستحاثات باتجاه الأعلى (تلاشي الأوليغوسين تدريجياً) بالإغتناء من المستحاثات من قاعدتها على أثر ظهور Priabonien، الطاغية فوق الركيزة الكرتاسية والتي قد يكون أحياناً راقداً مبارة فوق الصخور المتبلورة كما في جنوب كتلة ملفو.
ويكون البريابوني مؤلفاً من قاعدته من طبقات متعددة تكون أحياناً حاوية على الليغنيت ثم تأتي بالتعاقب صخور كلسية ذات فلسيات صغيرة ومارنيات أو شيست زرقاء شديدة السماكة وحث بركاني فتاتي التي تختم الزمرة، وتظهر طبقات أكثر تقداً تشتمل على فلسيات كبيرة وأحياناً على سنخيّت تظهر في بعض المناطق شبه الألبية في القاعدة والتي تجب نسبتها إلى اللوتيسي، وتظهر هذه الطبقات للعيان في إقليم السافوا، حيث تكاد تبلغ حافة السلاسل شبه الألبية قرب آنسي (الخليج السافوي)، ثم تظهر إلى الجنوب من ذلك وأخيراً في جنوب الكتلة، هذا ويكون البريابوني واللوتيسي في السافوا منفصلين عن بعضهما بطبقات بحيرية ذات مستحثات لوتيسية من السحن المتوسطة الرومية.
أي كانت طغيان اللوتيسي متبوعاً إذن بانحسار طفيف، وعلى العكس من ذلك يتم الإنتقال من طابق لآخر في الجنوب بصورة مستمرة بواسطة طبقات بحرية، وعند اجتياز الكتل الجبلية المتبلورة نعثر على النموليتي في غطاء هذه الكتل وذلك على طول حافة جبال بيلفوكس الشرقية (بريابوني طاغٍ حتى فوق المتبلور)، بالإضافة إلى الأقاليم والسلاسل الجبلية حيث يكون طاغياً بدوره بحث شديد السماكة والذي تم تكييف هذه القمم في صخوره.