تأثيرات النظريات الإعلامية:
لا بُدّ من التركيز على أنَّ النظرية تمر بمجموعة من المراحل المكملة منها: بناء الفرض العلمي، ومن ثمَّ مرحلة اختبار صحة الفرض، وبعدها مرحلة إخضاع النظرية للدراسة التجريبية، ومن ثمَّ تفسير النتائج الحاصلة، بالإضافة إلى أنَّ النظرية الإعلامية تمتلك مجموعة من التأثيرات والتي تلعب دور في التأثير على المستوى الشخصي منها:
- التأثير المعرفي: حيث يعتبر من أهم التأثيرات التي تساهم في التأثير على الجمهور المستهدف، بحيث تساهم وسائل الإعلام الجماهيري في تزويد الجمهور بمجموعة من المعارف والبيانات والمعلومات عن القضايا المطروحة، أو الأحداث الجارية، بالإضافة إلى أنّها تساهم في تزويد الجمهور بمستويات البيئة الداخلية والخارجية.
فإنَّ الأشخاص الذين يمتلكون مجموعة من الاهتمامات والدوافع يكون من المهم قيام الوسيلة الإعلامية في عرض الموضوعات السياسية التي تناسبهم؛ بحيث تكون الوسيلة الإعلامية بمثابة خيط ناقل لهم عمّا يجري من أحداث تجاه موضوع معين، كما يساهم ذلك في إثراء المعارف والثقافة في مجالات معينة.
وبالتالي فإنَّ الإعلام الجديد ساهم في جعل عناصر عملية الاتصال ذات تأثير معرفي كبير عمّا هو في عناصر الإعلام التقليدي، كما يعتبر مضمون الرسالة الإعلامية محايد في تناوله للقضايا؛ وذلك من أجل وضعها ضمن إطار إعلامي هادف.
- التأثير على المواقف والاتجاهات: حيث يقصد به تأثير الإعلام في قضية معينة من حيث اتجاهاتها، حيث يعتبر التأثير على المواقف والاتجاهات من أهم مستويات التأثير الإعلامي على الجمهور المستهدف، كما لا يكون الجمهور قادر على أن يحكم على قضية معينة، إلا إذا كان لديه معرفة مسبقة بالموضوع وأبعاده، وعليه فإنَّ عملية تكرار الرسائل الإعلامية تساهم في إنشاء وغرس المعارف والثقافات تجاه القضايا السياسة الدولية بكافة موضوعاتها.
- التأثير على السلوك: يعتبر التأثير على السلوك آخر مستويات التأثير الإعلامية، كما تعتبر من أهم الأهداف التي تسعى إليها الرسائل الإعلامية، حيث يعتبر هذا التأثير مقترن بالتأثير المعرفي، كما يحدث هذا التأثير على فئة معينة وخاصة من الجمهور، بحيث يتم التأثير على سلوكهم تجاه الرسائل الإعلامية التي يتعرضون لها، سواء كان أطفال، كبار سن، الفئة الناشئة، الذكور والإناث، فئة العمال، الفلاحين وغيرها من الفئات، فمثلاً قد تقوم أسرة معينة في تغيير مجموعة من أنماط حياتهم؛ وذلك بسبب تأثرهم برسالة إعلانية معينة.
