اللغات الأفروآسيوية - Afroasiatic languages

اقرأ في هذا المقال


ما هي اللغات الأفروآسيوية؟

تُعرف اللغات الأفروآسيوية باسم اللغات الأفريقية الآسيوية، وهي واحدة من إحدى المجموعات والعشائر اللغوية الأساسية التي تتفرع منها العديد من لغات العالم.

حيث يتمركز أغلب متحدثينها في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا والجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، والتي تشتمل على من منطقة الهلال الخصيب والجزيرة العربية وبعض المناطق في كل من تركيا وإيران. حيث تُعتبر عشيرة اللغات الأفروآسيوية ذو أهمية كبيرة في علم اللغة واللغويات التاريخية، فهي ذات أطول سجل تاريخي عبر كافة العصور التاريخية.

أفرع اللغات الأفروآسيوية:

اللغة العربية:

يتحدث هذه اللغات ما يقارب الثلاثمائة وخمسون مليون نسمة. حيث تعد اللغة العربية أكثر أفرع هذه العائلة اللغوية تحدثًا واستخدامًا، فيتحدث بها ما يقارب المائتان وثلاثين مليون نسمة، وبالطبع أكثر المتحدثين باللغة العربية يتواجدون في العالم العربي.

اللغة البربرية واللغة الأمازيغية:

وفيما يتعلق باللغة البربرية والأمازيغية، يتحدث بها ما يقارب الخمسة وعشرين إلى خمسة وثلاثين مليون نسمة في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا.

لغة الهوسا:

يتواجد معظم متحدثين لغة الهوسا في الجزء الشمالي من دولة نيجيريا وفي جنوب النيجر، حيث يتحدث بها ما يقارب الخمسة وعشرين مليون شخص، فلا تعد هذه اللغة شائعة الاستخدام.

اللغة الأمهرية:

يتحدث اللغة الأمهرية ما يقارب الخمسة وعشرين مليون شخص في العالم. حيث يتواجد كافة المتحدثين بها في دولة إثيوبيا.

لغة الأومو:

تّستخدم لغة الأومو في كل من كينيا وإثيوبيا. حيث يتحدث بها ما يقارب الثلاثة والثلاثين مليون شخص.

اللغة الصومالية:

تعد اللغة الصومالية واحدة من أهم اللغات الموجودة في القرن الأفريقي، وهي اللغة الرسمية الممزوجة مع اللغة العربية في جمهورية الصومال، ويتكلم هذه اللغة ما يتقرب الخمسة عشر مليون شخص يتمركزون في الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وإقليم الأوغادين.

اللغة العبرية:

يتحدث اللغة العبرية ما يقارب السبعة ملايين شخص في العالم. حيث يتمركز معظم المتحدثين بها في دولة فلسطين المحتلة، ويتحدث بها كافة يهود فلسطين.

اللغات الأفروآسيوية وأصول هذه التسمية:

في بداية القرن التاسع عشر، قام العديد من علماء اللغة بجمع عدد من اللغات التي تندرج تحت تصنيف اللغات الأفروآسيوية، ولكن قبل أن يكن لهذه اللغات تصنيف لغوي، وبعد ذلك، قاموا بوضعها تحت تصنيف أسرة اللغات الحامية.

ونتيجة للاعتراف الذي أدلى به علماء اللغة لوجود صلات قرابة جينية بين جميع هذه اللغات مع بعضها البعض ومع بعض اللغات التي تندرج تحت تصنيف اللغات السامية، قام العلماء باشتقاق مصطلح جديد يمزج بين اللغات الحامية واللغات السامية، والذي يصف كافة القبائل التوراتية التي تنحدر من قصة أبناء سيدنا نوح، حام وسام.

وفي ستينات القرن التاسع عشر، بدأ علماء اللغة بتطوير العناصر الأساسية للعشيرة اللغوية الأفروآسيوية. حيث قدم اللغوي فريدريش مولر تسمية هذه اللغات بالحامية والسامية اللغات في عام 1876م. وفي عام 1914م، صاغ اللغوي موريس ديلافوسي كلمة الأفرآسيوية، إلا أن هذه التسمية لم يتم استخدامها بشكل كبرك حتى اقترح اللغوي جوزيف غرينبرغ في عام 1950م اعتماد هذه التسمية رسميًا للدلالة على هذه اللغات.

خصائص اللغات الأفروآسيوية:

تتميز اللغات الأفروآسيوية بعدد من الخصائص التي تُعتبر نادرة أو ليست موجودة في اللغات الأخرى وفي أي عشيرة أو عائلة لغوية، وفيما يلي أبرز هذه الخصائص:

  • في هذه العائلة اللغوية، يتم اشتقاق الكلمات والمصطلحات اللغوية من الكلمات ذات الأصل الجذري الثنائي والثلاثي، وبعد ذلك يتم إضافة أحرف في نهاية وبداية هذه الكلمات.
  •  في هذه العائلة اللغوية، يتم تقسيم الكلمات ذات الأصل المفرد إلى تصنيف التذكير والتأنيث، فعلى سبيل المثال، يتم إضافة حرف التاء إلى نهاية الكلمة للدلالة على الكلمة المؤنثة.
  • في هذه العائلة اللغوية، يتم استخدام أحرف تميز هذه اللغات عن غيرها من اللغات في العشائر اللغوية، مثل حرف الحاء والعين.

اللغات الأفروآسيوية الأورهيمات:

يشير مصطلح اللغات الأفروآسيوية الأورهيمات التي تعني الوطن الأصلي باللغة الألمانية، إلى المكان الافتراضي حيث عاش متحدثو اللغة الأفروآسيوية في مجتمع لغوي واحد، أو مجمع من المجتمعات اللغوية، قبل أن تشتت هذه اللغة الأصلية جغرافيًا وأن تُقسم إلى لغات متميزة. حيث يتم التحدث باللغات الأفروآسيوية اليوم بشكل أساسي في غرب آسيا وشمال إفريقيا والقرن الأفريقي وأجزاء من الساحل.

وعلى ما يبدو، تأثر توزيع هؤلاء المتحدثين بنظرية مضخة الصحراء، وهي فرضية تشرح كيف هاجرت النباتات والحيوانات بين أوراسيا وأفريقيا عبر جسر بري في منطقة الشام، التي تعمل على مدار 10000 عام الماضية.

كما لا يوجد اتفاق حول زمان أو مكان وجود الموطن الأصلي لهذه العائلة اللغوية. حيث شملت النظريات الرئيسية في اللغات الأفروآسيوية الأورهيمات: بلاد الشام أي الهلال الخصيب والصحراء الشرقية وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي.

مكانة اللغات الأفروآسيوية بين لغات العالم:

تعد اللغات الأفروآسيوية إحدى العائلات اللغوية الأربع الرئيسية التي يتم التحدث بها في إفريقيا والتي حددها اللغوي جوزيف غرينبرغ في كتابه (The Languages of Africa) الي ألفه في عام 1963م.

حيث بين في كتابه هذا أن قارة أفريقيا واحدة من المناطق القليلة التي تكون منطقة الكلام فيها عابرة للقارات، حيث يتم التحدث بلغات من فرع اللغات الأفروآسيوية واللغات السامية وبعض اللغات التي يتم التحدث بها في الشرق الأوسط وأوروبا.

لا توجد علاقات وثيقة بشكل عام بين اللغات الأفروآسيوية وأي عائلة لغوية أخرى. ومع ذلك، تم تقديم العديد من المقترحات التي تجمع اللغات الأفروآسيوية مع واحدة أو أكثر من العائلات اللغوية الأخرى. وفيما يلي أشهر هذه المقترحات وأشهر العلاقات اللغوية التي تربط اللغات الأفروآسيوية بغيرها من العشائر اللغوية:

مقترح اللغوي هيرمان مولر:

جادل اللغوي هيرمان مولر في عام 1906م، عن وجود علاقة بين اللغات السامية واللغات الهندية الأوروبية. حيث تم قبول هذا الاقتراح من قبل بعض اللغويين مثل، (Holger Pedersen) و(Louis Hjelmslev).

ومع ذلك، فإن هذه النظرية اللغوية ليس لها تأثير كبير في يومنا هذا، على الرغم من أن معظم اللغويين لا ينكرون وجود أوجه تشابه نحوية بين العائلتين مثل الجنس النحوي واتفاق الصفة الاسمية وثلاثي الاتجاهات تمييز العدد والتناوب على حرف العلة كوسيلة للاشتقاق.

مقترح اللغوي هولجر بيدرسن:

على ما يبدو تأثر اللغوي هولجر بيدرسن بزميله اللغوي هيرمان مولر، فقام هولجر بيدرسن بتضمين مصطلح (Hamito-Semitic) (المصطلح الذي تم استبداله بـ Afroasiatic) وهي مصطلحات للدلالة على اللغات الأفروآسيوية. وبين في أحد دراساته عن وجود علاقة بين اللغات الأفروآسيوية واللغات الهندو أورالية والألطية ويوكغير واللغات الدرافيدية.

مقترح اللغوي جوزيف غرينبرغ:

لم يرفض اللغوي جوزيف غرينبرغ في دراسته، التي امتدت من عام 2000م وحتى عام 2002م، عن وجود علاقة بين اللغات الأفروآسيوية باللغات والعشائر اللغوية الأخرى. ولكنه اعتبر اللغات الأفروآسيوية أكثر ارتباطًا بتصنيفاتها اللغوية مقارنة بالعشائر اللغوية الأخرى.

حيث قام بتجميع هذه اللغات الأخرى في عائلة سماها اللغوي جوزيف غرينبرغ بعائلة ماكرو المنفصلة، والتي أُطلق عليها اسم عائلة أوراسياتيك. وبين في دراسته هذه ما يميز اللغات الأفروآسيوية عن غيرها من اللغات.


شارك المقالة: