التطورات التي مرت بها الكتابة عبر العصور

اقرأ في هذا المقال


كيف تأثّرت أدوات الكتابة عبر العصور؟

كانت أدوات الكتابة ولا زالت مهدّدة بالانقراض؛ وذلك بسبب وجود البدائل عنها لكن بالرغم من ذلك فإن الكتابة لم تتهاوى أبداً، فبحسب ما قاله أمين مكتبة بريطاني اسمه أدريان إدوارد أن العلامات الموضوعة على الأوراق تتغيّر وتتبدّل مع مرور الزمن بطريقة تلبّي احتياجات العصر، وبرأيه أنّ الكتابة ستسمر لبعض الوقت، وأضاف إلى أن المعرض المشرف عليه هو واسمه معرض (الكتابة ضع علامتك الخاصة).

يوجد 120 مجسّم يُمثل وجود أكثر من 44 نظام من نظم الكتابة منذ 5 آلاف سنة، ويعرض أيضاً لوح كتابي بين بلاد ما بين النهرين عليه آثار الكتابة المسمارية والمصرية وآثار من ريشة الشاعر ألفريد لورد، هذا يوضّح أنّ الكتابة لن تزول مع تقدّم الزمن وبرغم كل التقنيات الحديثة.

التطورات التي مرت بها الكتابة بالترتيب من ألواح الطين إلى الطباعة:

الكتابة بالنقش على الطين:

كانت أول ما اكتشفه الإنسان  لحاجته إلى القدرة للتواصل مع الناس وحفظ تراثهم الثقافي والعلمي أيضاً، فكان اكتشاف أول نوع من الكتابة في بلاد الرافدين في العراق، حيث كان الناس يلجؤون للنقش على الطين وهو طري بأداة حادّة ثم يعرضّونه للشمس حتى يجفّ، ولم تكن الكتابة وقتها بالأحرف بل كانت رسومات ومنقوشات متعارفة فيما بينهم.

الكتابة المسمارية:

ابتكر أصحاب هذه الكتابة النقش على الشمع والمعادن أيضاً، تسبق المرحلة هذه ظهور الأبجدية تقريبا نحو 2500 سنة، حيث كانت اللغة المستخدمة اللغة السومرية التي كان يتكلم بها أهل الرافدين وبلاد غرب آسيا، بعد ذلك انتقلت إلى أطراف العالم ووصلت إلى أوروبا؛ حيث كانت تستخدم النقوش والصور أولاً وبعد ذلك بدأ استعمال الإشارات الصوتيّة في المراسلات، والتي كانت تعتبر بداية ظهور الأبجدية.

الكتابة الهيروغليفية:

هذا النوع من الكتابة ظهر تقريباً بعد ظهور الكتابة المسمارية بفترة قصيرة، وكلمة هيروغليفية تعني (النقش المقدّس)، تطورت فيه وسائل التعبير باستخدام رموز تعبّر عن الأصوات، فكانوا يلجؤون لصور الحيوانات والإنسان وغيرها، وكأدوات كتابة استخدموا الإزميل والمطرقة والقلم والأختام والمحبرة، والتي كانت تحتوي على أسماء وأعداد.

بعد ذلك تطورت النقوش وأصبح رسمها على المعالم الدينية بكثرة مثل المعابد والمتاحف وغيرها، وتطوّر الأمر فكان أول اختراع ووجود للقلم والورقة في مصر؛ حيث تم اختراع ورق البردي وكان بالإمكان الكتابة عليه بالقلم والحبر وكان شكل القلم وقتها ريشة، تم في هذه المرحلة تبسيط الرموز وأصبحت قريبة من الحروف.

الأبجدية الأوغاريتية:

تعود كلمة الأبجدية الأوغاريتية إلى الأوغاريتيون الذين كانوا يسكنون على الساحل السوري، حيث قاموا بابتكار أبجديات تتكوّن من 30 حرف، وكانت تستخدم بشكل واسع جداً في مجال الإدارة والتجارة بعد ذلك تطوّرت إلى نظام الأبجدية المتقن.

الأبجدية الفينيقية:

وتعود إلى الفينيقيون الذين كانوا يسكنون في السواحل الشرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط، كان نظام هذه الأحرف أن كل حرف يمثّل صوتاً معيناً وكانت الأحرف سهلة النطق والكتابة، بعد ذلك انتقلت الفينيقية إلى الرومان فأدخلوا لها حروف جديدة، وأصبحت اللغة الأبجدية الرومانية واللاتينية سائدة في هذا الوقت وهو عصر الإمبراطوريّة الرومانيّة.

ظهور كتابات الإنكا والأزتك:

هو نظام كتابة جديد ظهر في المكسيك ويطلق عليه (لغة كويبو)، وهو عبارة عن خيوط صغيرة من نوع واحد وملوّنة تعلّق على حبل، يكتبون عليها من خلال وضع المسافات التي تمثّل عدد السكان والضرائب والجزية وغيرها من الأمور، وكانت تسمّى هذه الكتابة (البيكتوجرافية) وهي عبارة عن رموز وصور ترمز للأشياء والمقاطع الصوتية أيضاً.

أبجدية تينفياغ:

وتم أخذها من القرطاجية، في منطقة شمال إفريقيا وتم تطوريها إلى أبجدية تينفياغ.

الكتابة المرويّة:

وهي اللغة التي تتكون من 23 حرف منها تسعة عشر حرف ساكن وأربع حروف معتلّة، وكانت اللغة المروية إمّا عن طريق الكتابة بالصور أو الكتابة بالحروف، وكانت هي اللغة المستخدمة للمراسلات بين الملوك، وكان ورق البردي وقتها هو الورق المستخدم للكتابة والذي قام بتطويره الصينيون، فقاموا باختراع الورق عام 105 ق.م .

وأخيراً بعد اختراع الورق أصحبت الكتابة اليدوية سهلة جداً، بقي الأمر هكذا حتّى قام الصينيون باكتشاف الطباعة فظهرت في البداية الطباعة الميكانيكيّة سنة 200 م، وهي الطباعة على القوالب الخشبيّة، لغاية منتصف القرن الخامس عشر  التي ظهرت فيه لأول مرة آلة الطباعة والذي قام باختراعها العالم الألماني جوهان جوتنبرغ، فظهرت الطباعة الحديثة وانتشرت الثقافة بين كل البلدان لسهولة وسرعة الطباعة.


شارك المقالة: