من هو صاحب الزنج؟
وهو علي بن محمد بن عبد الرحيم الورزنيني العلوي، المُلقَّب بصاحب الزنج، ولد في منطقة الري والتي تقع بالقرب من طهران في إيران ولكن المؤرّخون لم يذكروا وقتاً محدداً لولادته. وسُمّيَ بصاحب الزنج؛ وذلك لأنَّ الغالب على الأنصار الذين أتوا معه كانوا ذو بشرة سوداء زنجية من العبيد.
وهو شاعر وأديب مرموق، من أعظم وأبرز الشعراء والأدباء الذين رفعوا الأدب في العصر العباسي أعلى المراتب، كما أنَّ المؤرخين لعصر الدولة العباسية قالوا الكثير من الأقاويل حول نسبه، فبعضهم أتهموه بأنه عربي من عبد القيس، وآخرون قالوا بأنه فارسي، حيث ذكره المؤرّخ التاريخي ابن الجوزي باسم بهبوذ، أمّا عن المؤرّخ الآخر تغري بردي في أحد كتبه بأنه يُسمّى نهيود وكان في نسبه خلاف كثير؛ وذلك بسبب حساسية شخصيتة الأدبية والتاريخية.
وقضى الشاعر صاحب الزنج أغلب حياته في طهران عاصمة إيران حالياً؛ ولهذا السبب قالوا عنه بعض المؤرخون العباسيون بأنه فارسي الأصل، حيث كان عبد الرحيم من عبد القيس هو جده لأبيه، الذي ولد في إحدى المدن التي تقع ضمن حدود بلاد فارس والتي كانت تُسمَّى بالطاقان، بعد ذلك توجه لكي يستقر في إحدى مدن العراق آنذاك.
وتزوَّج والد الشاعر صاحب الزنج بامرأة كانت تُسمَّى في ذلك الوقت قُرّة من خزيمة، لكن بعدما اشترى ولد الشاعر جارية حصلت بين أبيه محمد و أمه قرة الكثير من المشاكل؛ ممّا أدى إلى مفارقته. وبهذا خرج الشاعر مع والده، لكن بعد مدة طويلة لم تسمع أيَّة أخبار عن والدة الشاعر، ثم بحث عنها ووجدها وأخبرها بوفاة والده.
واشتغل الشاعر صاحب الزنج في بداية حياته بالتدريس الذي يتخصص بالخط العربي على خلاف أنواعه، بالإضافة إلى تدريس اللغة العربية والنحو العربي والنجوم، كما ظهر الشاعر صاحب الزنج في الدولة العباسية في خلافة المنتصر بالله، الذي يُعَدّ في نهاية الأمر أحد ندماء هذا الخليفة العباسي، حيث كان الشاعر علي بن محمد أحد الأشخاص الذين أعتقلوا في سجون الأتراك، عندما تخلصوا من المنتصر بالله وشتتوا رجاله بالقتل والاعتقال وغيرها.
وفي خلافة المستعين بالله تخلَّص الشاعر علي بن محمد صاحب الزنج من أسر الأتراك؛ وذلك عندما وقع شيء من الفتنة بين الكثير من الطوائف ومن بينهم طوائف الجند. وإلى الخليج غادر الشاعر صاحب الزنج من بغداد وكان عازماً على قيام ثورة، فقاد الشاعر ثورة عارمة وعظيمة ضد الحكم العباسي.