قصة الأرنب الكريم

اقرأ في هذا المقال


الكرم من الصفات الجميلة وهي من صفات المؤمنين، والأجمل أن يأتي الكرم والعطاء عندما يكون الشخص بأمس الحاجة لما يملك، وسنحكي في قصة اليوم عن أرنب تعرّض هو وعائلته للجفاف والجوع، وعندما استطاع الحصول على طعام وجد بعض الحيوانات من حوله تشعر بالجوع أيضاً، ولشدّة كرمه أعطاهم ممّا كان لديه ولكن قامت هذه الحيوانات بمكافأته لكرمه وطيبة قلبه.

قصة الأرنب الكريم:

في إحدى القرى كانت هنالك عائلة من الأرانب تعيش في سعادة، وعندما جاء فصل الصيف أصاب القرية الجفاف والقحط؛ فلم يجدو شيئاً ليأكلوه، حيث أنّ كل أشجار الغابة وأعشابها يبست تماماً، واختفت الخضرة بالمكان؛ فأصاب هذه العائلة الجوع الشديد ولم يكن لديهم أي شيء ليفعلوه.

شعر الأرنب الأب بالحزن الشديد لعائلته؛ فقرّر الذهاب في رحلة للبحث عن طعام، وحمل معه إحدى الحقائب وكانت قديمة؛ كي يضع بها ما يجد من طعام، بدأ الأب رحلته وصادف في طريقه شجرة تفاح، فرح بها وبدأ يلتقط ما يستطيع من التفاح ويضعه في الحقيبة، وفي طريق عودته قابل في طريقه خلد وبدا عليه علامات التعب والإرهاق، فسأله عن حاله فرد عليه الخلد: أنا جائع جدّاً وليس لدي ما آكله.

شعر الأب بالحزن لحاله؛ فقرّر أن يعطيه البعض من ثمار التفاح دون تردّد، واصل طريق العودة فقابل القنفذ فقال له: أرجوك أيها الأرنب ساعدني فأنا وعائلتي نتضور من شدّة الجوع ولا نملك شيئاً لنأكله، حزن الأرنب لحاله فأعطاه ما يسد رمقه به له ولعائلته ثم واصل طريقه.

وصل الأرنب الأب إلى النهر فوجد بمحاذاته سلحفاة تجلس ويبدو عليها الحزن، وعندما سألها عن حالها قالت له: أنا أشعر بالجوع وليس لدي أي طعام، فكّر الأرنب قليلاً ثم قرّر أن يعطيها بعض التفاح؛ فأخذ القليل من التفاح من حقيبته وأعطاها له ثم أكمل طريقه.

وعندما كان الأرنب يمشي إذ شعر بشيء غريب؛ عندما التفت وراءه وجد أن التفاح كلّه قد وقع منه على الأرض؛ لأن حقيبته كانت قديمة فأصبحت ممّزقة وكان التفاح يقع منها حبة تلو الأخرى دون أن يشعر، وعندما وصل المنزل وكانت العائلة بانتظاره وجد أن حقيبته فارغة تماماً فشعر بالحزن الشديد لذلك.

وفجأة وبينما كان الأرنب وعائلته يجلسون ويشعرون بالجوع الشديد إذ طرق باب المنزل، وعندما فتح الأرنب الباب وجد القنفذ والسلحفاة والخلد، كانت السلحفاة تحمل بعض الملفوف، والقنفذ يحمل سلّة من الفطر، أما الخلد فيحمل بعض الجزر، قدمّوها للأرنب تعبيراً عن رد الجميل له، فرح الأرنب وعائلته بذلك كثيراً، ونال الأرنب بكرمه وطيبته خير الجزاء.


شارك المقالة: