الأسد هو دائماً ملك الغابة، ولكن ليس بسبب قوّته الجسدية فقط،؛ فالأسد حيوان يتصّف بالحكمة والذكاء، سنحكي في قصة اليوم عن أسد قام بافتراس غزال وجاء حيوان ما وسرقه، حاول اللص أن يخفي نفسه، ولكن الأسد بذكائه المعهود وحكمته وحيلته استطاع اكتشاف السارق وقتله.
قصة الأسد واللص:
كان هنالك أسد يعيش في الغابة، كان لها الأسد مكان مخصّص في الغابة، وأثناء جلوسه في يوم من الأيام في هذا المكان وهو يشعر بالجوع، إذ مر من أمامه غزال لونه بني وجميل، عندما رآه الأسد ازداد جوعاً وبدأ لعابه يسيل، بدأ الأسد برحلة المطاردة لهذا الغزال، واستطاع كعادته أن يفترسه، جلس وبدأ يأكل بهذه الفريسة والوجبة الشهية وفمه ممتلئ باللعاب.
وعندما كان يتناول وجبته، فكّر قليلاً ثم قال في نفسه: هذه الوجبة الشهية لن تتوفّر لي كل يوم، سأقوم بتخزينها في مكان ما ثم آكل منها كل يوم، قام الأسد بتخزين وجبته في الكهف، ثم ذهب مطمئناً لأنّه قام بتخزين وجبته في مكان آمن، وعندما عاد في اليوم التالي لتناول وجبته تفاجأ بعدم وجودها.
أدرك الأسد أنّ هنالك أحد ما قام بسرقة الفريسة، شعر بالغضب الشديد وبدأ بالزئير بصوت ملأ الغابة لأكملها من شدة غضبه؛ فكيف لأي شخص أن يسرق الطعام من منزل ملك الغابة، سمعت الحيوانات في الغابة زئير الأسد وشعرت بالذعر؛ الطيور طارت بعيداً، والحيوانات بدأت تركض وتتساءل ما سبب هذا الزئير العالي.
دخل الثعلب وهو يعتبر وزير الملك، كان يبدو عليه الخوف الشديد من غضب الأسد ملك الغابة فسأله: ما بك يا سيدي لما أنت غاضب؟ قال له: لقد قمت بتخزين قلب فريستي في الكهف وتم سرقتها، أنت وزيري فكيف لك أن تدير أموري بهذه الطريقة الخاطئة وكيف تسمح لأي حيوان أن يدخل منزلي ويسرق طعامي! عندما سمع الأسد كلام الثعلب ازداد خوفه وتحوّل لون وجهه إلى اللون الأصفر.
قال الأسد للثعلب: هيا أحضر لي اللص الآن أنا أريد معرفته، قال له الثعلب: يا سيدي الملك أنا أعتقد أن الذئب هو من سرق طعامك؛ فلقد رأيته البارحة بعد مغادرتك للكهف يمشي أمامه وهو يشعر بالخوف الشديد، غضب الأسد وصرخ: هيا إذاً أحضره أمامي أنا أريد أن أحقّق معه، أسرع الثعلب لإحضار الذئب وشعر أنه نفذ من قبضة الأسد بذلك.
عندما حضر الذئب قال له الأسد: أنت من قمت بسرقة طعامي بالأمس سوف أقتلك في الحال، نظر له الذئب وهو في قمة الخوف وقال: أنا أقسم لك يا سيدي أنّني لم أسرق طعامك، بل هو الثعلب من فعل ذلك وأشار إليه، قال له الأسد: حسناً قل لي ماذا رأيت ولا تكذب فقط قل لي الحقيقة، قال له: لقد رأيت هذا الثعلب يوم أمس يخرج من الكهف وهو يتجشّم من خوفه، صرخ الثعلب: كلّا يا سيدي لا تصدقه أنا لم أسرق منك شيئاً بل هو من فعل ذلك.
ازداد اشتياط الأسد وغضبه وقام بمسك كلاً منهما وقال: سوف آخذكما إلى الغابة وسوف تقسمان لي أمام جميع الحيوانات بقول الحقيقة، وفجأة وخلال ما كان الأسد يسير في الغابة استوقفته شجرة وقالت له: أيها الأسد أي وزير يعمل لديك فأنا قد سرقت الأزهار من فروعي، يجب عليك إيجاد اللص ومعرفته، شعر الأسد أن هنالك شيء ما في قول هذه الشجرة ونسي ما قاله للثعلب والذئب وعاد إلى الكهف ليكتشف السارق بنفسه.
عندما دخل الكهف نظر لكلاً من الثعلب والذئب وقال لهما: هيا يجب على أحدكما الاعتراف بسرقته وإلّا سوف أقتلكما وبذلك سيموت اللص على كلّ حال، صمت الثعلب والذئب وبدأ كل منهما ينظر للآخر، وفجأة قبل أن يقترب الأسد ليمسكهما ركع الثعلب على قدميه وبدأ بالبكاء وقال للأسد: أرجوك يا سيدي أعف عني فأنا من قمت بسرقة الطعام، أنا أعدك أنّني لن أكرّر فعلتي هذه.
قتل الأسد الثعلب لأنّه اللص، واستطاع بهذه الحيلة أن يكتشف الفاعل، وكما قالت الحكمة: الأذكياء من يفهمون لغة الكلام، أمّأ الأغبياء هم من يفهمون لغة العصي، فالأسد الذكي فهم من كلام الشجرة من هو السارق، والثعلب لم يعترف إلّا عند تهديده بالقتل.