قصة الدجاجة كريمة

اقرأ في هذا المقال


من الجميل أن يفتخر الإنسان ويرضى بما لديه، وأن لا ينظر بما في أيدي الآخرين، فالقناعة كنز لا يفنى، سنحكي في قصة اليوم عن دجاجة كانت تبيض بيضاً لونه أبيض وصافي كالثلج، ولكن كانت تسعى إلى جعله ملوّناً في أيام العيد، وعندما تفاجأت بأن هذا البيض قد أنتج لها صيصاناً جميلة، لم تعد تحب إلّا اللون الأبيض.

قصة الدجاجة كريمة:

كان هنالك دجاجة واسمها كريمة، كانت هذه الدجاجة تضع بيضاً لونه أبيض، وكانت تحب التباهي والتفاخر كثيراً بهذا البيض الذي تضعه، وفي فصل الربيع شاهدت الدجاجة كريمة أن هنالك أرنباً يضع بيضاً ملوّن؛ فأعجبها البيض وصارت تتمنّى لو أنّها تستطيع أن تضع بيضاً ملوّناً مثله.

كان الأرنب يحضر هذا البيض في العيد، فاتجهت إلى عشّها مسرعة، وصارت تفكّر كيف تستطيع تلوين البيض في العيد كما يفعل هذا الأرنب، خطر بذهنها فكرة وهي أن تتخيّل وهي تبيض ألوان الربيع الزاهية؛ فبدأت تبيض وتحلم بالبيض الذي تملأه الألوان المختلفة كالأبيض والأحمر والأصفر، وعندما انتهت من ذلك واستفاقت وجدت أنّها قد خاب أملها، فلون البيض الذي وضعته  أبيض كالثلج.

بدأت تشعر كريمة بالخجل من صديقاتها الدجاجات الأخريات، وصارت تفكّر كيف ستعمل حيلة أخرى؛ لعلّها تحدث أعجوبة ويتحوّل البيض إلى بيض ملوّن، ولكن دون جدوى، ظلّت صديقاتها الدجاجات ينتظرنها بالعيد لإحضار البيض الملوّن، فقامت هي بالانحناء لمحاولة إخفاء البيض عن الجميع، وقرّرت بنهاية الأمر أن تعترف لصديقاتها أنّها قد فشلت بتحويل بيضها إلى بيض ملوّن بألوان الربيع.

بينما كانت الدجاجة ترقد على البيض إذ شعرت بأن بيضة من البيض قد تكسرّت وخرج منها شيئاً، وعندما التفتت وجدت بأن البيض كلّه قد بدأ يتكسّر بيضة تلو الأخرى، وكان هنالك رأس أصفر صغير يخرج من كل بيضة، تفاجأت الدجاجة كريمة بنهاية الأمر أن بيضها الأبيض الصافي قد أنتج صيصاناً صفراء جميلة المنظر.

ومماّ جعلها أكثر سعادة أن صديقاتها الدجاجات عندما وصلن ورأين الصيصان أبدين إعجابهن بالصيصان، وبدأت كل منهن تسأل الدجاجة كريمة عن كيفية حصولها على هذه الصيصان الرائعة، ومنذ ذلك اليوم أصبحت كريمة لا تحب من البيض إلّا البيض الأبيض حتّى في أيام العيد.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: