تُعد قصة الراون هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- الصياد الشاب.
- نبتة الراون.
قصة الراون:
تُعد قصة الراون هي حكاية توصف نبتة الراون المخيفة التي تمنح صاحبها مبالغ طائلة من المال، وفي هذه المقالة سنتحدث بشكل مفصل عن هذه النبتة. في قديم الزمان كان هناك تقليد معروف في مدينة من ماغدبورغ وهو أنَّه عندما يكون الرجل لصًا بالميراث، أي كان والده وجده وجده الأكبر في الثلاثة أجيال من عائلته لصوصًا أو من كانت والدته قد قامت بالسرقة أو كان لديها رغبة شديدة في سرقة شيء ما في الوقت الذي يسبق ولادته مباشرة، في التقليد يتم شنق هذا الرجل.
وعند سفح المشنقة حيث شهق هذا الرجل الذي تم شنقه أنفاسه الأخيرة، ستخرج نبتة ذات شكل بشع تُعرف باسم الراون. تُعد نبتة الراون كائن قبيح يصعب النظر إليه وله أوراق خضراء داكنة عريضة مع زهرة صفراء واحدة. ولهذه النبتة سحر خارق، يحاول الكثير من الناس الحصول عليها بسبب قيمتها المادية الكبيرة. يعتبر الحصول على هذه النبتة عمل مليء بالمخاطر وإذا لم يتم أخذها من الجذر وتنظيف التربة منها في وقت مبكر، حينئذ تصبح عديمة القيمة تمامًا. من يقوم بهذه التجربة يخاطر بحياته، ففي اللحظة التي تخرج منها النبتة من الأرض تنطلق منها صرخات شديد المرارة.
وعندما تكون الجذور مكشوفة، يخرج صوت يكاد المرء يفقد سمعه بسببه ومن يريد الحفاظ على هذه النبتة وعلى حياته يسيطر على نفسه لكي لا تسحبه الأصوات إلى أعماق الأرض. ويُذكر أنْ بطل قصتنا هذه الصياد الشاب ذهب في أحد المرات إلى مكان المشنقة ليسحب هذه النبتة ويحصل منها على الأموال، فشاهد وقتها جسد رجل مشوهًا وممزقًا إلى أشلاء في تلك البقعة. ولحسن حظ أهل القرية لا يوجد سوى يوم واحد في الشهر تخرج فيه هذه النبتة وفي ليلة ذلك اليوم فقط يمكن انتزاعها من مخبأها.
تُعتبر الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي الصوم طوال أربعة وعشرين ساعة وعند غروب الشمس يخرج المغامر آخذًا معه كلبًا أسود ليس به بقعة بيضاء واحدة على جسده. خرج الصياد الشاب لانتزاع النبتة وعند منتصف الليل وقف تحت حبل المشنقة وهناك وضع في أذنيه الصوف؛ حتى لا يسمع شيئًا. وفي تمام الساعة الثانية عشر بدأ بحفر دائرة كبيرة للعثور على جذور هذه النبتة، وجد الصياد الجذور وربطها بذيل كلبه الأسود وأمره بالركض.
قامَ الكلب بفعل ما أمره به سيده، ولكنه وجد قطعة لحم كبيرة وانقض عليها راكضًا وتاركًا النبتة وراءه. وبعدها مات الكلب على الأرض بفعل ضغط النبتة على ذيله، وهذا جعل صاحبه حزين للغاية على وفاة كلبه الوفي. ولكن لم يريد الصياد ترك فرصته الذهبية ومسك قطعة حريرية كان يلف بها أسهمه وغمسها بالشراب وحمل النبتة بها. وعندما وصل إلى منزله ودع كلبه ودفنه في فناء البيت ووضع النبتة البشعة في صندوق محكم الإغلاق وكان يزورها كل يوم جمعة في بداية الشهر.
وفي هذا اليوم يضع عليها الشراب مرة أخرى ويغلفها بقطعة الحرير، لم يكن الصياد يعرف كيفية الاستفادة من هذه النبتة وتحدث معها قائلًا: لقد خسرت صديقي بسببك، هل تعلمين؟ والآن أنا لا أعرف كيف يمكنني أنْ أستفيد منك أيتها النبتة الشريرة. قالت له: ضع في الصندوق قطعة ذهب واحدة وفي الجمعة المقبلة من الشهر المقبل سوف يكون هناك مئات بل آلاف القطع الذهبية التي ستصبح بها أحد الأغنياء. لم يصدق الصياد وقال لها: لا يمكن أنْ يكون هذا صحيحًا. قالت له: ويمكن للرجل العاقر أنْ يضع طلبه في الصندوق وسيصبح أبًا على الفور.
فرح الصياد كثيرًا لسماع مثل هذا الكلام وقال: هل يمكنني وضع قطعة ذهب وطلبي بأنْ أصبح أبًا في نفس اليوم، فأنا لا أملك الأطفال وأود أن أكون أبًا. قالت له: حسنًا فلتضع كلا الطلبين، ولكن بشرط. قال الصياد: أي شيء. قالت النبتة: يجب عليك أنْ تورثني لولدك. قال الصيد: كيف يمكنني فعل ذلك؟ قالت النبتة: يجب عليه أنْ يضع قطعة خبز بيضاء وقطعة ذهب في نعشك عند موتك وهكذا سيرثني.
وافق الصياد على ذلك، ووضع طلبه في الصندوق وفي بداية الشهر ذهب مرة أخرى على النبتة وفتح الصندوق. وجد عدد هائل من الذهب وقال النبتة له: اذهب إلى زوجتك الآن فهي حامل. فرح الرجل كثيرًا وبالفعل كانت زوجته حامل وأنجبت صبي صغير وعاشت العائلة بسعادة وهناء. وكانت هذه هي نهاية القصة.