تُعد قصة القوافي الثلاثة هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ عدد من الكتاب بتأليفها في عام 1921م. حيث قامَ الدكتور ويليام آر بتحريرها، ونُشرت في العديد من مطابع نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كل مكتبات بكين في جمهورية الصين.
الشخصيات:
- المزارع.
- الطبيب.
- القاضي.
- الزوجات الثلاث.
قصة القوافي الثلاثة:
ذات مرة كان هناك ثلاث بنات في الأسرة، تزوجت الأخت الأكبر سناً من طبيب مشهور والثانية تزوجت من قاضٍ مشهور، ولكن الفتاة الثالثة والتي كانت الأذكى بينهم تزوجت من مزارع فقير للغاية لا يملك النقود الكافية لجعلها تعيش الحياة التي تريدها. وبعد زواجهن الثلاثة من هؤلاء الرجال غادرن المنزل، وبعد مضي القليل من الوقت جاء وقت ميلاد الأم وجاءت البنات الثلاث مع أزواجهن ليتمنوا لأمهن حياة مديدة وسعيدة.
أعدت العائلة وجبة لأصهارهما الثلاثة ووضعوا طعام عيد الميلاد على المائدة، وخلال الطعام بدأ الصهر الأكبر بمحولة إحراج الصهر الفقير أي المزارع، فبدأ يسأله عن الدراسة وهو يعلم جيدًا بأنَّه لم يذهب إلى المدرسة ولذلك شعر المزارع بحرج شديد وقال لزوجته بأنَّه يرغب بالذهاب إلى البيت ولكنه لم يخبرها بالسبب، فلم تكن الزوجة بالقرب منه عندما قال له الطبيب هذا الكلام فجعلته يصبر قليلًا وقالت له: دعنا نبقى قليلًا وسوف نذهب أعدك بأنَّ نذهب باكرًا ولكن أود الجلوس مع أمي قليلًا. وافق الزوج وجلس على المائدة مع الآخرين.
قال الطبيب: إنَّه أمر مرهق للغاية بأنْ أجلس هنا أشرب ولا أقوم بأي شيء آخر. وأكمل: دعونا نلعب لعبة الشرب فيجب على كل واحد منّا أنْ يخترع قافية كلام موسيقيّة تكون ذات معنى جيد لما يراه ويجب أنْ يستخدم في هذه القافية جمل، في السماء وعلى الأرض وعلى الطاولة وفي الغرفة، ومن لا يستطيع فعل ذلك يجب أنْ نفرغ ثلاث أكواب من الشراب على رأسه كعقاب لعدم معرفته. كان الجميع راضٍ بتلك اللعبة، ولكن الصهر الثالث شعر بالحرج وأصر على المغادرة ولكن الضيوف لم يسمحوا له بالذهاب وألزموه بالاحتفاظ بمقعده.
ثم بدأ الصهر الأكبر بالكلام: سأبدأ بقصتي، في السماء أرى طير العنقاء يحلق بفخر شديد وعلى الأرض أرى خروف صغير يرقد منتظرًا أحدهم لقتله بهدوء وعلى الطاولة يوجد كتاب قديم كنت أدرسه عندما كنت صغيرًا وفي الغرفة أرى الخادم وأناديه بهدوء. وتابع الثاني وقال: في السماء تطير حمامة بيضاء نقية كنقاء الحليب وعلى الأرض يرفع الثور حمولة المزارع وعلى الطاولة أرى أعمالي كلها تفتح أمام عيناي وفي الغرفة أرى الخادم يمسح الأرض.
ولكن الصهر الثالث تعثر في الكلام ولم يجد شيئًا يقوله، ولكن عندما أصروا كلهم عليه اندلع بنبرة صوت خشنة وقال: في السماء أرى رصاصة رمادية اللون تتطاير أمام عيناي وعلى الأرض أرى وحش كبير يشبه البشر يطارد من يظن بأنَّه نمر وعلى الطاولة أرى زوج من المقصات التي من الممكن استخدامها لقطع ألسنة الناس وفي الغرفة يوجد فتى الإسطبل الذي لديه العديد من القيم الإنسانية التي لم ولن يمتلكها غيره من الأغنياء. عندما سمع الزوجان الآخران صفقا بأيديهما وبدءا بالضحك بصوت عالٍ.
وبعد نوبة ضحك هستيرية قالوا للمزارع: هل تعلم بأنَّ كلامك كلام رديء وليس له أي معنى فكله لم يمت للواقع بصلة. فالرصاصة ليست طائرًا تستطيع رؤيته في السماء وفتى الاسطبل يقوم بعمله في الخارج هل ستدعوه إلى الغرفة؟ كل كلامك هراء بهراء! ولكن قبل أنْ ينتهوا من الكلام رفعت الابنة الثالثة ستارة غرفة النساء وخرجت، كانت غاضبة للغاية ولكنها لم تستطع أنْ تكتم الابتسامة التي كانت بسبب كلام زوجها المزارع الذكي.
قالت لهم: هل تعلم بأنَّ كلام زوجي منطقي للغاية سأشرح لك ذلك اسمع لحظة، في السماء الرصاصة الرمادية تُطلق لتصطاد طائر الفينيق والحمامة لذا فهي ذات مفعول أقوى من الطيور وعلى الأرض سوف يلتهم وحوشنا أغنامك وثورك الأبله وعلى الطاولة سيقوم مقصنا بتقطيع جميع كتبك القديمة وبالطبع لسانك الحاد وفي الغرفة يمكن لصبي الإسطبل أنْ يجلس معك كما هو الحال الآن.
وبعد سماع الرجال هذا الكلام من الأخت الصغرى قالوا لها: نعم معك حق نحن أخطأنا بحق زوجك ونحن نعتذر منه عمّا بدر منّا من حديث سيء، ولكن أود أنْ أعرف كيف قال هذا الكلام وكيف أنتِ قمتِ بتفسيره بتلك الطريقة الذكية! قالت الزوجة له: عندما يكون الرجل جيد وتكون الزوجة تفهمه من نظرة عينيه تستطيع أنْ توصل فكرته لغيره.
