قصة الكابوتر والجرس - The kabouters and the bells

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة الكابوتر والجرس قصة هولنديّة شعبيّة خياليّة، قامَ الكاتب ويليام إيليوت جرافيس بتأليفها.

الشخصيات:

  • الكابوتر.
  • الغنومز.
  • الوافدون الجيدون.
  • الوافدون السيئون.

ملخص عن أحداث قصة الكابوتر والجرس:

عندما زارت الملكة الشابة فيلهيلمينا برابانت وليمبورغ، قامَ بعض الأقزام الصغار الذين يُطلق عليهم (kabouters) باللغة الهولنديّة و (kobolds) بالألمانية، بأداء وعرض الحيل التي يشتهرون بها، شارك قوم صغيرون آخرون يُدعون (gnomes) بعرض بعض اللوحات الخاصة بهم، الكابوتر هم الجان المُظلمون الذين يعيشون في الغابات والمناجم بينما يعيش الجان البيض الطيبون في الحقول المفتوحة وتحت ضوء الشمس.

كانت مخلوقات الغنومز هي التي تفكر ولكن الكابوتر هم من يقومون بأعمال التعدين وجمع الأحجار الكريمة والمعادن، فهم مخلوقات قوية للغاية ومعتادون على أعمال التنقيب عن الفحموالحديدوالنحاسوالذهب. وعندما ظهروا لأول مرة كانوا قبيحين للغاية، لدرجة أنَّهم اضطروا للعيش في الأماكن المظلمة حتى لا يتمكن أحد من رؤيتهم. تبدو العفاريت الكبيرة من الكابوتر مثل كبار السن ذوي اللحى، أمّا الأطفال فهم بالكاد أكبر من إبهام الرجل. وما يميزهم جميعًا هو أنَّهم يساعدون الأشخاص الطيبين والحكماء على القيام بالأشياء بشكل أفضل، ولكنهم يحبون أنْ يُعاقبوا الناس البليدون، سواء كانوا أغبياء أو حمقى أو شقيين.

ومنذ زمن بعيد، في الوقت الذي لم تكن هناك أبراج أو أجراس كنائس على أرض الهولنديين، جاء العفاريت الجيدون من الجنوب إلى البلاد وعلموا الناس أنْ يكون لديهم أخلاق أفضل وملابس أفضل وطعام صحي أكثر. كما أنَّهم أقنعوهم بنسيان آلهتهم القاسية وعادات الانتقام التي قسّت قلوبهم. أخبروهم عن الآب الذي في السماء، الذي يغفر لنا ذنوبنا عندما نتوب عن أفعالنا الشريرة. والآن عندما سمع كبار الغنومز والكابوتر عن الوافدين الجدد في الأرض، عقدوا اجتماعاً وقالوا واحدًا للآخر: سنُساعد جميع الجيدين واللطفاء، لكننا سنعاقب القاسيين منهم.

ولذلك تمّ إرسال رسالة إلى جميع الأشخاص الصغار في المناجم والتلال؛ وذلك لإرشادهم كيف يتصرفون وماذا عليهم أنْ يفعلوا. كان بعض الأشخاص الجُدد، الذين كانوا أجانب ولا يعرفون عادات البلاد، فظّين للغاية وكانوا كل يوم يؤذون مشاعر الناس، فقطعوا بفؤوسهم الأشجار المقدسة وضحكوا بازدراء على الآبار المقدسة وينابيع المياه وشتموا الناس عندما صلوا إلى وودين العظيم. كما أنَّه كان جميع الناس غاضبين من وجودهم وكرهوهم للغاية.

قرروا الكابوتر أنْ يعذبوا هذا القوم الجديد، فوضعوا الحامض في خبزهم وكانوا يجدون الحليب في أحواضهم كما أنَّهم قاموا بقلب أسرتهم رأسًا على عقب، تطايرت حجارة الحصى في مواقدهم، كانت قبعاتهم وأحذيتهم مفقودة. في الواقع لقد مروا بوقت عصيب وأرادوا العودة إلى ديارهم، فعندما يكون للكابوتر ضغينة ضد أي شخص فهم يعرفون كيف يصيبونه. ولكن الذين كانوا حكماء ولطفاء من القوم الجديد لم يواجهوا أي مشكلة بل أنَّهم ساعدوا على بناء البلاد وكان هذا السبب لرضى الكابوتر عنهم، فعندما كانوا يحتاجون لأي شيء كانوا يجلبونه لهم الكابوتر في الصباح ويضعونه خفية على المائدة.

قاموا الوافدون ببناء الكنائس، وعندما علم الكابوتر بأنَّ الغرباء يريدون أجراس للكنيسة لدعوة الناس للعبادة، قرروا مساعدتهم. فلن يصنعوا جرسًا فحسب، بل كانوا في الواقع يريدون صناعة جرس يصنع ضجة كالحفلة الموسيقية. لم يحب الأقزام الحفر عن المعادن من أجل صناعة السيوف أو الرماح أو ما من شأنه أنْ يؤذي الناس، ولكن أجراس الكنائس تهدي المسافرين في الغابة وتهدئ العواصف التي دمرت البيوت وقلبت القوارب وقتلت وأغرقت الناس وهي عبارة عن دعوة الناس للحضور والصلاة والغناء.

كانوا الكابوتر يعلمون أنْ الوافدين الجيدين فقراء ولا يمكنهم شراء أجراس في فرنسا أو إيطاليا، وحتى لو كان لديهم المال، فلن يتمكنوا من عبور الغابات الكثيفة أو البحار العاصفة. وعندما تمّ إخبار جميع الكابوتر بهذا الأمر، اجتمعوا معًا للعمل ليلًا ونهارًا في المناجم وقاموا بكسر الصخور التي تحتوي على النحاس والقصدير باستخدام المجرفة والإزميل والمطرقة. ثم قاموا ببناء حرائق هائلة لصهر هذه المعادن الخام إلى سبائك.

لأيام وأسابيع تحت الأرض كان الأقزام يكدحون لصنع جرس الكنيسة. وعندما انتهى كل العمل تمت دعوة كبار الكابوتر إلى المناجم لتفقد العمل. ويا له من منظر! كان هناك ما لا يقل عن مائة جرس من جميع الأحجام، وكانت هناك أكوام من القضبان الحديدية والمسامير والصواميل والأسلاك لتعليق الأجراس عليها.

كان الكابوتر مشغولين في الغابة بالقرب من القرية، فبدأ بعض الرجال بأمر من وافد أجنبي بقطع بعض من أرقى الأشجار القديمة وأقدسها. وبالإضافة إلى ذلك، تركوا الكابوتر أدواتهم في الغابة، فاستولى الرجل على فؤوسهم وقبل الصباح دون أنْ يصدروا أي ضجيج، قاموا بتسوية كل شيء ما عدا الأشجار المقدسة.

وعندما كان جميع الكابوتر جاهزين مع كل أفراد عائلاتهم للغناء، اجتمع الآباء والأمهات والصغار مترابطين في طوابير وأجبروا على الغناء. تمّ سماع الأصوات الثقيلة من الذكور والناعمة من الإناث وصرير الأطفال الصغار جدًا وصولاً إلى هديل الأطفال. وبعد كل ذلك، قامَ سيد الجرس بتقييم تلك الأصوات بأفضل نغمة وجودة، والتي من خلالها يتم ترتيب الأجراس وتنظيمها.

وبعد أنْ تمّ ترتيب الأجراس، قامَ سيدهم بتدريبهم وظنّ بأنَّ مقياس تدوينه مثالي وأصدر الأوامر لضبط الأجراس. ولإسعاد جميع الغنومز والكابوتر والجان الذين تمت دعوتهم إلى الحفلة الموسيقية، فإنَّ صفوف الأجراس حققت الانسجام المطلوب. وخلال هذا الوقت عند الوافدون، بنى الأسقف كنيسته العظيمة مع برج لمبة رائعة في الأعلى وكلها مؤثثة بشكل جيد من الداخل، ولكن بدون جرس واحد يدق فيها، فخطط سيد الأجراس لمفاجأة عظيمة.

كان الظلام حالك وكان الأسقف يحزم حقائب سرجه استعدادًا للقيام برحلة على ظهر حصانه إلى ريمس، في هذه المدينة كانت تكثر القوافل الكبيرة القادمة من الهندوالصين التي جلبت إلى المعرض السنوي السجاد والتوابل والأحجار الكريمة والأشياء الشرقية. وهناك كان الأسقف ينوي توسل المال أو يطلب منهم جرسًا. وفجأة في الليل بينما كان في منزله، سُمع صوت موسيقى في الهواء، وهي موسيقى لم تُسمع في هولندا أو في أي من المقاطعات السبع عشرة في هولندا.

صرخ الأسقف متفاجئاً: الحمد لله، يبدو وكأنَّ الملائكة وضعتهم هنا. وأصبحت هولندا أرض السمفونيات الرنانة ومكان تكثر فيه أجراس الكنائس، فكل ربع ساعة كانت موسيقى الترنيمة تجعل الهواء صاخبًا. ولكن بسبب ما قام به الرجل من قطع للأخشاب، لا أحد يرى الكابوتر في الوقت الحاضر؛ وذلك لأنه في العالم الجديد عندما يتم قطع جميع الأخشاب لصناعة والسيارات والطائرة والغواصة وغيرها، فإنَّ الناس الصغار الموجودون في المناجم والغابات منسيون. وبهذا كانت هولندا أحد أولى الدول التي أطلقت الموسيقى والترانيم في العالم.


شارك المقالة: