تُعد قصة الكفن الصغير هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- الأم.
- الطفل الصغير.
قصة الكفن الصغير:
في قديم الزمان، كانت هناك امرأة ذات جمال فاتن ومدهش لدرجة أنَّ الجميع كانوا يحبها بسبب جمال وجهها وروحها. كان لدى هذه المرأة ابن صغير يبلغ من العمر حوالي سبع سنوات وكان جماله مقارب لجمال والدته، كان أعزّ عليها من كل العالم. وفي أحد الأيام مرض هذا الفتى فجأة ومات، وهذا بالطبع كسر قلب والدته فكانت تبكي عليه نهارًا وليلاً وبدا على عيونها الانتفاخ لشدة البكاء.
وبعد فترة وجيزة من دفنه، ظهر هذا الفتى ليلًا في الأماكن التي اعتاد الجلوس واللعب فيها أثناء حياته وإذا سمع بكاء والدته، كان يبدأ بالبكاء وفي الصباح الباكر يغادر الفتى من هذه الأماكن ويذهب إلى قبره البارد. نظرًا لأن والدته لم تكن تتوقف عن البكاء على فراقه، فقد جاء الطفل ذات ليلة في كفنه الأبيض الصغير الذي كان قد وضع فيه في نعشه وبكى عند رأس والدته وبعدها جلس عند قدميها على السرير وقال لها: أمي هل تسمعيني؟ نهضت الأم من سريرها بسرعة فائقة وقالت بصوت عالٍ للغاية: ولدي! هل هذا أنت؟
رد عليها ولدها: نعم يا أمي، هذا أنا. قالت له الأم: أنا حزينة للغاية على فراقك يا عزيزي، أشعر بأنَّ قلبي سوف يتمزق ويخرج من مكانه من شدة الألم. قال لها ولدها: يا أمي أنا أتوسل إليك بأنْ تتوقفي عن البكاء، فلا أستطيع البقاء في قبري بسبب دموعك الكثيرة التي تنهال علي، فأنا أتجول في الليل هاربًا من رطوبة قبري وبرودته وفوق كل هذا كفني دائمًا مبلول. صفنت الأم وشعرت بحزن كبير وقالت وهي تبكي: أعدك يا عزيزي بألّا أبكي عليك وسوف أوكل أمري وأمرك لله عز وجل.
وعندما توقفت الأم عن البكاء، جلس معها ابنها وتحدث معها قليلًا وقال لها: انظري يا أمي الكفن الآن جاف تمامًا؛ لأنك لم تبكي ويمكنني أنْ أستريح الآن في قبري. ثم رضخت الأم لإرادة الله تعالى وتحملت حزنها بصمتوصبر ولم يعد الطفل الصغير مرة أخرى بل نام في سريره تحت الأرض. وكانت هذه هي نهاية القصة.