قصة الكمان المسحور - The Magic Fiddle

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة الكمان المسحور هي قصة هنديّة شعبيّة، قامَ عدد من الكتاب بتأليفها في عام 1910م وقامَ المحرر جوزيف جاكوبز بتحريرها. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة نيودلهي في الهند وفي البعض من المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الفتاة الخيزرانة.
  • الأخ الأكبر.
  • الأخ الأصغر.
  • ابن الرجل الذي سرق الكمان.

قصة الكمان المسحور:

في قديم الزمان، كان هناك سبعة إخوة وأخت كان الشقيقان متزوجين، ولكن زوجاتهم لا يقمن بالطبخ للعائلة فكانت تقوم به أختهم التي كان عملها الأساسي هو الجلوس بالمنزل والطبخ. وبسبب طعم طبخها اللذيذ كانت زوجة الأخ الأكبر تحاول الإيقاع بها دائمًا واتفقت هي وزوجة الأخ الأصغر على التسبب بمشاكل كبيرة لها. وعندما كانت تذهب لجلب الماء من البركة التي كانت وسط الغابة، كن يذهبن خلفها وكانت كل مرة تملأ فيها الإبريق تقوم الاثنتان بإراقته على الأرض؛ وذلك ليدعانها بأنها تتأخر بالعودة إلى البيت. كانت تمضي الفتاة المسكينة ساعات طويلة في محاولة ملئ الإبريق الكبير، ولكن دون جدوى.

لم تكن الفتاة تعلم بما يجري وكانت تظن بأنَّ الإبريق الكبير قد امتلأ، ولكنها فوجئت بجفاف الإبريق وبدأت بالبكاء ورمت الإبريق الصغير الذي كانت تملأ به الإبريق الكبير على الأرض بحزن شديد وجلست داخل الإبريق الكبير. وفجأة بدأ الماء بالارتفاع ببطء وعندما وصلت المياه إلى كاحليها بدأت بالنحيب والاستنجاد بإخوانها: يا أخي وصل الماء إلى كاحلي، ساعدني أرجوك. استمرت المياه بالارتفاع حتى وصلت إلى ركبتها وبدأت بالبكاء مرة أخرى: يا أخي وصل الماء إلى ركبتي، ساعدني أرجوك. استمر الماء بالارتفاع ووصل إلى خصرها صرخت مرة أخرى: يا أخي وصل الماء إلى خصري، ساعدني أرجوك.

وأخيرًا وصل الماء إلى رقبتها وظلت تبكي: يا أخي وصل الماء إلى رقبتي، ساعدني أرجوك. وعندما ارتفع الماء ووصل إلى أنفها، فقدت الوعي. بعد فترة من الزمن، فُقدت الفتاة ولم يستطيع أي من أخوتها إيجادها كان الجميع قلق عليها للغاية؛ فكانت تُعتبر أفضل الأخوات تعاملًا مع الجميع. ولكن بعد مضي أسابيع قليلة، عادت الفتاة للظهور على شكل خيزرانة ينمو على نُحاس الإبريق الذي غرقت فيه، وعندما شاهد أحد الأخوان الخيزرانة لم يفكر أبدًا بأنَّه هذا الشيء الذي ظهر فجأة على الإبريق من الممكن أنْ يكون الفتاة المفقودة.

اقترب الأخ الأصغر جوجي وقال: يا للهول سأحاول قطع الخيزرانة عن النحاس، وسأصنع منه عزفًا رائعًا. ولذلك أحضر الفأس ليقطعها، ولكن عندما كان على وشك البدء قالت الخيزرانة: لا تقطع من الجذور، اقطع من أعلى. وعندما سمع جوجي ذلك ذُهل للغاية، فكيف من الممكن للخيزرانة أنْ تتحدث؟ ولكن أطاع أمرها ولم يقطعها من الجذر ورفع الفأس ليقطع من أعلى، ولكن قالت له الخيزرانة: لا تقطع من الأعلى، اقطع من الجذور. وبالفعل أصغى لها، ولكن أعادت الكرة بأمره بقطع الأعلى بدلًا من الجذور، وهكذا حتى مل جوجي من الاستماع لكلام هذه الخيزرانة وقامَ بقطع الجذر وأخذها بعيدًا.

كان للخيزرانة نغمة ممتازة وكانت أنغامها تسحر كل من سمعها، حملها جوجي معه عندما كان يذهب للتسول ومن خلال تأثير الموسيقى الجميلة كان يعود إلى المنزل كل مساء بمحفظة ممتلئة. وأثناء جولاته كان يزور أخيه وعندما كان يعزف لهم كانوا يتأثرون للغاية ويبدأون بالبكاء وكأن لهذه الآلة صوت كمان ينوح بمرارة. رغب الأخ الأكبر بشرائها وعرض على أخيه المال لمدة عام كامل مقابلها، ولكن رفض جوجي ذلك. كان كل من يسمع صوت هذه الآلة التي بدأ الجميع بإطلاق اسم الكمان عليها يرغب بشرائها وكان الأغلب يعرض عليه مبالغ طائلة ثمنًا له، ولكنه كان يرفض بيع كمانه فهو سبب لرزقه.

عندما رأوا أنَّه لن يتم التغلب عليه ولن يبيع كمانه، أعطوه طعامًا رائعًا وكمية وفيرة من الشراب، فشرب كمية كبيرة منه وأصبح مترنحًا، وبينما كان في هذه الحالة أزالوا كمانه واستبدلوه بواحد آخر. وعندما عاد الوعي لجوجي عرف بأنَّ كمانه قد سُرق وعرف بأنَّ من في الحانة قد سرقوه، فطلبه منهم ولكنهم أنكروا سرقته. وبعدها غادر المكان تاركًا كمانه المزور وراءه، اعتاد ابن الرجل الذي سرق الكمان أنْ يعزف على كمان جوجي وكانت موسيقاه تسعد آذان كل من سمعها.

وبعد أنْ كان الشاب يعزف على الكمان كان يضعه تحت سريره، وكانت الفتاة تخرج من ملجأها وتذهب لتطبخ الطعام وكانت تضع القليل منه بجانب الشاب وبعد ذلك تعود إلى الكمان. ظن أهل الشاب بأنَّ أحد صديقات ولدهم كانت تحاول الاهتمام به وكب قلبه، وحاولت العائلة متابعة ما يحصل حتى يرون بأعينهم من هي الفتاة التي تحاول كسب قلب ابنهم. اختبأ الشاب في زاوية في كومة من الحطب ووقتها خرجت الفتاة من كمان الخيزران وبدأت تسرح شعرها وبعدها بدأت تطهو الطعام، وكالمعتاد وبعد أنْ أكلت بعضًا منها، وضعت نصيب الشاب بجانب سريره.

كانت الفتاة على وشك الدخول إلى الكمان مرة أخرى، ولكن أمسك الشاب بها بين ذراعيه وصرخ بوجهها، خافت الفتاة للغاية وأخبرت الشاب بما حصل معها وشعرت براحة كبيرة بعد ذلك، حاول الشاب كسب ود الفتاة وشعر بالمحبة تجاهها وأخبرها بأنَّه يود الزواج منها. كانت الفتاة تشعر بالخجل الشديد ووافقت بكل حب على عرض الشاب، ولكن بالعودة إلى أهل الفتاة وشقيقاها، أصبحوا فقيرين للغاية وخاصة الأخ الأصغر جوجي وجاء إخوتها في إحدى المرات إلى منزل الرجل الذي سرق الكمان في زيارة لاسترداد كمانهم، رأت الفتاة الشابان وتعرفت عليهم على الفور، ولكنهم لم يعرفوا من هي فقد فُقدت الفتاة قبل وقت طويل للغاية.

أحضرت الفتاة لهم الماء عند وصولهم وبعد ذلك وضعت الأرز المطبوخ أمامهم، ثم جلست بالقرب منهم وبدأت تتحدث معهم وتعرفهم بنفسها، فُجع الشابان لسماع خبر عودة شقيقتهم إلى الحياة وبدأت تغني لهم وتبكي؛ لتخويفهم بسبب المعاملة التي تعرضت لها من قبل زوجاتهم. روت الفتاة كل ما أصابها لإخوانها وانتهى بها الأمر بقولها للأخ الأصغر: لا بد أنَّك عرفت كل شيء، لكنك لم تتدخل لإنقاذي فأنت بخيل وخبيث كزوجتك، وكن على يقين بأنني لن أسامحكم طيلة حياتي. وكان هذا هو كل ما قامت به كانتقام من إخوانها.

وبعد ذلك، ذهب الشابان لبيوتهم وعاقبوا زوجاتهم، وتزوجت بعدها الفتاة من الشاب الذي سرق والده الكمان وعاشا سويًا بسعادة وهناء. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: