قصة الكنز المخفي

اقرأ في هذا المقال


كلمة الكنز من الكلمات التي تعني المال والثراء والذهب والفضة، فهنالك الكثير من القصص التي تحكي عن تحوّل كامل لحياة أشخاص وجدوا الكنز من الفقر إلى الثراء، وهنالك قصص تحكي عن أشخاص يبحثون عن الكنز ولكن لا يجدوه، وسنحكي في قصة اليوم عن زوجة فقيرة تعمل بالحقل وتجد الكنز فيأتي صوت ويأمرها أن تخفي أمره فتخفيه؛ ولكنها في النهاية تخسره لأنها لم تفي بوعدها وباحت بسرها، والعبرة من القصة هي: كن على حفظ سرك أحرص منك على حقن دمك.

الكنز المخفي:

كان في أحد الأزمان زوج وزوجة يعيشان سويةً في كوخ صغير متواضع يحميهما من برد الشتاء وحر الصيف، كان الزوجين فقيرين الحال فلا يملكان إلا حقل صغير يعملان به، ويحصلان على قوتهما اليومي من هذا الحقل؛ فيزرعون الحقل بمحاصيل زراعية مختلفة وينتظرونها حتى تنمو لكي يحصدونها.

ولكن في يوم من الأيام مرض الزوج مرضاً شديداً وأصبح عاجزاً عن العمل، وبقيت الزوجة تعمل بالحقل لوحدها وتذهب إليه كل يوم، حملت الفأس وبدأت تضرب الأرض بالفأس، وبينما هي كذلك إذ شعرت بأن هنالك شيء صلب يرتطم بفأسها، فأرادت أن تتبيّن منه فحفرت حول هذا الشيء حتى وجدت قطعة معدنية من الذهب الخالص.

أخذت الزوجة هذه القطعة وكانت سعيدة بها وربطتها بقطعة من ملابسها وأخفتها، عادت إلى المنزل وفي اليوم التالي عندما خرجت لتعمل بالحقل قامت بالحفر بفأسها في نفس المكان لعلّها تجد قطع ذهبية أخرى؛ فوجدت أحجار من الزمرد والألماس، أخذتها وعادت بها إلى المنزل والسعادة تغمرها، واعتادت كل يوم أن تحفر وتعود للمنزل وهي سعيدة.

كانت هذه الزوجة تشتري بهذه الثروات الصغيرة التي تجدها الطعام والأرز وجميع الاحتياجات المنزلية، وأبقت هذا الأمر مخفياً عن الجميع حتّى زوجها لم يكن يشتبه بشيء عند خروجها ولم يكن يعرف بأمر الكنز؛ فهي لم تخبره بهذه الثروة التي تجمع بها وأرادت إبقاء الأمر سرّاً عن زوجها وعن الجميع.

وفي يوم من الأيام وجدت الزوجة قطعة من الفضة؛ فأخذتها تنظر إليها تحت أشعة الشمس الساطعة وهي تلمع، وفجأة سمعت صوتاً يكلّمها ويقول: ليس هنالك أي أحد يمتلك حظك ولا حتى زوجك وستظلين تحصلين على الثروات طالما أنك لا تخبرين أحد، أدركت الزوجة وقتها أن سر هذا الكنز هو إبقائه مخفيّاً عن الجميع.

عندما سمعت الزوجة بذلك زادت من إصرارها على إبقاء أمر ثروتها الصغيرة سرّاً، وفي اليوم السابع على التوالي وجدت قطعة من الفضة وقطعتين من الذهب فقامت بإخفائهما عن زوجها الذي كان مريضاً ولا يستطيع العمل ولا يعرف ما هو المكان الآمن الذي أخفت به زوجته ثروتها التي قامت بجمعها من هذا الحقل.

عندما ذهبت إلى الحقل في اليوم الثامن حفرت ولكنّها لم تجد شيئاً، حزنت الزوجة لذلك وشعرت بالجوع الشديد؛ حيث استمرت بالبحث ولكن دون جدوى؛ فقامت بإشعال الحطب في الحقل لكي تطهو الأرز.

بينما كانت الزوجة تطهو الأرز سمعت نفس الصوت الذي سمعته في المرة الماضية يقول: قومي بالحفر أسفل النار بعد إخمادها وستجدين جرة من الذهب، وعندما بدأت بالحفر وجدت جرة من الذهب، فعندما عادت بها إلى المنزل مبكرّة تفاجأ زوجها بذلك وسألها عن سبب عودتها من الحقل مبكرة لم تستطيع إخفاء أمر الجرة التي تخفيها في ملابسها؛ فأخبرت زوجها وباحت له بالسر.

فرح الزوج كثيراً وشعر أنّه سيفارق الفقر ويعيش في غنى وسعادة، طلبت منه زوجته أن يكتم هذا السر ولا يخبر به أحد، بعد أن شفي الزوج من مرضه جلس في مرّة من المرّات مع أصدقائه وشعر أنه لا يستطيع كتم السر فباح لهم به.

شاع خبر الكنز في كل أرجاء القرية، فهرع الجميع إلى المكان للبحث عن الكنز، ولكنهم لم يجدوا أي أثر للذهب ولا للفضة، فغضبوا وظنوا أن هذا الزوج يكذب عليهم هو وزوجته، فذهبوا لمنزلهم وقالت لهم الزوجة: سأذهب للمخبأ السري الذي أخفيت به الكنز لكي تتأكدون من صدق كلامي، ولكن عندما ذهبت لم تجد أي شيء من الكنز الذي قامت بجمعه؛ فعرفت وقتها أنّها قد خسرت ثروتها بسبب عدم امتثالها لأمر الصوت الذي سمعته وقامت بالبوح بالسر، وعاد الزوجان فقراء كما كانوا.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات/كمال الين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: